الفصل الرابع /
إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ولكن ماذا إن كان الود منطفئا .أنهت نهى تنظيف المطبخ بعد تناول وجبة الغذاء وخرجت لتجلس معهم أمام التلفاز فوجدتهم ينظرون لبعضهم البعض بطريقة توحي وجود أمرا ما .
جلست ولم تظهر لهم شعورها ذاك ولكن لم يطل فضولها وبدأ زوج والدتها الحديث:
_ إسمعي يا نهى إنتي مبقتيش صغيرة ، وما شاء الله عليكي ألف مين يتمناكي ، وبصراحة كده إنتي جايلك عريس .
نظرت له نهى بتفاجؤ فلم تتوقع أن يكن إضطرابهم ذلك متعلق بمثل ذاك الأمر .
لتتشجع والدتها حينما وجدتها صامتة قائلة :
_ ده عريس زي الفل ربنا يهنيكوا يابنتي .
لم تستطع نهى السيطرة على إبتسامتها بسبب حديث والدتها وأردفت :
_ ياعني إنتي شايفاني وافقت علشان تجمعيني معاه في جملة واحدة ، ده أنا حتى معرفش هو مين .
كادت والدتها أن تفصح عن هوية الشاب ولكن زوجها أوقفها ونظر لنهى متسائلا :
_ عاوزة تعرفي فضول وهترفضيه كده كده ولا عاوزة تعرفي وهتفكري وتاخدي الموضوع بجدية ؟
_ إيه إل بتقوله ده يا عبده ؟! ماهي لازم تعرفه علشان تقول رأيها .
_ لأ يا فتحية ، تعرفه لما تكون مستعدة أو عندها ميل لقبول الخطوة دي ، وقتها أقولها هو مين وتفكر وتشوف هتوافق عليه ولا لأ ، إنما أقولها مين وهي هترفض كده كده يبقى مافيش داعي وأقول للجماعة من بره بره كل شيء نصيب .خشيت والدتها أن ترفض فهي تراه زوج مناسب لإبنتها وتريدها أن توافق عليه فأخذت قرارها بأن تقول على هويته ولكن قد سبق السيف العزل ونطقت إبنتها متخذة قرارها .
...................
في منزل أستاذة آلاء
تجلسان في الشُرفة يتناولان فنجانان من القهوة ويتبادلان الحديث
_ قوليلي يا آلاء إنتي مفكرتيش ترفعي قضية على عمك ؟
وضعت ما بيدها وأجابتها :
_ لأ ، أنا مش عبيطة أنا عارفة إنه إستولى على ورثي ، وأقدر أثبت ده وأسجنه كمان وأرجع كل حقي ، لكن إل هيتأذى في الموضوع ده ولاده وخصوصا البنتين الصغيرين ، أنا عارفة معنى إن بنت تعيش من غير أب ، الناس بتبقى فاهمة إنها لعبة سهلة يلعبوا بيها ، لأنهم عارفين إن مهما يعملوا ملهاش ضهر ولا سند ، يمكن مقدرش أسامحه لكن مش هاخد إجراء ضده .
نظرت لها بفخر قائلة :
_ ربنا يعطيكي على قد نيتك يا ياحبيبتي.
...................
عند رؤية شيء علينا أن ننظر له من جميع الإتجاهات لكي نستطيع الحكم بطريقة صحيحة.
إستأذنت روان وذهبت لدورة المياه ونزعت حجابها لتتوضأ من أجل تأدية صلاة العصر ولكنها كانت مشتتة التفكير ولم تعي أنها بعد الإنتهاء خرجت من دون أن ترتدي حجابها .
لا يوجد سجاد فوق الأرض فقد كانت خالتها تقوم بحملة تنظيف جذرية للمنزل ، وبإعتبار قدمها مبتلة حديثاً كان إحتمالية تزحلقها وفقد إتزانها كبيرا .
ويا لحظ من وقف ينظر لها دون أن تعي عندما رأها تخرج دون حجابها .
وبالطبع وكما المتوقع كانت يداه أقرب إليها من السقوط فضمها إليه وأحاط خصرها يمنع تزحلقها وإن لم يكن مؤذيا لها بالأساس .
أنت تقرأ
أنيني وملاذي
Romanceأنين القلب لا يشعر به سوى قلب المُحب .... وماذا إن كان المُحب هو الملاذ . طريق نجاتها منقوش فوق كف يده .... ليس لها مهرب منه فله وإليه تعود مهما حاولت المقاومة . تستطيع مجابهة الجميع ، تتخذ من القانون سِلاحاً ولكن بنظراته المُسلحة يهزمها أشد هزيمة