الفصل الأول /
أنين القلب لا يشعر به سوى المُحب ..... وماذا إن كان المُحب هو الملاذ ؟صرح شامخ ... ليس بتعدد طوابقه ، ولا بأعداد موظفيه ، وإنما بقواعده ومبادئه .
قواعد بُنيت لخدمة الناس ، مباديء تحذو بثبات نحو الإتزام بالقانون دون الحياد عنه وإستغلاله بصورة عكسية .
شركة السيوفي للمحاماةداخل أحد غرف الشركة والذي كان عبارة عن حجرة عمل لمجموعة من المحاميين كلا منهم له مكتبه الخاص .
_ شايفين النشاط والهّمة ، كله بيشتغل بأقصى درجة تركيز عنده .
نطقت بها فتاه عشرينية لتقول لها أخرى :
_ أنا من رأيي تبطلي كلام وتجهزي ملفاتك وتراجعي شغلك كويس .
مطت شفتيها بإنزعاج قائلة :
_ بتفصليني ليه يا روان ، أنا قولت إيه مبسوطة بالنشاط والهدوء إل في المكان .
_ روان عندها حق يا نهى ، جهزي ورقك لأنه أكيد هيطلب يشوف قضية المباني وصلت لفين .
نظرت لها بتذمر مردفة :
_ ياعني هو هيسيب كل القواضي والملفات في الشركة ويطلب القضية دي ؟
_ هيشوف كل القواضي ، أظن ده نظام والمفروض تكوني إتعودتي عليه ، فأنتي كوني جاهزة ولما يطلب الورق تسلميهوله .
_ متقلقيش يا أستاذة مهجة أنا مخلصة ورقي وجاهز .
_ أستاذة مهجة شوفيلي حل .
_ خير يا إسراء ؟
_ الأستاذ طالب مني أحضرله كل القواضي إل وصلت للمكتب في غيابه ، وعم شعبان كان بينضف المكتب وتعب فجأة وخدوه المستشفى ، وإنتي عارفة نظافة المكتب عنده قبل أي شيء ، فشوفي كده الست العاملة إل تعرفيها لو تقدر تيجي تعمله .
نظرت لها بآسف قائلة :
_ الست مش موجودة عند بنتها في بلد تانية .
زفرت بضيق قائلة:
_ طب وإيه الحل دلوقتي ؟
_ أنا هعمله .
نظرن لها بتعجب لتقول إسراء سريعاً:
_ لأ...ميصحش ، ده مش شغلك .
تبسمت بهدوء وهي تأخذ شيئا ما من حقيبتها مرددة بصوت ناعم كصاحبته :
_ مش مشكلة يا إسراء ، كلنا هنا واحد ، إسمها شركة علشان كلنا نتشارك فيها ونرفع من شأنها ، وبعدين أنا مخلصة كل شغلي فأستفيد من وقتي .
أنهت حديثها ورحلت لتبتسم الفتيات على طيبتها.
_ أه صحيح أستاذة مهجة الأستاذ بيقولك جهزي ورق مناقصة الإنشاءات .
أماءت لها بهدوء.
...................
في الطابق العلوي /
في مكتب أحمد وهو المسؤل عن قسم المحاسبة ، كان منكب على بعض الأوراق أمامه إلى أن قطعه طرق الباب ودلوف رائد متذمر الملامح .
_خير إيه التكشيرة دي عالصبح .
_ أهو قولتها بنفسك عالصبح ياعني أنا ذنبي إيه أجي بدري كده أنا ميعاد شغلي الساعة عشرة أجي من سبعة ونص ليه ؟
كان يتحدث بتذمر بعد جلوسه ليردف الأخر بتفهم :
_ معاك حق ، لكن إنت عارف عمك لما يبقى مسافر ويرجع بيعلن حالة الطواريء في الشركة لازم الكل يبقى موجود .
_ عارف مين المحظوظ فينا ، أخوك مصطفى ، بعد كل سفرية بياخد يوم او إتنين أجازة .
ضحك أحمد بمرح مرددا:
_ إنت المفروض تدعيله مش تحسده ، ده هيقعد مع الست الوالدة ، تخيل مش هيبقى وراه حاجة غير الكلام في نفس الموضوع.
ضحك بقوة حشرجت أنفاسه وتشدق :
_ لأ وبجد مبخوت ، ده وأنا نازل الست جايبالها شوية صور جداد مش عارف الست دي بتشتغل في إستيديو تصوير باين .
حرك رأسه بضيق قائلا:
_ مش عارف ماما هتفهم إمتى إن الزمن إتغير والطريقة دي مبقتش تنفع ده لو فكرنا أصلا نتجوز ، فما بالك إن الموضوع مش في بالنا الفترة دي .
نظر له رائد بمكر مردفا بسخرية :
_ أه مش في بالنا طيب صدقتك خلاص .
زجره بقوة ليضحك الأخر وهو يخرج بعد أن إستمع لأخر حديثه:
_ مافيش حاجه من إل في دماغك دي .
....................
في منزل آل السيوفي/
_ يا أهل الدار أنا وصلت.
تهلهلت أسارير تلك السيدة وهرولت إليه تحتضنه بشوق قائلة بعتاب :
_ كده برده يا مصطفي قولت يومين وبعدين سافرت وقولت عدولي .
_ أعمل إيه بس يا ست الكل ما أنتي عارفة عمي ميقدرش يستغنى عني .
أنهى حديثه بغرور مصطنع لتقول بحنق :
_ هو أنا مخوفني غير قربك من عمك ده ، أنا عارفة ليه مطلعتوش لأبوكم .
قطب جبينه لتسترسل :
_ ما أنت وإخواتك مش ناويين تريحوا قلبي وتتجوزوا .
نظر لها بملل قائلا :
_ ياعني يا ست الكل بدل ما تشوفيلي حاجة أكلها ونقعد سوا نتكلم كده ونطمن على بعض تفتحي سيرة الجواز .
_ ياعني هو سيرة الجواز هتسد نفسك ، وبعدين الأكل عالنار .
يا مصطفي أنا مش عاوزة حاجة من الدنيا غير سعادتكم ، عاوزة أشوفك إنت وإخواتك وكل واحد في إيده عيلين تلاتة بيلعبوا حواليه .
لم يستطع أن لا يضحك فأخذ يضحك بمرح إلى أن سعل بشدة قائلة بصعوبة :
_ ياعني قوام جوزتينا وكمان مع كل واحد تلت عيال .
تذمرت وجلست بضيق ليجلس بجانبها مسترسلا :
_ يا ماما يا حبيبتي لما يأذن ربنا هتلاقينا إتجوزنا ولا إنتي زهقتي مننا .
ربتت على كتفه بحنان قائلة :
_ يا حبيبي آن الآوان إنكم تفتحوا بيتكم وتعيشوا سنكم العمر بيجري ، إنت شايف أعمامك أهم ، محدش في العيلة دي باين بيحب الجواز غير أبوك .
_ خلاص جوزيه أهو تلاقي أي فرح في البيت حتى لو كان لضُرتك .
كان يقولها بمرح ولكنه صدم عندما أجابته :
_ ياعني حاجة معملهاش قبل كده .
أرادته يتخطي صدمته وهي أيضا تزيل أثار الماضي عنها فأردفت :
_ طيب خليني فيك دلوقتي ، لو في واحدة معينة في بالك قولي عليها وأنا أروح أخطبهالك .
_ والله يا شوشو مافيش ، هو لو انا أقلاقي زيك كده كان زماني متجوز .
_ إضحك عليا أوي ، طيب أنا معايا صور لبنات إنما إيه تبارك الخلاق ، إيه رأيك تيجي تشوفهم لو واحدة فيهم عجبتك نتوكل على الله وأهو تبقى فاتحة خير.
قبل يدها ورأسها منهيا الحوار قائلا :
_ ماما أنا جاي تعبان هطلع أرتاح وبعدين نتكلم .
لم يعطها فرصة للإعتراض وذهب من أمامها .
.........................
أنت تقرأ
أنيني وملاذي
Romansaأنين القلب لا يشعر به سوى قلب المُحب .... وماذا إن كان المُحب هو الملاذ . طريق نجاتها منقوش فوق كف يده .... ليس لها مهرب منه فله وإليه تعود مهما حاولت المقاومة . تستطيع مجابهة الجميع ، تتخذ من القانون سِلاحاً ولكن بنظراته المُسلحة يهزمها أشد هزيمة