الفصل الخامس

50 6 7
                                    

الفصل الخامس /
حين إلتقيتك نبض قلبي ، فما بالك إن كان نابضا بك ...ولك .

صباح اليوم التالي/
لاحظت الفتيات عدم وجود نهى فقمن بالإتصال بها .
_ خير يا نهى إنت فين ؟
وصلهن صوتها المرهق من خلال مكبر الصوت :
_ أنا في المستشفى يا إسراء .
قلقن عليها لتهتف مهجة بخوف:
_ مستشفى ليه ياحبيبتي خير ؟
_ موضوع كده هبقى أقولكم عليه بعدين ، المهم بس لو تطلبوا منهم يومين أجازة ليا ، مقدرش أسيب والدتي اليومين دول .
_ تمام يا نهى متقلقيش ، إن شاء الله أنا هكلم الأستاذ صلاح ومهجة هتكلم الأستاذ صالح ومش هيحصل حاجه وهناخدلك كام يوم أجازة بس إنتي إبقى طمنينا .
_ تمام إن شاء الله ، أنا هقفل بقى دلوقتي.
أغلقت الهاتف ليسود الحزن على وجوههم إلى أن قالت آلاء :
_ سبحان الله البيت هادي اوي من غيرها .
إبتسم الجميع لتلك الخاطرة ثم ذهبن سويا للشركة.

وبداخل الشركة /
يجلس العم ساجد وزوجته صالحة على السلم يحملان حقيبة بلاستيكية من الرائحة يبدوا أنهم يحملون طعام ما .
جاء الأمن وطلب منهم أكثر من مرة الرحيل ولكن دون جدوى .
فذهب رجل الأمن للداخل يبحث عن لارين فلم يجدها قد أتت بعد ووجد فقط كلا من آيه وشريهان فإقترب قليلا قائلا :
_ أستاذة آيه فاكرة الرجل إل جه هنا من يومين والأستاذة لارين إتولت قضيته .
زفرت آيه بضيق قائلة :
_ أيوة ، في إيه ؟
_ هو دلوقتي قاعد على السلم هو ومراته وكمان جايبين معاهم أكل ومش موافق يتحرك ، والأستاذة لارين كانت نبهت عليا مطرودوش وحضرتك عارفة إل حصل يومها ، ودلوقتي هي لسه موصلتش وأنا مش عارف أعمل إيه ؟.
نظرت له ثم تبسمت بمكر قائلة :
_ طيب روح إنت شوف شغلك ، وسيب الموضوع ده عليا .
وبعد خروجه
_ هتعملي إيه ، الضحكة دي أنا عارفاها كويس يبقى أكيد ناوية على حاجة .
ضحكت بإستمتاع قائلة :
_ ناوية على كل خير إن شاء الله.
ثم أخذت ملف من فوق مكتبها وذهبت في إتجاه مكتب صلاح فلم تجد إسراء فهمست:
_ كده إحلوت اوي .
طرقت فوق الباب ودلفت بعد أن سمعت صوته يأذن .
_ أستاذ صلاح بعتذر ، لكن إسراء مش موجودة بره فإضطريت أدخل لحضرتك الملف بنفسي .
تعجب من كلامها فبادرت بإعطائه الملف مسترسلة :
_ يظهر إن في حاجة مانعاهم ييجوا لأن لارين ونهى وكمان روان مش موجودين .
إنتهى من رؤية الأوراق ولم يعلق فخاب أملها ولكن أخر كارت بيدها سوف تلقيه وتذهب :
_ في ناس بره عاملين مشكلة مع الأمن مستنيين لارين ، رغم أنهم الناس إل عرفت حضرتك بموضوعهم قبل كده هضطر أروح أقولهم إنها مش موجودة ، بعد إذن حضرتك .

خرجت من عنده وهي تحسم أمرها في إهانة ذلك العجوز فهي لم تنسى بعد ما قالته لها بسببه تلك المرة ، والآن إن تحدثت لارين ستقول لها أنها تفعل بعد موافقة أستاذ صلاح فهو لم يمنعها من صرف أولئك الناس .

_ إنت يا رجل إنت إيه القعدة دي ؟ حد قالك إن هنا الشارع .
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنتي يابنتي مافيش وراكي غيري .
_ بنتك !! يا أمن ..إنت يا أمن تعالى هنا خد الناس دي إرميها برة الشركة .
أنهت حديثها ثم ركلت الحقيبة البلاستيكية أرضا تزامنا مع صعود لارين .
_ إنتي بتعملي إيه ؟
كانت نبرتها غاضبة لتقول آيه بسخرية :
_ زي ما أنتي شايفة كده .
إقتربت منها قائلة بحدة وهي تدفعها في كتفها :
_ إنتي معندكش قلب ولا رحمة ، دول ناس كبيرة ، ودي نعمة ربنا ، إنتي إزاي جاحدة كده .
علا صوت آيه متحدثة بقوة :
_ والله روحي قولي كده للأستاذ صلاح دي أوامره .
بهتت معالم وجهها فشعرت آيه بالإنتصار رغم خوفها بأن يعلم صلاح ذلك ولكنها تمسكت بكذبتها حتى تقهر غريمتها ...نعم هي غريمتها فهي تعشق هشام منذ الدراسة الثانوية ، بل هي إختارت أن تدرس معه الحقوق من أجل أن تكن قريبة منه فقط ، وما إن عملا سويا ظنت أنه بين اليوم والآخر ...السنة والأخرى سوف يفاتحها في إرتباطهم ، إلى أن تفاجأت به يخبرها بإعجابه بإحدى الفتيات التي تعينت في المكتب منذ عدة أشهر ، هي كانت متواجدة معه وبجانبه قبلها لما تأتي الآن وتأخذ ماهو ليس بحقٍ لها .... لا لن تدعها تهنأ أبداً .

أنيني وملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن