الفصل الثاني عشر /
إن بدا العشق لك بعيد المنال ... فإثأر بالقرب لعله ينجيك من الهلاك .يتخذ من غرفة مكتبه ساحة لسباق الهرولة ، من يراه يظن أنه جُن ، منذ عشرون دقيقة وهو يركض داخل مكتبه وكأنه يريد الهرب من شيء .
لم يعد يحتمل فجلس بإهمال فوق الأريكة الجلدية يمسح وجهه بكفه بعنف .إرتشف بعض الماء من الزجاجة التي أمامه فوق الطاولة ثم نظر إلى الباب وإتخذ قراره فلا رجعة عنه .
وقف منتوي الخروج ليتفاجأ بدلوف صالح الذي ناظره بتعجب من هيئته ._ خير ..مالك يا أحمد ؟
_ لا أبدا مافيش يا عمو ، خير عاوز حاجة ؟
جلس وأشار له بالجلوس ثم تساءل مرة أخرى:
_أحمد إحما إتفقنا قبل كده لما أسألك عن حاجة تجاوب من مراوغة .إبتلع ما في جوفه قائلا ببعض الخجل :
_ أنا شكلي كده عاوز أتجوز .
ظل لبضع ثوان ينظر له يعي ما قاله قبل أن يبتسم قائلا :
_ وده إل موترك كده ؟! ومين دي بقى سعيدة الحظ .إرتبك وأبعد عينيه قائلا بتلعثم :
_ مافيش واحدة معينة ، أنا بتكلم في العموم ياعني.صدحت ضحكات صالح رادفا:
_ مش هعرف أعمل نفسي مصدقك ، قولي مين دي إل شقلبت حالك .
وقف ببعض العنف الجسدي وتوترت أعصابه هادرا :
_ أنا مافيش واحدة تقدر تشقلب حالي ، ولا تخليني أحبها ، أصلا الحب ده كذبة بنخترعها علشان نقنع نفسنا نكمل في الحياة .تفاجأ صالح من حديثه ولكنه وضع ساق فوق الأخرى بثبات قائلا :
_ أنا مقولتش إنك حبيتها ، إنت جبت سيرة الحب ليه ؟
برق بعينيه ينظر له بصدمة ليسترسل صالح بهدوء :
_ الحب مش كذبة يا أحمد ، بس ده مش موضوعنا دلوقتي ، أنا متأكد إن في واحدة هي السبب في حالة التوتر والعصبية بتاعتك دي ، لو عاوزني أساعدك قولي مين ؟جلس بإنهاك متحدثاً بحيرة :
_ أنا مش عارف إيه بيحصلي بالظبط ، بس أنا متأكد إنه مش حب ، أصل أنا مش بأمن بالإختراع ده ، بس أنا بقيت أتحجج وأنزل لمكتبها لأي سبب علشان أشوفها ، أنا عارف ده كويس ومواجه نفسي بيه أنا فعلا بنزل علشان أشوفها ، بس ليه ؟
عاوز أشوفها دايما ليه ؟
طب وليه لما شوفتها واقفة مع رؤوف وبيضحكوا من شوية كنت عاوز أضربه وأبعدها عن المكان ؟ضحك صالح للمرة الثانية ثم أردف بسخرية :
_ فعلا واضح إنك مش معترف بالحب ، وإيه كمان يابن أخويا قول وسمعني ، بس هي جت عليك ياعني إذا كنت أنا ولا عمك صلاح مش معترفين بحاجة إنت هتعترف .تحولت نظرات أحمد من التوتر للتساؤل فقاطع حديثهم دلوف رائد الذي تحدث بمرح :
_ إلحقوا مصطفى إتدبس في عروسة جديدة هيزورها النهاردة .
..................عندما يتخلى قلب الإنسان عن الخوف من ربه إعلم أنه لن يتردد في فعل شيء .
في مكان تملؤه الأجواء الغريبة من أنوار وإضاءة مخيفة وروائح مختلفة عن المألوف .
أنت تقرأ
أنيني وملاذي
Romanceأنين القلب لا يشعر به سوى قلب المُحب .... وماذا إن كان المُحب هو الملاذ . طريق نجاتها منقوش فوق كف يده .... ليس لها مهرب منه فله وإليه تعود مهما حاولت المقاومة . تستطيع مجابهة الجميع ، تتخذ من القانون سِلاحاً ولكن بنظراته المُسلحة يهزمها أشد هزيمة