الفصل السادس /
لترى الصورة بشكل أوضح ... عليك بالتريث وتمنع النظر حتى لا يفتك بك سوء الظن .في شركة السيوفي /
كانت منهكة في العمل ، تريد أن تصرف تفكيرها عن أي شيء يخصه ، كما لو أن ذلك سيفلح .طرقات فوق الباب جذبت إنتباهها فرفعت عيناها لتصطدم بالواقف فإنتفضت من مكانها في لهفة:
_ أحمد !!!
إبتعدت عن المكتب وتوجهت إليه تحت أنظار من في المكتب المتعجبين من لهفتها تلك .
_ في حاجة يا أحمد ؟
إبتسم لها بهدوء قائلا :
_ بلاش أجي أزورك وأطمن عليكي .
زوت بين عينيها بشك ليسترسل :
_ أنا مستنيكي تحت عاوزك في موضوع.
تركها ورحل جاعلا اياها في حالة إرتباك ، فماذا حدث؟!_ الله يسهله يا مهجة ، بس بصراحة چان أوي .
نظرت لها بتعجب فهي لم تفهم تلميحاتها بعد عقلها شارد ، لتقول آيه بخبث وقد جاءتها فرصة من ذهب لصرف النظر عنها وليلتهي الجميع في الحديث عن غيرها :
_ طب إيه نقول مبروك ؟ بس مبروك إزاي لو كان في خطوبة حتى كان زمانك لابسة دبلة.
كان حديثها له غرض معين وقد نالته عندما نظر الجمع الرجالي لمهجة بإستنكار ..
لم ترد عليهم ولم تشأ إضاعة الوقت ، كل ما فعلته أخذت هاتفها وحقيبتها ورحلت لتعلم ما هو الأمر الجلل الذي يستدعي حضوره إلى عملها .
.............بينما في غرفة مكتب صلاح/
كانت لا تزال تنتظر قدومه ، إنتهى وقت الإستراحة ولكن لم تذهب لمكتبها .
أخذت تتصفح المكتبة ، تقرأ عناوين الكتب ثم تضعها مرة أخرى في مكانها إلى أن جذب إنتباهها كتاب فإستطردت في قراءته .
كان يعلم أنها بالتأكيد تنتظر ، لذا حاول بقدر الإمكان أن يؤخر نفسه علها تيأس وترحل .
ولكن ......إرتسمت إبتسامة صغيرة على وجهه عندما فتح الباب ووجدها مستلقية فوق الأريكة منغمسة في قراءة أحد الكتب دون الشعور بشيء حولها .... ذهبت مع الكتاب لمكان خيالي بعيد عن الواقع ، حتى أنها لم تنتبه أنه منذ دقائق معها يتابعها .
زفرت أنفاسها ومررت يدها فوق عنقها تدليكا فيبدو أنه تشنج لتقع عينها عليه .
أغلقت الكتاب بهدوء وتوجهت للمكتبة وضعته مكانه ثم إستدارت له لتجده يتابع ما تفعل بصمت .
إقتربت منه متسائلة :
_ ليه عملت كده ؟
_ محدش ليه الحق ياخد قرارات وينسبها ليا ، أو يقول حاجة بلساني .
تعلم أنه يراوغ ، ولكنها لن تحتمل أكثر ، نظرت لأسفل متحدثة بحزن :
_ كنت فاهمة إنك مجهز المكان لآيه .إقترب منها أكثر وأمسك كفها مقبلاً إياه هامسا وهي تنظر في عينيه منصتة:
_ قاصد تفهمي ده .
برقت عيناها ليضيف بعد جذبها لأحضانه يحاوطها بذراعيه :
_ صحيح الولد ميقصدش حاجة ، بس ميعتبرش صغير عنده إتناشر سنة ، ومافيش حد يحقله يلمسك ولا يقرب منك .كانت تنظر لعينيه بتوهان بينما هو ترتسم على محياه إبتسامة .
طرقات فوق الباب أفاقتهم ليبتعدوا عن بعضهم ثم ذهب ليجلس في مكانه أذنا لمن بالخارج بالدلوف، بينما هي تفرك يدها بتوتر .
أنت تقرأ
أنيني وملاذي
Romantizmأنين القلب لا يشعر به سوى قلب المُحب .... وماذا إن كان المُحب هو الملاذ . طريق نجاتها منقوش فوق كف يده .... ليس لها مهرب منه فله وإليه تعود مهما حاولت المقاومة . تستطيع مجابهة الجميع ، تتخذ من القانون سِلاحاً ولكن بنظراته المُسلحة يهزمها أشد هزيمة