الفصل الخامس عشر/
كانت تعلم أن حضورها الحفل بتلك الهيئة سيسبب ضجة ، ولكن ليست تلك بل أرادت أن تزلزل قلبه وحده .
لم تكف الفتيات عن البكاء ، ولكن لارين كانت منهارة بشكل كبير أدى إلى فقدانها الوعي ما إن خطت قدماها مسكنهم .صرخة الفتيات بإسمها جعل أحمد الذي كان يهبط الدرج يعود مرة أخرى ، ليجدهم يحاولون إفاقتها .
اقترب سريعا ورغم إعتراضهم لم يعيرهم إهتمام وحملها بين ذراعيه ، نظر للغرف فلم يعرف أيهم تخصها فإقترب من الأريكة الكبيرة ووضعها برفق فوقها .إقتربت مهجة منها ونثرت العطر فوق وجهها وظلت تناديها برفق إلى أن إستجابت .
_ الحمد لله يارب ، الحمد لله.
_ خلو بالكم منها ، أنا لازم أروح أطمن على الأستاذ صالح .نظرت له مهجة بألم ، فهي تشعر بقلبها يتمزق من شدة القلق والخوف عليه ، كانت ترغب في أن تذهب معه ، ولكن بأي حق تفعل .
..................في المشفى /
وصل مصطفى ورائد بعمهما بأقصى سرعة إستطاعا وتم إدخاله غرفة المعاينة ومنها لغرفة العمليات فالجرح عميق وقريب من الأجهزة الحيوية .رفع مصطفى هاتفه ليجد أكثر من عشر مكالمات فائتة من صلاح فهاتفه على الفور .
_ كل ده علشان ترد ، إنت فين يا أستاذ إنت وإخواتك .
كان صوته غاضب بشدة وكأنه بركان من اللهب ._ إحنا في المستشفى يا عمو .
_ في إيه ؟
تحول صوته الغاضب لنبرة قلقة ، فتوجس مصطفى مما سيقوله :
_ عمو صالح في العمليات .لم ينتظر صلاح لأن يستفسر وإنطلق بسيارته بعد أن خرج مسبقا من الحفل بعد تلك المواجهة بينهم ، وكان يهاتف أحدهم لكي يخبره ويعلمه أن يهتم بالمدعوين ، ولكنه الآن يتفاجأ بهذا الحدث .
فماذا إن علم كافة أركانه ؟
...................إستطاعت الفتيات أن يهدأن قليلا ، ولكن الحزن والقلق ما زال يسيطر عليهم .
وقفت لارين متوجهة نحو غرفتها لتقف خلفها روان متسائلة بصوت مرهق :
_ تحبي أساعدك في حاجة ؟
حركت رأسها رفضا هامسة بصعوبة :
_ هبدل هدومي وهروح المستشفى .
وقفن جميعاً كمن أدرك أن عليهم بالفعل الإطمئنان عليه وتوجهت كلا منهم لغرفتها لفعل المثل .وما إن دلفت مهجة غرفتها مغلقة الباب خلفها حتى سقطت ارضا تبكي ألما وخوف .
أخرجت هاتفها تنظر لرسالته التي أرسلها إليها بعد أن وصلت لمكان الاحتفال وظلت تقرأها أكثر من مرة وعيناها تقذف الدموع .( مهجة ... أول مرة أشوفك بفستان أسود ، جميلة كعادتك ، لكن اليوم مختلف ، مش بسبب لون فستانك لكن لأني أقدر أعبرلك عن إعجابي ، قبل كده كنت أتمنى أكلمك وأوصلك إحساسي لكن الظروف كانت بتمنعني وكنت بخاف عليكي من المجهول ، لكن فقدت قدرتي على التحمل لما شوفتك أكثر من مرة مع الرجل الذي قولتي أنه زوج أختك ، إبقى دايما مهجة من ملكت قلبها .... وبعد كل تلك السنوات إستطاعت مِلك قلبي )
أنت تقرأ
أنيني وملاذي
Romanceأنين القلب لا يشعر به سوى قلب المُحب .... وماذا إن كان المُحب هو الملاذ . طريق نجاتها منقوش فوق كف يده .... ليس لها مهرب منه فله وإليه تعود مهما حاولت المقاومة . تستطيع مجابهة الجميع ، تتخذ من القانون سِلاحاً ولكن بنظراته المُسلحة يهزمها أشد هزيمة