اقتباس

4.3K 200 18
                                    

دخول مفاجئ
👇👇
خرج من المسجد بعد قضاء صلاة الفجر ولسان حاله يردد ذكر الله، استمع الى صوت بكاء طفل بجوار المسجد، وضع مسبحته بجيب جاكتيه الثقيل، واتجه مرددًا
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، استمع الى صوت أخيه خلفه
-بتعمل ايه؟!
أشار على الطفل!!
-فيه طفل بيبكي هنا، انحنى يحمله ونزع عنه جاكتيه مرددا
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي، الناس مبقاش في قلوبهم رحمة، ازاي ام أو اب هانوا عليه يحطوه في البرد دا..نظر للطفل الذي يتضرع جوعًا، رفعه إلى صدره وضمه بحماية
-ياحبيبي يابني، ربنا يسامح اللي عمل فيك كدا..
-انت هتاخده ولا ايه؟
حاوطه بعنايه يدثره بجاكتيه من قطرات المطر
-نروح ونشوف هنعمل ايه مش هاين عليا اسيبه وامشي
-دخله المسجد انت مجنون، دي مسؤلية، رمق أخيه بنظرة اخرصته
-تعرف تسكت، قولت هاخده يعني هاخده

بمكانا اخر
صرخت تلكمه
-وديت ابني فين، نظرت لتلك التي تقف على باب غرفتها بمنامتها التي تكشف أكثر مما تستر ، استدارت  ترمقها بانتصار ثم أشارت لزوجها
-حبيبي ياله علشان ننام الجو برد وعايزاك تدفيني، قالتها بنبرة شامتة، ثم أشارت للواقفة
-الصبح اقوم الاقيكي مخلصة كل شغل البيت، قالتها وتحركت بخيلائها كأنها تملك العالم..رمقته بنظرة كارهة ثم اقتربت
-السن بالسن والبادي اظلم، قالتها وتحركت بعض الخطوات إلا أنها تسمرت بمكانها
-إنتِ طالق، كدا اخدنا حقنا، الصبح مش عايز اشوف وشك ..قالها وغادر

بعد عدة ساعات وهي جالسة على الأرضية الباردة، وشياطين الأرض تتلاعب بعقلها، هبت من مكانها وتحركت بخطوات هادئة تتلفت حولها إلى أن وصلت إلى غرفة ابنهم، وحملته تخرج من باب المنزل ، ظلت تهرول كالمجنونة، إلى أن وصلت إلى الطريق العام لتضعه على طرف الطريق وغادرت المكان بأكمله وهي تهرول تدعي الله أن يسامحها لما فعلته..استمعت إلى بكاؤه، فاستدارت بقلبها الذي ضعف ولم تنتبه لتلك السيارة التي تتحرك بسرعتها لتصدمها وتلقي بها صريعة !!!

داخلين على شظايا مشتعلة من النيران
ترى ماذا يخبئ القدر لأبطالنا

شظايا قلوب محترقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن