"اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك "
وتسألُني ماذا أريدُ منكَ؟!..
دَعني أفسِّرُ لك:
أريدُ منكَ أمانًا..وحنانًا..ووطنًا..
وبيتًا..وظِلًّا...ودِفأً..
أريدُ منكَ حياةً..
ماضٍ و حاضرٍ و مستقبل..
نظرةُ عينٍ تُخبرُني أنِّي حبيبتُكَ..
لمسةُ يدٍ تُعيدُ الأمانَ لقلبي..
دموعٌ ﻻ تسيلُ إلَّا من شدَّةِ الفرحِ..
وآلامًا تزولُ بمجرَّدِ رؤياك..
أُريدُكَ أنتَ فحسب.
....
ياسااااادة:
كلُّ مياهِ المطرِ تُخمدُ للنارِ ألسنتَها..
إلَّاااا مياهُ عيناها.. تزيدُ من لهيبِ نيراني..
فأهلًا بوجهِكِ ..لا حُجِبَت عن ناظريَّ ... يافتنة القلبِ يانُزهةَ البصَرِ ..
تعالَي لأسألُكِ ما الذي أوحاهُ قلبُكِ لقلبي لينصاعَ لهُ طوعًا..
ويعقِدُ معهُ صفقةَ العُمُر ..تحرَّكَ إلى وصولِ فريدة عندما فقدت سيطرتها وارتفعَ بكاؤها، احتضنها مصطفى يبعدُها عن مرمى نظرِ إلياس، لقد فقدت تمسُّكَها الذي وعدتهُ به، نظرَ إلى إلياس الذي تقدَّمَ إليهم وانتابتهُ رعشةً مخيفة، بالتأكيد ستنقلبُ حياتهِ إلى جحيمٍ وسيكونَ هو المسؤولُ الأوَّل..
بابا مدام فريدة مالها؟..شهقةٌ خرجت من احتراقِ قلبها الذي ينازعُ لخروجِ الروحِ وهي تريدُ أن يصيبها اللهُ بالصمم، قرَّةَ عينها الذي تبحثُ عنهُ منذ ثلاثينَ عامًا أصبحَ تحتَ كنفِ رعايتها ..يالله ماهذا الألم الذي أشعرُ به، ألمًا يفوق انتزاع الروح من الجسد ...نزعت نفسها من بينِ ذراعي مصطفى مقتربةً منه وعيناها تبحر فوق وجهه، تتمنى أن تلمس وجهه، ابتلعت ريقها بعدما هتف مصطفى:
-تعالي يافريدة علشان ترتاحي..ظلت كما هي تقترب من إلياس الذي يطالعها بصمت وهي تحاوره بعيناها قائلة بلهفة أم غاب عنها وليدها لأعوام:
حبيبي ممكن أطلب منَّك طلب ..رمقها بنظرةٍ مستفسرة، ابتلعت ريقها واقتربت خطوةً أخرى مع ازديادِ عبراتها، وهناكَ مايفيضُ القلبَ بالغصَّاتِ المريرة... ناهيكَ عن آلامها كالأشواكِ التي تنخرُ بجوفها، وهي تريدُ أن تضمَّهُ وتستنشقَ رائحتِه...عيناها تخترقهُ تبحثُ فيه عن وليدها المفقود...
ظلَّت تتحركُ إلى أن وصلت أمامِه، وعينيها تحاورهُ بأن يرحمَ ضعفها.
لايعلمُ لماذا انشطرَ قلبهِ على حالتها تلك التي لأوَّلِ مرَّةٍ يراها بها..
ضعُفَ أمامَ دموعها وكأنَّ الله وضعَ رحمتهِ بها ذاكَ الوقتِ لينحني ويحتضنَ كفَّيها:
تعالي ارتاحي، ماعرفشِ إيه اللي حصل معاكي، لو عايزة تحكيلي أنا سامعِك.شهقةٌ مُلتاعةٌ خرجت من فمها لتضعَ كفَّيها على فمها بوصولِ ميرال التي هرولت على ارتفاعِ بكائها، رفعَ إلياس نظرهِ إلى والدهِ وهتفَ بصوتٍ مرتفعٍ إلى حدٍّ ما:
مالها، أكيد حضرتَك عارف..ابتعدَ بنظرهِ وعجزَ عن كلِّ شيئ، يحدِّثُ حاله، هل سيعاقبِهُ ربِّهِ بفعلته...تحرَّكَ إلياس إلى توقُّفِ والده:
بابا، مدام فريدة مالها؟..
أطبقت على جفنيها وكأنَّ كلمةَ مدام اخترقت أُذُنها وكأنها تستمع لصدى صوت عويلٍ مرتفعٍ يصيبها بالذعر.
أنت تقرأ
شظايا قلوب محترقة
Mystery / Thrillerهو المغرور نصف وزنه كبرياء والنصف الآخر قصة لايفهمها العقول الصغيره،بحر متلاطم من الأفكار لا يبحر فيه السطحيون ، متمرد ولا يعجبه شى ،.بل متفرد مختلف لايرضيه اى ذوووق هي المزاجيّه المحكوم عليها بالفهم الخاطئ دوماً ، المتهمه بالغرور ، تداوي نفسها ذا...