"اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك "
ليتني لم أرد على رسالتـك ذات يـوم
ليتنـي تركتك غريباً كالبقية لا تعرفني ولا أعرف عنك شيئا
ليتني تجاهلتك ولم أفتح لكَ نافذة فؤادي
أو على الأقل أسدلت الستارات عندما هبت رياحك..
ليتني يومها لم أسمح لك بتجاوز أسوار وطني
وأبقيتك بعيدا ..
بعيدا حيث لا قصة بيننا
ولا ذكرى قد تشق خاطري في فلك الليل ..
فـ ثمة شيء في جوفي لا يُحكى..عالقٌ بين حنجرتي وقلبي..يؤذيني ويرهق روحي..
أشعر وكأن هناك مساميرٌ تتأرجح في قلبي..
تنهكني وتزيد من ألمي..
أرقٌ حتميٌّ وصدىً عميق يصعُبُ تحملُهُ ..
أجد نفسي في تساؤل هل هذا شعور متجددٌ؟ أم علّة أصابت القلب فعطَبته؟ أفي القلب تستقر الجِراح؟؟ أم في الجسد تكمُنُ الآلام؟بالمشفى رفرفت أهدابها مع انسيابِ دمعةٍ عبر وجنتيها، هبَّ من مكانهِ بعدما شعرَ بحركةِ عينيها، انحنى متكئً بكفيهِ بجانبِ رأسها يهمسُ بلهفة:
-ميرال سمعاني، افتحي عيونِك..فتحت عينيها تهمسُ اسمه..
دنا من وجهها وطبعَ قبلةً عميقةً على جبينها:
-أنا هنا حبيبتي، طمِّنيني عليكي..همست بخفوت:
-أشرب..عايزة أشرب
اتَّجهَ يبحثُ عن المياهِ وجذبها ثمَّ ساعدها بالجلوس..ارتشفت بعضًا من قطراتِ المياه، حاوطها بذراعيهِ يضعُ الكوبَ بمكانه..تململت محاولةً أن تستوعبَ أين هي وماذا حدث..جمعَ خصلاتَها على جنبٍ ليظهرَ وجهها يملِّسُ عليه:
-عاملة إيه حبيبتي، حاسة بإيه..رفعت رأسها بتثاقلٍ تتجوَّلُ بنظرِها بأرجاءِ الغرفة، ثمَّ تسائلت بتقطُّع:
-أنا فين...قاطعهم دخولُ فريدة التي هرولت بعدما وجدتها جالسةً بأحضانِه، جلست بجوارِها على الفراشِ تمسِّدُ على شعرها:
-حبيبتي أخيرًا فوقتي، عاملة إيه ياروح ماما ..اعتدلت تبتعدُ عن إلياس تحتضنُ رأسها بعدما شعرت بآلامِها، ومشاهد أمامَ عينيها..
فلاش باك.. قبل ثلاث ايام
خرجت من منزلِ رؤى واتَّجهت إلى سيارتها لتأمرَ سائقها بالنزول:
-انزل أنا هسوق.
ترجَّلَ الرجلُ دونَ حديثٍ لتشيرَ إلى الأمن:
-ممنوع حد يجي ورايا، عندي مشوار خاص مش عايزة مخلوق ورايا..قالتها واستقلَّت السيارةَ لتتحرَّكَ بسرعةٍ جنونية، هنا سمحت لعينيها التحرُّرَ من آلام عبراتها المحجوزة، ضربت على المقودِ تصرخُ بهستريا:
-ليه ياإلياس ليه كدا، مااحترمتش وعدك ليَّا..آاااه صرخت بها وهي تقودُ السيارةَ بسرعةٍ جنونيةٍ تريدُ أن تتلقى الموتَ بصدرٍ رحبٍ لقد فاقَ الألمُ التحمُّل، فكيف لقلبها المجنونِ بعشقهِ أن يتحمَّلَ اقترابهِ من فتاةٍ كانت ستصبحُ زوجتهِ يومًا ما، أغمضت عينيها والغيرةُ بداخلها كشجرةٍ شيطانيةٍ تفرَّعت جذورها ولم يعد لديها السيطرة ..استمعت إلى سيارةٍ بجوارِها وصاحبها يصرخ بها:
-هدِّي السرعة العربية هتنقلب فيه كاوتش هيطير..نظرت لسرعةِ السيارةِ وحديثِ ذاك الأجدب، فحاولت أن تهدِّئَ سرعةَ السيارةِ إلى حدٍ ما، ظنًا أنهُ خائفًا عليها ..ارتفعت أنفاسها عندما توقَّفت سيارةٌ تقطعُ طريقها فجأة، لتتوقََفَ رغمًا عنها وتتَّجهَ إلى هاتفها ولكن لم يعطيها فرصة ليركلَ الهاتفَ بعدما جذبها بقوَّةٍ وأخرجها من السيارة..
أنت تقرأ
شظايا قلوب محترقة
Mystery / Thrillerهو المغرور نصف وزنه كبرياء والنصف الآخر قصة لايفهمها العقول الصغيره،بحر متلاطم من الأفكار لا يبحر فيه السطحيون ، متمرد ولا يعجبه شى ،.بل متفرد مختلف لايرضيه اى ذوووق هي المزاجيّه المحكوم عليها بالفهم الخاطئ دوماً ، المتهمه بالغرور ، تداوي نفسها ذا...