في صباح يوم جديد، استيقظت فرح على أصوات الحياة تدب في المدينة. لكنها لم تكن تشعر بالراحة. كان القلق يعتصر قلبها، وخاطرات الليلة الماضية تلاحقها كظلٍ ثقيل. تجلس على حافة سريرها، تتأمل المرآة التي عكست صورتها، وعيناها تحملان أسئلة لا تجد لها إجابات."ما الذي يحدث مجددًا؟" تساءلت في نفسها. كانت أفكارها تتنقل بين الرسالئل الغامضة واختفاء زالان
نظرت إلى كتاب الجان الذي تركته مفتوحًا على الطاولة، وشعرت بحزنٍ يثقل كاهلها
"هل سأجد فيه أجوبة لكل أسئلتي؟"توجهت نحو النافذة محاطة بأشعة الشمس لكن الظلام بدا وكأنه يلوح في الأفق. هل تعجز تلك الأشعة على طرد الظلال من حياتها؟
تنظر إلى انعكاسها امام المرآة بتوتر. حاولت أن تحدد ملامح وجهها، لكن عينيها كانتا غارقتين في الحزن. كان شعرها مبعثرًا وكانت الذكريات المزعجة تجوب في أعماقها تنذرها بأن اليوم سيكون مختلفاً.
في قلبها، كانت هناك رغبة قوية في الهروب، ولكن اليوم هو اليوم الذي قررت فيه البحث بجد.
بينما كانت فرح تتأمل في المرآة، تسارعت أفكارها نحو معلومات قرأتها عن كيفية التحكم بالجن. تذكرت خرافات من ثقافات مختلفة، تتحدث عن الطلاسم والأدعية التي يُعتقد أنها تستطيع حبس الجن أو دفعهم بعيدًا. "هل يمكنني فعل ذلك؟" تسائلت بحيرة
استجمعت شجاعتها وفتحت الكتاب القديم الذي تركته على الطاولة، متفقدة الصفحات التي كانت مليئة بالنصوص القديمة. "إذا كان هناك أمل، فلا بد أن أجد ما أحتاجه هنا."
كُتبت حكايا عن أشخاص تمكنوا من السيطرة على كائنات غامضة باستخدام أدوات بسيطة، لكنهم أيضًا دفعوا ثمنًا باهظًا."كيف سأتحكم بزالان؟" همست، مشاعر القلق تتصارع داخلها. ولكن في داخلها كان هناك شعور بالإصرار. هذا هو اليوم الذي ستبحث فيه عن القوة التي تحتاجها، حتى لو كان الثمن غامضًا.حين حل الظلام تملكت فرح مشاعر القلق والتوتر بينما جلست في الزاوية المظلمة من غرفتها محاطة بالشموع التي أضاءت المكان بنور خافت. كانت قد قررت أن تمارس طقوسًا قديمة لمعرفة المكان الذي حبس فيه زالان.
أمسكت بكتاب الجان المفتوح أمامها وقلبت الصفحات بحذر بينما كانت الكلمات الغامضة تتراقص في عينيها. أخذت نفسًا عميقًا وبدأت في ترديد التعاويذ، كلمات خرجت بصوت مرتعش، لكن قوة الرغبة في معرفة الحقيقة كانت تدفعها للمضي قدمًا بإصرار.كلما كررت الكلمات شعرت بدفء غريب يبدأ في الانتشار حولها لكن سرعان ما تبعه شعور بالبرد القارص. رعد عنيف قطع سكون الليل وزلزل جدران الغرفة وكأنها تحاول التحدث.
وفجأة، شعرت بحركة خلفها التفتت لتجد الظلال تتراقص على الجدران. في تلك اللحظة، تردد صدى همسات غامضة في أذنها، "اخرجي... اكتشفي المخفي..."
توقف قلبها وارتجفت يديها لكنها لم تتراجع. استمرت في ترديد التعويذة، وعندما نطقت بأحد الأسماء انقطع الضوء فجأة وعم الظلام المكان.
أنت تقرأ
نصفي من عالمٍ آخر
Mystery / Thrillerفرح، فتاة أتمت سنتها الثامنة عشرة، غادرت ميتم "الأمل" لتبدأ حياتها الجديدة وتعمل في مقهى بسيط. لكنها لم تشعر يومًا أنها مثل الآخرين؛ أفكارها، مشاعرها، وحتى من حولها... كل شيء يبدو مختلفًا. من اهتمت لأجلهم رحلوا واحدًا تلو الآخر، وكأنها تحمل لعنة لا...