عينايّ كانت تُطالعان السماءَ المُلبدّة بالغيُوم من نافِذة الغُرفة المُظلمَة بشرُودٍ و ضّيق ، لازلتُ أمكُث بالمشفَى اللعين بعد أن رفضَت خالتي خروجي رفضًا قاطعًا
كانَ قد مرّ أسبُوعان مُنذ دخولي هذا المكَان ، و حرفيًا أشعر بأني في الجحِيم ، لا يُمكنني تناوُل ما أريدُه و ما يدخُل معدتِي فقَط حساءُ خضار مِن دُون طُعم و العديدُ من الأدويّة المُختلفة
الفحُوصات التِي أجريتُها صباح اليومِ الموالِي لإستيقاضِي أظهرت أنِي تعرضتُ لنزِيف داخلِي برأسي ، لذا خضعتُ لعمليّة جراحيّة بعدَ ذلِك بيومانِ من إستيقاضِي ، و لحُسن حظي نجحَت العمليّة و نجوت
كما و إتضَح بأني أعانِي من تمزُقاتٍ طفيفَة فِي عضلاتِ فخذِي الأيسَر ، و تعرضتُ لكسرٍ بذراعِي اليُسرى كذلِك ، وَ لكونِ الإصطدامِ حدثَ من جهتِي اليُسرى فجانبِي الآيسرُ عمُومًا كان هُو المتضرر الأكبر
حصلتُ أيضًا على بضعِ كسورٍ في أضلُع صدري و لذلِك كان من المستحِيل عليّ التنفُس دُون الشعُورِ بأيّ ألم
حرفيًا ما عانيتُه خلال الأسبوعَان الماضيَان أتعبنِي ، لم تكُن تمضِي دقيقتَان حتى كُنت أشعُر بالألم يفتكُ بجسدِي
الشيئ الوحِيد الذِي كان يُخفف عنِي الشعُور بالألمِ ، كانَت تِلك الأدويّة المُسكنة للآلم ، و رُغم أن الطبِيب المسؤُول عن حالتِي عبّر عن رفضِه لإستهلاكِي من تلكَ المُسكنات التِي قد أدمِنُ عليّها و منعنِي عنها ، إلّا أن السيّـد كِـيم حلّ الأمر
ما الذِي كُنت سأفعلُه لولَا وجُوده جديًا ..
السيّـد جيُـون العجُـوز ذو التعابيـر الهادئة التِي لا تتغيّر زارني خلالَ الفترّة الماضيّة مرتان ، و رفاقِي كانُوا يحضرُون يوميًا لرُؤيتِي ، و يرفهُون عني قليلًا و رُبما لولَا وجُودهم حولي لمّا إستطَعت تحمُل البقاءِ هُنا
