اصْطِدَام

112 12 8
                                    

إذا خسرت الدنيا كلّها وأنت مع الله..فما خسرت شيئاً وإذا ربحت الدنيا كلّها وأنت بعيدٌ عن الله.. فقد خسرت كلّ شيء

صلوا علي رسول الله ..

_________________________________________

انتهي من ارتداء ملابسه المعتادة وكانت مكونة من قميص ابيض وبنطال كلاسيك باللون الأزرق الداكن او ما يقال عليه( كحلي) و معطف بنفس اللون
وقف ينظر لنفسه أمام المرآة ، رفع يده يعدل من خصلاته الناعمه ذات اللون البني الفاتح
لاحظه طه الذي استيقظ بأعين منتفخه من كثرة النوم
فقال :

" رايح فين يا جدع انت "

زفر الاخر ثم قال بسخرية :

" رايح حديقة الحيوانات كنت زهقان شوية قولت اروح ارمي نفسي للأسد "

رمقة طه متفحصا هيئته بتلك البذلة التي زادت من هيبته فقال بمرح :

" عسل يا واد يا يونس بعيدا عن دمك الثقيل اللي يقطع الخميرة من البيت بس  يابختها يا اللي انتَ من بختها "

" الله يكرمك يا طه تيجي هي بس الاول و يا بختي انا بيها "

قاطعهم ليث الذي كان مستندا بجسده علي الباب ويرمقهم من الأسفل الي الأعلى :

" معلش قاطعت التلزيق ده هدخل اخد بدلة من الدولاب وانتو كملوا عادي ولا كأني موجود "

" بص انا مش فايقلك فهروح احط اكل لزعتر وانزل عشان متأخرش علي الشغل  "

تحرك متجها الي خارج الغرفة ولكنه تذكر شيئا فعاد مره اخري قائلا :

" ومتنسوش فلورا جاية انهارده هروح استقبلها من المطار ارجع ملقيش واحد منكم في دولابي ولا حمامي ولامطبخي ولا في البيت اصلا بيتك بيتك منك ليه مش زريبه هيا "

نظر له ليث ممسكا بالبذلة التي اختارها ثم قال ببرود :

" انت اهطل يعم انت ولا ايه ما فلورا اختي انا كمان وبعدين لو اكلتنا ونومتنا وصحيتنا ولبسنا البدل بتاعتك ده تقيل علي قلبك كدا مقولتش ليه من الاول كان زمان دلوقت اخدت الواد الغلبان ده وروحنا قعدنا في الصالة برا وطلبنا فرخة مشوية وقعدنا اكلنا و عادي يعني ولا كأنك قولت حاجه  "

ضيق يونس عيناه بغيظ ثم عقب :

" اظن كلامي واضح هتاخد الواد الغلبان اللي اغني من كل الحي كله ده ما شاء الله يعني توصله فيلته وتوصل نفسك بالمره ومش عايز اشوف طيفكم حتى في البيت انا مش عارف ايه اللي عاجبكم في البيت لازقين فيه كدا ليه ؟ "

تدخل طه بصدق نابع من قلبه :

" هتصدقني لو قولتلك ان البيت ده في راحة غريبة او في الحي كله مش عارف
يعني ممكن افضل اسبوع في الفيلا من غير نوم ويكون عندي ارق اول لما اجي هنا بنام كمية نوم كأني بعوض اللي فاتني و تصدق كمان لولا أن اختك جاية انا مكنتش اتحركت عمتا
بس انا هشتري بيت في الحي هنا وهلزقلكم هنا زي ما سيادتك عملت وسيبت فيلتك اللي في الزمالك وجيت اقعدت هنا "

مُؤْنِسَتِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن