الفصل الأول| وصية |

36.3K 3.9K 4.5K
                                    


* الفصل إهداء للجميلة بسلمة عبدالله، ولجميع مواليد الأول من أكتوبر، إذ يبدو لي أن نصف البشر وُلدوا في هذا اليوم *

بداية الرحلة ولا أحد يدري متى تكون النهاية ...

١ أكتوبر ٢٠٢٤

صلوا على نبي الرحمة

قبل القراءة رجاءً تصويت .. وبعد القراءة أتطلع لقراءة رأيك 💚

*هام قبل القراءة *

أي شخص هيحرق أي حدث من الفصول القادمة في الفصول القديمة على القراء هيتم حذف تعليقه، فرجاءً، كل شخص قرأ حدث ميرجعش يعلق على مشهد قديم بحاجة لسه هتحصل، مش قصدي هنا التوقعات بس قصدي الحرق، بلاش تكونوا أنتم استمتعوا في القراءة والأحداث وتفسدوا المتعة على غيركم، لأن أنا همسح التعليق مرة واتنين، الثالثة هتواصل مع الشخص ومش حابة اوصل لنقطة اني ابلكه، لاني عمري ما هعمل كده، فبلاش نزعل حد مننا ونقرأ بهدوء وسلام .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

من قال أن الجلاء نهاية الابتلاء؟!!

فقط عليه مراجعة نفسه والتفكير لثواني، فمتى كان جلاء المحتل نهاية بلاء الشعوب ؟؟

بل هو بداية تعافٍ مما نالهم، بداية لفظ السواد الذي تجرعه الشعب خلال أيام قهرٍ وذلٍ، بداية قصة تعافي شعب من مشاهد سينام هاربًا منها في يقظته، لتصاحبه في كوابيسه ..

الجلاء بداية التعافي، لكنه ليس التعافي بالكامل .

كان يتوسط نافذة القلعة الخاصة به وهو يراقب الظلام المحيط بالمكان، ظلام ينافس الظلمة والفراغ داخل صدره، عيونه التي تطالع الفراغ  شاردة، لا يبصر سوى بقايا بلادٍ، واشباح بشر يطوفون بين الطرقات .

الله ابتلى بلاده بجماعة من المخنثين، جاءوا شهورًا، خربوا بها ما عُمّر عقودًا، رحلوا وتركوا خلفهم دخان حرائقهم، واطلال فسادهم، تركوا شعبًا بنفوسٍ مهتزةٍ وكوابيسٍ مخيفة .

زفر زفرة مرتفعة يسمع صوت خطوات خلفه تبعه كلمات رفيقه الجديد وخليله الوفي الذي وضع كل ثقته به، أو بالأحرى بقايا ثقته بعدما غدر به أقرب الأقربين ..

" مولاي "

استدار نصف استدارة يمنحه بسمة صغيرة هادئة مشيرًا له بالاقتراب ليجاوره الشرفة الفسيحة حيث يحب قضاء وقته منذ كان طفلًا يتطلع لبلاده الجميلة ولم يدرك ما خبأه لها المستقبل :

_ اقترب يا المعتصم، هيا تعال وانظر لمشكى .

اقترب منه المعتصم يجاوره الشرفة يحدق بالبلاد التي ورغم نكبتها لا تزال متماسكة، بلاده وبلاد أجداده رغم أنه لم يولد أو يحيا بها، لكنه عشقها من حديث والده عنها، وكان يتشوق لزيارته السنوية لها :

_ اجمل البلاد مولاي .

ابتسم أرسلان وهو يهز رأسه هزة صغيرة، ثم تنهد وقال بحسرة  :

_ لهذا تكالبوا عليها يا صديقي، ذنبها جمالها .

يعلم المعتصم ما يمر به أرسلان، فما يحمل فوق اكتافه في هذه اللحظة ثقيل، بلاد منكوبة، وشعب محطم، ودفاع شبه مكشوف؛ الجيش اعداده قليلة، والامدادت لا تكفي تغطية نصف حدود المملكة، الزراعة في تراجع بسبب تأثر الأراضي الزراعية بعمليات التخريب التي نالتها على أيدي الباطشين، لا شيء سليم في هذه البلاد سوى ايمان شعبها بربهم .

ارتفع صوت الأذان في الأرجاء معلنًا موعد الفجر في المملكة ليربت أرسلان على كتف المعتصم يدعوه ليتبعه صوب مسجد القصر، تحرك بصمت وخفة صوب الخارج وقد أخذ معطفه الاسود يتطاير خلفه يسير بخطوات قوية لا يبصر حوله سوى طريقه، حتى خطى بوابة المسجد ليخلع معطفه الملكي وتاجه وحذائه ويترك سيفه، ثم دخل المسجد مُجردًا من كل ما قد يميزه كملك عن باقي جنوده وقاطني القصر .

أسد مشكى ( ما بعد الجلاء ) Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon