قبل القراءة متنساش تصويت وتعليق برأيكصلوا على نبي الرحمة.
_________________
#الفصل_السادس | جلالة الملكة |
ارتجفت يد توبة التي كانت تحمل عصا غليظة استطاعت استخلاصها من الطاولة الشبه مهترئة والقابعة في أحد أركان الغرفة .
ارتجفت كفها كما قلبها وهي تنظر من بين دموعها لجسد الرجل الذي سقط ارضًا وقد بدأت دماؤه تسيل خارج رأسه، تركت العصا سريعًا مرتجفة بخوف، تتراجع للخلف بوجه احمر وأعين حمراء كادت تخفي زرقة حدقتيها .
دارت بعيونها في المكان وجسدها يرتجف بقوة تحاول أن تهدأ ارتجاف صدرها :
_ هو يستحق ...هو يستحق ...هو يستحق .
كانت تنطق الكلمات بهستيرية وهي تنحني ببطء جوار جسد نزار الذي فقد الوعي بعد الضربة الثانية .
ابتلعت ريقها تمد العصا صوبه وهي تحركه بخفة ومن ثم اندفع جسدها للخلف برعب، لتجد أن لا حركة صدرت عنه، شعرت بضربات قلبها تزداد تكرر برعب :
- لقد قتلته، قتلت رجل.
وفجأة عند هذه النقطة انهارت ارضًا جوار جسد نزار تشعر بالرعب يتملك منها، تخفي وجهها بين قدميها منهارة، يستحق القتل، لكن ليس على يديها، كان جسدها بأكمله يرتجف من فكرة أنها استطاعت قتل رجل ما .
ظلت بنفس الوضعية تبكي دون توقف وهي تفكر ما الذي تفعله الآن، لا تعلم طريق الخروج من هنا، هي حاولت تقسم أنها حاولت الفرار لكن لم تستطع، الآن شعرت شعور كل امرأة أُختطفت وأُستباحت على يد المنبوذين، كانت تسمع حكايات قديمًا تجعلها تبكي وترتجف وتشفق عليهن، والآن أصبحت واحدة منهن .
وعند هذه الفكرة بدأت شهقات توبة تعلو وهي تصرخ بحرقة وقهر عزيز قومٍ ذُل، تشفق على نفسها، أين والدها وأين حياتها، أضحت ضحية ذكر وسخ أتخذ الدياثة مبدئًا له في حياته، تزوجت بذكر، بل شبه ذكر وليس شبه رجل، ألقى بها بين غياهب الجب .
كانت تبكي وتصرخ من بين بكائها بكلمات غير واضحة بسبب الشهقات، كل ذلك كان يصل لمسامع ذلك الملقى ارضًا من بين غفوته، اضواء مزعجة وجسد متيبس ووجع قاتل يضرب رأسه.
لا يدرك كم من الوقت ظل ممددًا على تلك الأرضية الصلبة، لكنه يدرك أنه وقت كافي ليسبب له وجع قاتل في فقرات ظهره، حاول فتح عيونه وفشل مرات عديدة، ربما تلك الضربات تسببت له في عمى على أقل تقدير ..
حاول التنفس وهو يرفع كفه يبعد الدماء عن عيونه، ثم حاول فتح عيونه مجددًا بكل ذرة قوة متبقية داخل جسده الواهن، دقائق طويلة مرت وهو يحاول ويحاول حتى نجح واخيرًا، دار بنظرات ضبابية في المكان لا يمكنه تحريك جسده، ربما تسببت الضربات في إصابته بالشلل إن نجى من العمى .
![](https://img.wattpad.com/cover/376946059-288-k266015.jpg)
أنت تقرأ
أسد مشكى "ما بعد الجلاء "
Adventureمشكى " درة الممالك الأربعة " مملكة كان ذنبها الوحيد جمالها، مرت بالكثير والكثير هي وشعبها، حتى ظنوا أن لا ملجأ لهم، لكن الله شاء ونجت من محنتها، خرجت من كهف الظلمات صوب شمس الحرية . لكن يبدو أن شمس الحرية أعمت عيون شعب اعتاد الظلام لشهور طويلة، اغم...