الفصل الثامن | يبغونها عوجًا |

23K 3K 3.7K
                                    


#الفصل_الثامن | يبغونها عوجًا |

قبل القراءة تفاعل بالتصويت ومتنسوش رأيكم بعد القراءة....

صلوا على نبي الرحمة

ظلت جالسة بنفس الوضعية دون أن تحرك نظراتها بعيدًا عن موضع سجودها، وهو جوارها ينتظر أن تعطيه نظرة واحدة، يأمل أن يرى انعكاس صورته في عيونها، لكن وكأن توبة كانت تعلم غايته، إذ ظلت محتفظة بوضعيتها تسبح على أصابعها وهي لا تعطيه أي اهتمام ..

ظل جالسًا طويلًا في انتظار ردًا منها حتى مل ليتأفف بصوت شبه مسموع :

_ ألا تعتقدين أن تجاهلك لي وقاحة سمو الأميرة، لا أعتقد أن التقاليد الملكية تخبرك أن تبعدي عيونك عن محدثك ؟!

كان يرغو ويزبد بغيظ شديد وهي فقط استمرت في التسبيح والاستغفار، وحينما انتهت مما تفعل، استدارت له تنظر في وجهه ثواني تحاول تذكر أين رأته، لتتسع بسمته وقد أعطته واخيرًا اهتمامًا يستحقه رجل بمكانته، لكن فجأة أبعدت عيونها عن وجهه :

_ غادر .

كلمة واحدة نطقت بها ولم تضف لها أخرى لتشتعل أعين الرجل وبقوة حتى كاد ينقض عليها، ضغط على يده بغضب شديد قبل أن ترتسم بسمة مغتاظة على فمه يهمس بفحيح :

- ماذا ؟؟ يبدو أن سمو الأمير قد أعجبك لدرجة أنك تكتفين به عن الرجال و......

وقبل أن يكمل جملته المسمومة وجد صفعة قوية تهبط أعلى وجهه وصوت توبة يصدح في المكان بأكمله وقد اشتد غضبها :

_ غـــــــــــــــــــادر .

اشتعلت أعين الرجل وهو ما يزال ينظر ارضًا وقد اشتدت عيونه، اهتز صدره بغضب شديد يرفع عيونه لها يرميها بنظرة مرعبة وفي ثواني كانت الصفعة التي وجهتها له تُرد لها اثنتين وبقوة مضاعفة، ثم مد يده يجذبها من حجابها يصرخ في وجهها بجنون :

_ أيتها القذرة من تحسبين نفسك ؟؟ بضاعة مزجاة غير مرغوب بكِ، حتى زوجك سئم النظر في وجهك والقاكِ هنا ليلتقطك الأمير، ومنذ اشتراكِ لم يخطو حتى للغرفة وكأنه يشمئز النظر في وجهك أيتها الـ ***** .

أغمضت توبة عيونها تحاول التحمل وعدم البكاء، ليس أمامه على الأقل، يمكنها فقط التخلص منه، ومن ثم تمنح نفسها حرية الانهيار ورثاء ذاتها .

ابتسمت بصعوبة من بين دموعها المكتومة :

_ حديثك متعارض يا سيد، منذ دقائق كنت تغرد أنني لا أرى سوى ذلك الرجل ملمحًا إلى وجود شيء خاطئ بيننا في حديثك راميًا إياي بالباطل، والآن بنفسك تردد أنه منذ اشتراني كما تدعي لم يخطو للغرفة، ألا ترى نفسك متناقضًا ؟!

ختمت حديثها مبتسمة في وجهه وهو ما يزال يمسك شعرها، وحينما رأى نظراتها ابتسم لها بسمة مقيتة، ثم اقترب من وجهها لتبعد هي رأسها بإشمئزاز، بينما هو لم يهتم حتى وهو يردد :

أسد مشكى ( ما بعد الجلاء ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن