الفصل الثالث

3 1 0
                                    

مع مرور الوقت، بدأ الحفل يتفاعل أكثر. البنات صارت تسولف وتضحك، لكن نورة كانت تشعر بقلبها ينبض أسرع كلما نظرت إلى "عبدالله"، الشاب اللي كان يقف عند الباب. كان له هيبة خاصة، وعندما ابتسم لها، شعرت كأن الدنيا توقفت.

"يا نورة، لا تركزين كذا،" قالت مشاعل بحماس، "يمكن يشوفك ويجي يتعرف عليك!"

نورة تداركت نفسها وسألت مشاعل: "تتوقعين يكون مهتم فيني؟"

"طبعًا! شوف كيف يناظر،" ردت مشاعل وهي تشير بإصبعها إلى عبدالله. "حاولي تكلمينه، يمكن يكون هو نصيبك!"

نورة أخذت نفسًا عميقًا وهي تشعر بالتوتر. "بس أنا ما أعرف كيف أبدأ حديث،" قالت.

مشاعل ربتت على كتفها: "شوفي، لا تحاتين. خذيها سهلة. قولي له شي عن العزايم، أو سوي نفسك مهتمة في أي شيء يتكلم عنه."

في تلك اللحظة، خطرت نورة فكرة: "يمكن أروح آخذ قهوة، وأشوف إذا أحد يبي، وبعدها أرجع."

"فكرة زينة! يلا، خذي لك قهوة وارجعي بسرعة،" ردت مشاعل.

نورة مشت بخطوات هادئة نحو المطبخ، لكن قلبها كان يدق بقوة. لما وصلت، شافت عبدالله قاعد مع واحد من أقاربه، يتحدث بجدية. جربت تلتقط أنفاسها، وقررت تفتح موضوع.

"السلام عليكم،" قالت نورة بصوت هادي، وهي تحاول أن تكون واثقة.

عبدالله التفت نحوها وقال بابتسامة: "وعليكم السلام. أنتِ نورة، صح؟ سمعت عنك من مشاعل."

"آه، إيه أنا." شعرت بأن الأجواء بدأت تخفف من توترها.

عبدالله قال: "كلنا هنا نحتفل، وش رأيك بالقهوة؟"

"والله، طيبة! أدور لي قهوة دافية."

"خليني أساعدك،" قال عبدالله وهو قام بسرعة.

في المطبخ، بدأوا يحضرون القهوة مع بعض. نورة كانت مشغولة بالتفكير: "هل فعلاً هو مهتم؟"

عبدالله قال بمرح: "إنتِ تحبين القهوة، ولا تحبينها بس في العزايم؟"

نورة ضحكت وقالت: "لا، أحبها دايم! بس في العزايم، لها طعم خاص."

عبدالله رد مبتسمًا: "يبدو أنكِ تحبين الجو الاجتماعي، مثلي."

نورة شعرت بأنها بدأت ترتاح أكثر. "إي، أحب الاجتماعات، وخصوصًا لما يكون فيها سواليف حلوة."

بينما كانوا يحضرون القهوة، حاولت نورة أن تتعرف عليه أكثر: "عبدالله، وش درست؟"

"درست إدارة أعمال في الخارج. والحمد لله رجعت، والآن أبحث عن وظيفة هنا."

"ما شاء الله! يعني في خطط للمستقبل؟"

"أحاول،" قال عبدالله بابتسامة عريضة. "أحب التخطيط، بس الأهم أني أكون مع عائلتي وأصدقائي."

نورة شعرت بأن الحديث يجري بسلاسة. كانت اللحظات تتوالى، وبدأت تكسر الجليد بينهما. "أنت عائلتك هنا؟"

"إي، أغلبهم هنا في الرياض. وأنتِ، وين عايلتك؟"

نورة شعرت بالسعادة وهي تتحدث عن عائلتها، وبدأت تتخيل أن تلك اللحظة يمكن أن تكون بداية شيء جديد.

قلوب نجديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن