الفصل الخامس

0 1 0
                                    

مرت الأيام بسرعة، وتكررت اللقاءات بين نورة وعبدالله. كل مرة كانوا يجتمعون فيها، كانت تكتشف شيئًا جديدًا عنه. كانت هذه اللحظات تشعرها بأن الحياة بدأت تأخذ منحى جديدًا. بدأ الشوق يعتري قلبها، وكانت تتساءل: "هل هذا هو الحب الذي انتظرته طويلاً؟"

وفي يوم من الأيام، اتفقوا أن يجتمعوا مع مجموعة من الأصدقاء في حديقة عامة. مشاعل كانت متحمسة، بينما نورة شعرت ببعض القلق. "تتوقعين يكون فيه غيرك اليوم؟" سألت مشاعل.

"ما أدري،" ردت نورة بتوتر. "بس أكيد بكون موجودة."

وصلوا إلى الحديقة، وكانت الأجواء رائعة، الشمس تشرق بلطف، والهواء عليل. عبدالله كان قد وصل قبلهم بقليل، وكان في انتظارهما. لما شافهم، ابتسم وبدأ يلوح بيده.

"أهلين وسهلين!" قال عبدالله وهو يقترب.

"أهلين!" ردت نورة وهي تشعر بسعادة غامرة لرؤيته.

"جهزت لنا لعبة جديدة،" قال عبدالله وهو يشير إلى مجموعة من الكرات الملونة. "راح نلعب ونستمتع."

"وش هاللعبة؟" سألته مشاعل.

"هي لعبة تنافسية، عبارة عن تحديات، والفريق الفائز يحصل على جائزة!" قال عبدالله بحماس.

نورة شعرت بأن التحدي يعجبها، لكن في نفس الوقت، كان هناك شيء ما في قلبها. "تحديات؟ كيف يعني؟"

عبدالله نظر إليها مبتسمًا: "لا تخافين، كل شيء في حدود المرح. بس تعالي نبدأ."

بدأت اللعبة، وكانت الأجواء مليئة بالضحكات والتحديات. نورة بدأت تشعر بالثقة، وكانت تشارك في كل التحديات. عبدالله كان يشجعها ويضحك معها، مما جعلها تشعر بالسعادة.

"يا نورة، أنتِ بطلة!" قال عبدالله بعد أن حققوا الفوز في إحدى الجولات.

نورة كانت تضحك بشغف: "لا، كلكم ساعدتوني."

"لا، أنا كنت أراقب بس، أنتِ اللي كنتي تحركين الفريق!" رد عبدالله وهو يبتسم.

تواصلت اللعبة، ومع كل تحدٍ، كانت مشاعر نورة تجاه عبدالله تتعمق. كان هناك نوع من الكيمياء بينهم، شيء يفوق الكلمات. بعد انتهاء اللعبة، جلسوا مع بقية الأصدقاء، وأخذوا قسطًا من الراحة.

عبدالله قال بنبرة جدية: "أحتاج أقول لك شي، نورة."

قلب نورة بدأ ينبض بسرعة، "وش هو؟"

"كل هالأيام، أنا أشعر بشي مختلف تجاهك. أحببت كل لحظة قضيناها سوا،" قال عبدالله بتردد.

نورة شعرت بأنها غارقة في سعادة، "وأنا بعد، عبدالله. كل لحظة معك هي أجمل لحظات حياتي."

عبدالله نظر إليها بعمق، وقال: "أتمنى أكون جزءًا من حياتك دائمًا."

نورة تراجعت قليلاً، لكن ابتسمت: "وأنا أيضًا، أتمنى. بس حبيبي، هل تعتقد أننا نقدر نتخطى تحديات الحياة سوا؟"

عبدالله أخذ نفسًا عميقًا وأجاب: "أنا مؤمن بأن كل شيء ممكن إذا كنا معًا."

مع استمرار الحديث، بدأت نورة تشعر بأن هذا هو الحب الذي كانت تبحث عنه. كان عبدالله يملأ حياتها بالألوان، وكل لحظة كانت معهم تعني لها العالم. بينما كانوا يجلسون في الحديقة تحت أشعة الشمس، بدأ شعور جديد ينمو داخلها.

في تلك اللحظة، شعرت نورة أن كل ما كانت تنتظره قد جاء، وأنها مستعدة لمواجهة المستقبل مع عبدالله إلى جانبها.

قلوب نجديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن