مع مرور الوقت، بدأت العلاقة بين نورة وعبدالله تتطور بشكل جميل. كل يوم كانت تكتشف فيه جوانب جديدة من شخصيته، وكان عبدالله أيضًا يظهر اهتمامًا كبيرًا بمعرفة تفاصيل حياة نورة، مما جعلها تشعر بأن هناك رابطة خاصة بينهما.
في أحد الأيام، قررا أن يذهبوا معًا إلى مهرجان ثقافي يُقام في المدينة. كان الجو مشمسًا والناس يتجمعون في سعادة. مشاعل كانت معهما، وكان الحماس يملأ المكان.
"يا نورة، شوفوا، فيه زوايا كثيرة هنا!" قالت مشاعل وهي تشير إلى المكان.
"نروح نشوف المعارض أول،" اقترح عبدالله. "بعدها نتناول القهوة في الكافيه الموجود هنا."
نورة أومأت برأسها في موافقة، بينما كانت تشعر بفرحة غامرة. "يلا، خلنا نبدأ!"
توجهوا نحو المعارض، وكانت الألوان تتراقص أمام أعينهم. كل زاوية كانت تعكس تراث نجد وثقافتها الغنية. بينما كانوا يتجولون، لاحظت نورة عبدالله يراقبها بتمعن.
"وش فيك؟" سألته، وهي مبتسمة.
"أفكر،" قال عبدالله، "أنك تكونين مرحة جدًا، ومحبوبة من الجميع. حبيت كيف تتفاعلين مع كل شيء."
"لأن كل شيء هنا جميل،" ردت نورة. "ووجودك يجعل اللحظة أجمل."
وصلوا إلى أحد المعارض حيث كان هناك فنان يرسم اللوحات. نورة توقفت أمام لوحة جميلة تمثل مناظر طبيعية من نجد.
"هذي رائعة! تعكس جمال المنطقة،" قالت نورة بإعجاب.
"إي، الفن يعكس جمال الروح،" أجاب عبدالله. "يمكن لو كنا في حياة أخرى، كنا نكون فنانين!"
نورة ضحكت: "يمكن، بس أنا ما أملك موهبة الرسم."
"بس عندك موهبة التعبير،" قال عبدالله. "كلما تشوفين شيء، تقدرين تعبرين عنه بطريقة مميزة."
بعد زيارة المعرض، اتجهوا إلى منطقة الطعام. مشاعل اختارت أطباق متنوعة من المأكولات الشعبية، بينما كانت نورة تبحث عن شيء جديد لتجربه.
"عبدالله، جربت هالأكلة من قبل؟" سألت وهي تشير إلى طبق جديد.
"لا، بس يبدو لذيذ. نقدر نجربه سوا،" رد عبدالله.
تناولوا الطعام معًا، وكانت الضحكات والمزاح تتصاعد بينهم. نورة شعرت بأنها تعيش أجمل لحظاتها. بينما كانوا يأكلون، بدأ عبدالله يتحدث عن أحلامه وطموحاته.
"أنا أتمنى أن أفتتح مقهى مثل ما قلت لك من قبل،" قال عبدالله. "وأحب أن يكون عندنا زاوية للفن، حيث يمكن للناس أن يجتمعوا ويتبادلوا الأفكار."
"هذي فكرة مميزة،" قالت نورة. "أنا مؤمنة بأنك راح تحققها، لأن عندك رؤية واضحة."
عبدالله نظر إليها بعمق: "وجودك معي يزيد من إلهامي. أنا أحتاج دعمك، وأتمنى أن تكوني جزءًا من هذا المشروع."
نورة شعرت بالتأثر من كلماته. "إذا كنت بحاجة لي، أنا هنا. أحب أن أساعدك."
بعد تناول الطعام، قرروا أن يتجولوا في المهرجان، ويشاهدوا العروض الثقافية. كان هناك فرقة موسيقية تعزف ألحانًا شعبية، وجمعت الناس حولها.
"يلا نرقص!" قالت مشاعل بحماس.
نورة ضحكت: "أحس ما عندي القدرة."
لكن عبدالله قال: "لا، لازم نجرب. أنا معك، وراح أساعدك."
تشجعت نورة وبدأت ترقص معه، وكانت مشاعل تصرخ بحماس. كان عبدالله يمسك بيد نورة ويقودها في الرقصة، وكانت اللحظات تتدفق بين ضحكاتهم.
بعد انتهاء العرض، جلسوا في مكان هادئ بعيد عن الزحام. كانت نورة تنظر إلى السماء، بينما عبدالله كان يراقبها.
"وش تفكرين؟" سأل عبدالله.
"أفكر في كم أن الحياة جميلة. كيف كل لحظة تتشكل بشكل مختلف، وكيف أنت تخليني أشعر بالفرح،" ردت نورة.
عبدالله ابتسم: "أنتِ جميلة بحد ذاتك. وأحببت كل لحظة معك."
نورة قلبت نظرها إليه، وشعرت بأن هناك شيئًا خاصًا بينهما، شعور بالراحة والأمان. "وأنا أيضًا أحب كل لحظة معك."
ثم انتقل الحديث إلى المستقبل، وكلاهما يشعر أنهما جاهزان لمواجهة كل ما يأتي. ومع مرور الوقت، أصبحت العلاقة بينهما أقوى، مما جعلهم يشعرون بأن كل شيء ممكن.
أنت تقرأ
قلوب نجدية
Ficción Generalرواية رومانسية تحكي قصة "نورة"، فتاة تعيش في نجد، تتأمل حياتها بينما تشعر بأن الزمن يمر بدون أن تحقق أحلامها. وسط حديثها مع أختها "مشاعل"، تتصارع نورة بين الأمل والخوف من المستقبل. في قلب نجد، تتشابك مشاعر الانتظار والبحث عن السعادة الحقيقية.