الفصل الثاني

4 1 0
                                    

في اليوم التالي، مع شمس الصباح اللي بدت تدفي الجدران الطينية، كانت "نورة" واقفة قدام المراية تعدل طرحتها. تسمع صوت "مشاعل" تنادي من تحت:

"يلا يا نورة، تأخرنا! بنات خالتي بيذبحوني إذا ما جينا بدري."

نورة رفعت عيونها وهي تشوف نفسها في المراية، تفكر: "هل ممكن هاليوم يغير شي؟" ثم تنهدت وقالت لنفسها: "خلني أجرب، ما بخسر شي."

نزلت بسرعة وهي تسمع مشاعل تقول: "أخيرًا! قلت بروح لحالي."

نورة ضحكت وقالت: "ها، وش فيك مستعجلة؟"

مشاعل بابتسامة ماكرة: "لازم أكون أول وحدة هناك، تدرين بنات خالتي يحبون سواليفي."

"أكيد سواليفك اللي ما تنتهي،" ردت نورة بنبرة مشاكسة.

ركبوا السيارة، وكل الطريق كانت مشاعل تتكلم بحماس عن بنات خالتها وحفل الشاي اللي عاملينه. لكن نورة، رغم ابتسامتها، كانت غايبة بأفكارها. تفكر: "هل فيه شي بانتظاري اليوم؟ أو بتمر هاليوم مثل غيره؟"

لما وصلوا، استقبلتهم "سارة"، بنت خالتهم الكبيرة، بابتسامة واسعة: "أهلين وسهلين، نورتوا! يا حظي، نورة أخيرًا شرفتينا!"

نورة بابتسامة خجولة: "الله يسلمك يا سارة."

بعد شوي، جلسوا جميعًا في الحوش الواسع، البنات كانوا يسولفون ويضحكون، لكن نورة كانت قاعدة تراقب الجو. فجأة، لاحظت شابًا يقف عند الباب، يتكلم مع أحد أقاربهم.

مشاعل لاحظت نظرات نورة وسألتها بابتسامة: "وش عندك؟ معجبة بشي؟"

نورة تراجعت بخفة وقالت: "لا أبد، بس شفت واحد هناك ما عرفته."

مشاعل بضحكة صغيرة: "هذا ولد عمنا، اسمه "عبدالله". توه رجع من الدراسة برّا. شكل ربي كاتب لك نصيب اليوم!"

قلوب نجديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن