الفصل التاسع

1 1 0
                                    

مرت الأيام، وبدأت نورة تشعر بأن حياتها تتجه نحو التغيير. كانت تنتظر كل لحظة تقضيها مع عبدالله، وكانت اللقاءات بينهما تزداد عمقًا. شعرت بأنهما يتشاركان شيئًا خاصًا لا يمكن لأي شخص آخر فهمه.

في صباح أحد الأيام، قرر عبدالله أن يأخذ نورة في جولة حول المدينة. كانت لديه مفاجأة صغيرة لها، وكان متحمسًا ليظهر لها الأماكن التي تحمل ذكريات خاصة له.

"أحببت أن آخذك إلى أماكن كنت أذهب إليها عندما كنت صغيرًا،" قال عبدالله وهو يقود السيارة. "هنا، في حيينا، يوجد مكان مميز جدًا."

"وين؟" سألته نورة بشغف.

"راح تعرفين،" قال عبدالله مبتسمًا. "بس تأكدي أنك راح تحبينه."

توجهوا إلى منطقة قديمة في المدينة، حيث المباني التراثية والمقاهي الشعبية. كانت الشوارع ضيقة ومرصوفة بالحجارة، وكان هناك عبق التاريخ في كل مكان.

عندما وصلوا إلى أحد المقاهي الصغيرة، قال عبدالله: "هذا هو المكان! كان يعجبني أجي هنا مع عائلتي. القهوة هنا مميزة."

"يبدو جميلًا!" قالت نورة، وعينيها تلمعان.

جلسوا في إحدى الزوايا الهادئة، بينما بدأ عبدالله يتحدث عن ذكرياته مع هذا المكان. "كنت أتيت هنا مع أصدقائي، ونجلس نتحدث عن أحلامنا. أتذكر أننا كنا نتحدث عن السفر والانطلاق."

"وها أنت هنا، تحقق أحلامك،" قالت نورة، وهي تشعر بالسعادة في حديثه.

"أحب أن أحقق أحلامي معك،" قال عبدالله، ونظراتهما تلاقت. كان هناك شيء عميق في تلك اللحظة جعل نورة تشعر بدفء خاص.

بعد تناول القهوة، اقترح عبدالله أن يأخذها إلى مكان آخر. "هل تودين زيارة حديقة الطيور القريبة؟ هناك طيور ملونة كثيرة."

"أكيد، أحب الطيور!" ردت نورة بحماس.

عندما وصلا إلى الحديقة، انبهروا بجمال المكان. الطيور كانت تتراقص في الأقفاص، والألوان كانت رائعة. بينما كانوا يتجولون، بدأت نورة تتحدث عن مدى حبها للطبيعة.

"تجعلني أشعر بالسعادة. كلما كنت مع الطبيعة، أشعر أنني أعيش في عالم آخر،" قالت نورة.

"أنا أتفق معك، الطبيعة لديها تأثير سحري،" رد عبدالله وهو يبتسم. "وأنا أحب أن أكون هنا معك."

عندما تجولوا في الحديقة، لاحظ عبدالله نورة تنظر إلى طائر ملون بشكل خاص. "تبدين متعجبة،" قال عبدالله.

"هذا الطائر جميل جدًا! أنا أريد أن ألتقط له صورة،" ردت نورة.

استعدت نورة لالتقاط الصورة، بينما عبدالله كان يراقبها بابتسامة. شعرت نورة بأن كل لحظة تمر مع عبدالله كانت مليئة بالسعادة.

بينما كانوا يتجولون، بدأ عبدالله يتحدث عن أحلامه المهنية. "أرغب في بدء مشروع خاص بي قريبًا، والآن أبحث عن الأفكار. يمكنني أن أبدأ بمقهى، كما تحدثنا من قبل."

"أؤمن أنك ستنجح، وأريد أن أكون جزءًا من هذا،" قالت نورة، وابتسمت.

عبدالله نظر إليها بعمق: "هذا ما أتمناه. أريدك أن تكوني معي في كل خطوة."

بينما كانا يتحدثان، بدأ عبدالله يشعر بأنه يجب عليه أن يعبر عن مشاعره بطريقة أوضح. بعد قليل من الوقت، جلسوا في مكان هادئ، حيث يمكنهم الاستمتاع بالمناظر.

"نورة،" بدأ عبدالله، وعيناه تركزان عليها. "أنا أريد أن أقول لك شيئًا مهمًا."

"وش هو؟" سألت نورة بشغف، وكانت تشعر بأن قلبها ينبض بشدة.

"أنا أحبك. حبك دخل قلبي، وأنتِ الشخص الذي أريده في حياتي. أتمنى أن نبقى معًا دائمًا،" قال عبدالله بوضوح.

نورة شعرت كما لو أن العالم توقف للحظة. كانت كلماته تتردد في أذنيها، وشعرت بفرحة كبيرة تغمر قلبها. "وأنا أحبك، عبدالله. أنت الشخص الذي حلمت به دائمًا."

بينما احتضنا بعضهما، شعرا بأنهما في عالم خاص بهما، وكأن كل شيء حولهم قد اختفى. كانت تلك اللحظة واحدة من أجمل اللحظات التي عايشوها معًا، وكانت بداية فصل جديد في قصتهما الرومانسية.

ومع غروب الشمس، ظلا يجلسان معًا، يتبادلان الأحاديث والأحلام، ويدركان أنهما على أعتاب رحلة جديدة، مليئة بالحب والأمل والمغامرات.

قلوب نجديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن