الفصل السابع

0 1 0
                                    

مع اقتراب عيد الأضحى، بدأت الأجواء تتزين في المدينة، وبدأت نورة تشعر بالبهجة. كانت تحضر تجهيزاتها مع عائلتها، ولكن كان هناك شعور خاص في قلبها يتعلق بعبدالله. كلماته الأخيرة ما زالت تتردد في ذهنها، وكانت تتساءل عن كيفية الاحتفال بهذا العيد معه.

في صباح العيد، ارتدت نورة فستانًا جميلًا بلون أزرق، الذي كان يعكس بهجة العيد. عائلتها اجتمعت حول المائدة لتناول الإفطار، وكانت الأجواء مليئة بالحب والفرح.

"كل عام وأنتم بخير!" قالت والدتها وهي تضع الأطباق على المائدة.

"وانتِ بخير، يا أمي!" ردت نورة، وشعرت بالسعادة تغمرها.

بعد الإفطار، قررت أن تتصل بعبدالله. لم تكن متأكدة إذا كان سيتصل بها أم لا، لكنها أرادت أن تتمنى له عيدًا سعيدًا.

"السلام عليكم، عبدالله!" قالت نورة وهي تشعر بالتوتر.

"وعليكم السلام، نورة! كل عام وأنتِ بخير!" رد عبدالله بصوت مليء بالسعادة.

"وأنت بخير! كيف تقضي العيد؟" سألت نورة.

"والله الحمد لله. احتفلنا مع العائلة، وكل شيء تمام. بس كنت أفكر فيك،" قال عبدالله، مما جعل قلب نورة ينبض بسرعة.

"أنتَ ليش تفكر فيني؟" سألته بفضول.

"لأنك جزء مهم من حياتي، وأحب أن أشاركك كل لحظة جميلة،" قال عبدالله.

شعرت نورة بفرحة غامرة في قلبها. "يا ليتني أقدر أشوفك اليوم."

"أنا ودي أشوفك،" قال عبدالله. "وش رأيك نلتقي بعد العصر؟ نروح نتمشى ونحتفل سوا."

"فكرة حلوة! أكون جاهزة!" ردت نورة بحماس.

بعد انتهاء المكالمة، شعرت نورة بأن اليوم سيكون مميزًا. قضت بقية اليوم مع عائلتها، وتساعدهم في تحضير الحلويات التقليدية، بينما تفكر في اللقاء مع عبدالله.

مع اقتراب العصر، كانت نورة تشعر بالتوتر. بدأت تتجهز، وتأخذ وقتها في اختيار إكسسوارات تناسب فستانها. كان هناك شيء خاص في هذا اليوم، وكانت تأمل أن يكون كل شيء كما تتمنى.

عندما اقتربت من موعد اللقاء، شعرت بالقلق. لكن في نفس الوقت، كان هناك شعور بالأمل والفرح. وصلت إلى المكان المتفق عليه، وكان عبدالله هناك، ينتظرها مبتسمًا.

"أهلين، نورة!" قال عبدالله، وابتسامته كانت تضيء المكان.

"أهلين، عبدالله!" ردت نورة، وكان قلبها ينبض بسرعة.

"تبدين جميلة!" قال عبدالله.

"وأنتَ كذلك!" أجابت نورة، وهي تشعر بالخجل.

تجولوا في الحديقة العامة، حيث كانت الأجواء مبهجة. الأطفال يلعبون والأسر تجتمع معًا. توقفوا عند بوابة قوس قزح، حيث كان هناك مهرجان لألعاب الأطفال.

"نروح نجرب الألعاب؟" اقترح عبدالله.

"أكيد، أنا أحب الألعاب!" ردت نورة، وكانت تضحك بحماس.

بدأوا بتجربة الألعاب، وكان عبدالله يتصرف بحيوية، مما جعل نورة تشعر بالسعادة. كانت تضحك وتستمتع بكل لحظة، وكأن العالم من حولهم توقف.

"وش تحبين في العيد أكثر؟" سأل عبدالله بينما كانوا يستعدون للذهاب إلى لعبة جديدة.

"أحب الأجواء، والضحك مع العائلة،" قالت نورة. "وأحب الحلويات التقليدية، مثل المعمول."

"أنا بعد أحب المعمول،" رد عبدالله. "بس أريد أقول لك إن وجودك معي هو أفضل شيء في العيد."

شعرت نورة بدموع الفرح تتجمع في عينيها. "وأنتَ كذلك، عبدالله. أنتَ جزء من عيد حياتي."

بعد قضاء وقت ممتع في الألعاب، قرروا أن يتناولوا بعض الحلويات. اتجهوا إلى محل صغير لبيع الحلويات التقليدية.

"وش تحبين من الحلويات؟" سأل عبدالله.

"أحب الكعك والمعمول،" ردت نورة. "ما أقدر أقاومهم!"

اشتريا بعض الحلويات وجلسوا في أحد الأماكن الهادئة. بينما كانوا يتناولون الحلويات، بدأت نورة تشعر بأن اللحظات التي تقضيها مع عبدالله تعني لها أكثر من أي شيء آخر.

"صحيح، العيد يكون مع العائلة، لكن العيد معك له طعم خاص،" قالت نورة.

عبدالله ابتسم: "هذا لأنكِ تجعلين كل شيء أجمل."

بدأت الغيوم تتجمع في السماء، ولكن لم يكن هذا ليؤثر على فرحتهما. بينما كانوا يتناولون الحلويات، بدأ عبدالله يتحدث عن أحلامه للمستقبل.

"أفكر أفتح مقهى في حيّنا، حيث يمكن للناس أن يجتمعوا. وأحب أن يكون عندنا فعاليات ثقافية،" قال عبدالله.

"فكرة رائعة! أؤمن أنك راح تحققها،" ردت نورة.

"بس أتمنى أن تكوني جزءًا من هذا المشروع. أحتاج دعمك،" قال عبدالله بجدية.

نورة شعرت بأن قلبها يغلي، "إذا كنت بحاجة لي، أنا هنا. أريد أن أكون جزءًا من حياتك."

ثم تواصلت الأحاديث، وبدأت نورة تشعر بأن هذا اليوم قد يكون بداية شيء عميق وجميل بينهما. وكأنما كانت تلك اللحظات تُكتب في كتاب حياتهم معًا، وهي تأمل أن تبقى الذكريات خالدة في قلوبهم.

مع غروب الشمس، وظهور الأضواء في المدينة، كانت نورة وعبدالله يجلسان معًا، يضحكان ويستعرضان ذكريات العيد. كانت الأجواء مليئة بالحب والفرح، وكأنما الحياة كانت تكتب لهما فصلًا جديدًا من فصول الحب.

قلوب نجديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن