الفصل الثامن

1 1 0
                                    

مع مرور الأيام، كانت علاقة نورة وعبدالله تتطور بشكل أسرع مما توقعت. أصبحا يتقابلان يوميًا تقريبًا، سواء في الجامعة أو في الأنشطة الثقافية التي كان عبدالله يخطط لها. كانت تشعر أن حياتها أصبحت مليئة بالألوان، وأن كل لحظة تقضيها معه تضيف لها نكهة جديدة.

في أحد الأيام، قررا أن يذهبا إلى المكتبة العامة معًا، حيث كان هناك نشاط لقراءة الشعر. كانت نورة متحمسة، فلطالما أحبّت الشعر واعتبرته وسيلة رائعة للتعبير عن المشاعر.

"هل تحبين الشعر؟" سأل عبدالله أثناء تجولهما بين الرفوف.

"أحبّه جدًا، خاصة الشعر النبطي. فيه عمق ويعبر عن مشاعر الناس،" ردت نورة، بينما كانت تبحث عن كتاب للشعراء المفضلين لديها.

"أنا أحب الشعر أيضًا، بس فيني هالمشاعر أكثر،" قال عبدالله مبتسمًا. "يمكنني كتابة قصائد صغيرة، بس ما أجيد القراءة أمام الناس."

نورة ضحكت: "ليش؟ المفروض تتحدى نفسك. يمكن تكون شاعر مشهور في يوم من الأيام."

"ما أدري، بس أعتبر نفسي هاوي. وأحب أكتب لك قصائد، إذا تبي،" قال عبدالله، مما جعل قلب نورة ينبض بالحماس.

"أحب القصائد، بس ما أريد أن تكون لي وحدي!" ردت نورة، وكانت تضحك. "تقدر تشاركها مع العالم."

توجهوا نحو قاعة النشاط، حيث بدأ الشعراء يتناوبون على قراءة قصائدهم. كانت الأجواء مليئة بالشغف والإلهام. نورة شعرت بالسعادة لمشاركتها هذه اللحظات مع عبدالله.

خلال العرض، شعر عبدالله بأن الوقت قد حان لمفاجأة نورة. انتظر حتى انتهى الشعراء من قراءة قصائدهم، ووقف في المنتصف، ثم قال بصوت واضح:

"أنا أريد أن أشارككم شيئًا. أكتب قصيدة تعبر عن مشاعري تجاه شخص مميز في حياتي."

نورة شعرت بالخجل، بينما جميع الحضور بدأوا ينظرون إليها. لكن عبدالله تابع:

"هذه القصيدة مستوحاة من لحظات جميلة عشتها معها، وهي تُسمى 'نجمة في سماء قلبي'."

وبدأ في قراءة القصيدة بصوت قوي، وكان كل كلمة تخرج من فمه تأسر قلب نورة. كانت الكلمات مليئة بالحب والشغف، وكلما تحدث عنها، كانت نورة تشعر بأنها تعيش في حلم.

"نجمة في سماء قلبي، تضيئين أيامي بلطف، كل لحظة معكِ أعيشها، تجعل الحياة أكثر معنى."

كانت هذه بعض الأبيات التي جعلت نورة تشعر بأن قلبها ينفطر من الفرح. عندما انتهى عبدالله من قراءة القصيدة، ارتفعت الأصوات بالتصفيق، بينما نورة كانت تبتسم بخجل.

"مبروك، عبدالله!" قالت له بعد أن جلست في مكانها، وكانت عينيها تلمعان.

"أحببتِ القصيدة؟" سألها بتواضع.

"أكثر مما تتصور! كانت رائعة،" ردت نورة، وابتسامة لا تفارق وجهها. "أنت موهوب."

بعد النشاط، خرجا معًا إلى الشارع، حيث كان هناك ازدحام من الناس. استمتعوا بالتجول، وكانت نورة تتحدث عن القصائد التي تحبها.

"أنا أحب قصائد الشاعر الكبير، وعندما أقرأ له أشعر أنني أعيش في عالم آخر،" قالت نورة.

"صحيح، لكن القصائد الحقيقية تأتي من القلب. أنا أريد أن أكتب لك قصائد أكثر،" قال عبدالله وهو ينظر إلى عينيها.

"أنا أتشوق لذلك،" ردت نورة، وعندما اجتازوا حديقة قريبة، توقفت عند نافورة مياه. "هنا، أريد أن ألتقط صورة."

عبدالله ابتسم: "يلا نلتقط صورة سويًا."

وقفوا معًا أمام النافورة، وقام عبدالله بالتقاط صورة لهما. كانت نورة تشعر بالفرح، وفي تلك اللحظة، عرفت أنها تريد أن تبقى هذه الذكريات خالدة في قلبها.

ومع كل يوم يمضي، كان عبدالله يدخل في حياتها بشكل أعمق، وكأنهما كانا يكتبون قصة حبهما بحروف من ذهب. كانت تشعر أن الأيام تمضي سريعًا، وأن كل لحظة تمضي مع عبدالله تساوي عمراً كاملاً.

بعد التجول، قرروا الذهاب لتناول القهوة في أحد المقاهي المحببة لديهما. كانت الأجواء دافئة، والناس يتجمعون حول الطاولات.

"كيف تحب قهوتك؟" سأل عبدالله.

"أحبها مع قليل من الحليب والسكر،" أجابت نورة.

"أنا أحب القهوة السادة، فيها طعمها الحقيقي،" قال عبدالله وهو يتأمل في قائمة المشروبات.

عندما جاء النادل، طلبوا مشروباتهم، وجلسوا يتحدثون عن الأشياء التي يحبونها، وأحلامهما المستقبلية.

"أفكر أنني أريد السفر يومًا ما، لاستكشاف أماكن جديدة،" قالت نورة.

"وأنا، أريد أن أكتشف ثقافات جديدة. إذا كان لدينا فرصة، نروح سوا،" رد عبدالله.

نورة شعرت بأن قلبها ينبض بشدة. "هل تعتقد أنه ممكن؟"

"طبعًا! كل شيء ممكن إذا كنا معًا،" قال عبدالله بثقة.

في تلك اللحظة، شعرت نورة بأن الحياة جميلة، وأن الحب يمكن أن يغير كل شيء. ومع كل نظرة من عبدالله، كانت تشعر بأن هناك مستقبلًا مشرقًا ينتظرهم معًا.

قلوب نجديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن