«الفَصْلُ السَّادِسُ.»

103 12 105
                                    




شعرت بنسمة هواء باردة تحتضن جسدي على الرغم من  ان النافذات مغلقة ، و كإن الموت كان يقف امامي بنية إحتضاني و تلاشت هيئته فجأة

لكن الفرح لم يحتضنّي والراحة لم تلامس أناملي ، لا زال الموت يربط عنقي كما يربطُ الانسان كلبهُ، عجزت ان اعلم من انا تارة كنتُ انا الضحية الوحيدة في كل ما يفعلون وتارة وجدت نفسي سببًا لكل ما يفعلون من انا؟ لا اعلم .

كان الملك يحدق بوجهي يتفحص ملامحي وكإنه لا يفهم كيف أرتجف من الموت ثم لا أخافه ،
و كم تمنيتُ لو إنهُ فهمني لعلهُ يُفْهِمني نفسي

صوت خطوات اقدام ضخمة تهزُّ الارض

«السلام الأعظم للملك الأعظم».  إنحنى على ركبتيه  فأومأ الملك كإشارة له لإكمال كلامه

«ملوك العوالم الستة هنا للحضور والكشف ميغالوس فاسيليوس»

قالها الرجل الذي ينحني على ركبتيه ، كان بدينًا جدًا وضخمًا جدًا لكن لم تبدو وكأن هاتين المشكلتين يتعبانه فهو يمشي بكل سهولة ، يرتدي رداءًا ذو قلنسوة باللون الأحمر ، وعلى الرغم من إنه يرتدي القلنسوة لكن لا يزال يبدو هذا واضحًا إنهُ اصلع ، بعينين خضراوتين وأنفٍ لحميٍ عريض

للمرة الاولى ارى وجه الملك يعتليه الإستياء ، عاقِدًا لحاجبيه ، يحكُّ عنقه كمن تحسس من شيء ما ، صرَّ على أسنانه بخفة ثم أمر الرجل الجاثي

«دعهم يدخلون بالهيئات البشرية فقط و إدعو  آل سكينيتيس و آل پانشي».  أومأ الرجل الجاثي على الرغم من إن رقبته لم ترتفع للحد الأدنى للرؤية حتى ، ثم زحف للوراء شيئًا فشيئًا خارجًا من القاعة

«سكينيتيس زيزي» قال الملك ثم تكونت من ظله المرأة الغريبة منذ الصباح ، أأسمها هو سكينيتيس زيزي؟ مطأطأةً لرأسها  «نعم يا ايها الملك الأعظم»

بنبرة صاعقة هددها الملك:
  « خطأ إضافي منك و سأُبيدكِ عن بكرة أبيكِ أنتِ و آل سكينيتيس أجمع عُلِمْ؟»

طأطأت رأسها اكثر ، و جثت على ركبتيها وناحت و ناجتهُ  «أعفو عني أتوسلُّ إليك»

كان منظرها لا يسرُّ حتى من يكرهها كانت تتوسل لأجل حياتها بقوة بدون قيمة للكرامة حتى ، ربما لو أمرها بتقبيل حذائه كانت ستفعل لكنه لا يبدو لبكاءها مهتمًا على عكسي

شعرتُ ان قلبي تمزق إربًا على صوت نحيبها فلم أحتمل ان اتجاهل هذا المشهد، ليس لدي ما أخسره على أيِّ حال، فكذبتُ أُجامل الملك كي لا يقتلها

«لما لا تعفو عنها جميعنا نخطأ و انت على ما يبدو لي هو الملك الذي يحترمهُ الجميع
هنا ويحبونه ويثقون بأحكامه فكُنْ ملكًا كريمًا و أعفو عنها»

بغض النظر عن كل شيء انا سأظلُّ أُدافع عن النساء!

«لا تتدخلي أيتها البشرية الدنيئة..» لم يتسنَّ لها اكمال كلامها البذيئ لان الحرس الذي يحاوطون الملك سحبوها من يداها كما لو يسحبون معزةً ما واحدهم وضع يده على فمها مانعًا اياها من التكلم

مَـالـيِـسْـتــوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن