ch 11

268 32 6
                                    



أنت القصيدة التي لم تُكتب بعد

واللحن الذي لم يعزفه أحد

كلما حاولت الاقتراب من وصفك

تهرب الكلمات من بين أصابعي كالرمال

أنت سرّ الكون الذي يكمن في هدوء ليالي الشتاء الطويلة

وفي همسات البحر حين يلتقي بالأفق

لا أستطيع فهمك، لكنني أدرك تمامًا أنك المعنى الكامل لكل ما أجهله..




...........

كانت ليلة بارِدة ، سماء مُمطِرة و رِياح صاقِعة لَم تزحزِح طُوب ذلك القصر ، دقّت ساعة منتصف الليل و سكنت الأجساد و هدأت الأصوات

عدى تلك الأوتار التي أطربت الصاحيين منهم ، كانت يديه تُغازل مفاتيح البيانو داخل تلك القاعة الواسِعة و رائحة السجائر قد عانقت عطره الشِتوي 

كان باب القاعة مفتوحا يجعل صدى البيانو يطفو خلال ذلك الرواق جاعلا جسدا خفيف النوم يفرك عينيه يحاول إدراك مكانه و الوقت قبل أن يستقيم بخطوات خفيفة على الأرضية يسير نحو موقع العزف

رآى ظهره الواسع بعضلاته الصلبة يتحرك بخفّة يمينا و يسارا و أصابعه تتراقص مع تحرّك خصلاته السوداء ثم يقوم بنفثِ سيجارته و إبتلاع بعض من نبيذه ليعود لوضعها بين ورديتيه

توقّف فجأة جاعلا من كان يستند على حافة الباب يعود لوعيه ، تحدّث بهدوء دون أن يلتفِت " هل أيقظتك؟" ، نفى تايهيونغ برأسه كما لو كان يراه قبل أن يردِف بصوت شديد الهمس " لا ، أكمِل أرجوك"

إلتفت بظهره إليه ينظر إليه لثوان قبل أن يعود إنتباهه نحو مفاتيحه " تعال هنا" تردد في البداية ثم قرّر التقدم ناحيته، نظر جونغكوك إلى جانب الكرسي الجلدي الذي يجلس عليه يدعوه للجلوس قربه

تنهد تايهيونغ بخفة ثم تقدّم جالسا قربه ينظر لجانب وجهه و .. لطالما كان جونغكوك جميلا و هو لَم يُنكِر ذلك إطلاقًا لكن هذه الليلة يبدو أكثر وسامة ، أكثر رقّة عن برودة ديسمبره

إلتفَت جونغكوك فجأة جعله يجفل و بسرعة يُلفت إنتبِاهه نحو البيانو ، إبتسم داكن المحدقين بخفة يراقب تشكّل سحاب وردي على أطراف أذان الكستنائي

أبعد يده اليسرى من المفاتيح إلى ذقن تايهيونغ يعيد أنظاره إليه ، كان ينظر له ببندقيتين متوسعتين من فعلته حملت لمعانا ذهبّيا بسبب نار موقد القاعة جاعلا إياه غير قادر على إيقاف إلتحام خسوف شمسي تايهيونغ مع قمري جونغكوك

vk~ الذئب الاسوٓد ~vk +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن