هيمنة الظلام

الجزء السادس : في ظلال الحقيقة: دموع الوحوش وخطايا البشر

كانت روكي تقف أمام الوحش الأم، تحاول جمع قواها في تلك اللحظات الحاسمة قبل أن تبدأ المعركة التي طالما استعدت لها.

كان هناك هدف واحد يتربع في ذهنها، وهو تحقيق النصر مهما كلف الثمن. عليها إكمال ما جاءت من أجله، مهما كان الألم أو الخوف يطاردها.

الوحش الأم تراقب روكي بعيونها الثابتة، المليئة بالكراهية والهيمنة. جسدها الهائل يبرز بقوته البادية، الجلد الأبيض القاسي يلمع تحت ضوء الشمس، وتلمع عيونها الحمراء كالدم، بينما أنيابها الحادة ومخالبها الفتاكة تقف كرموز للفناء.

في المقابل، تقف روكي، بجسدها الصغير المليء بالإصرار. في تلك اللحظة، لا توجد رهبة في عينيها، بل رغبة في إثبات أنها تستحق لقب منقذة العالم. المواجهة قد بدأت، والوحش الأم انقضت عليها بسرعة مذهلة بمخالبها الضخمة، لتطيح بروكي في الهواء وتسقطها بقوة على الأرض.

جمعت روكي شتات نفسها، وتحدت ألم جسدها لتقف من جديد. أمسكت بسيفها بإحكام، ورغم الألم الذي يعتصرها، هجمت على الوحش الأم، مستهدفة جناحها، وغرست السيف بكل قوتها. لكن جلد الوحش كان سميكًا، فلم تتمكن من اختراقه بعمق كافٍ.

صرخت الوحش الأم صرخة عميقة، دفعت بروكي بعيدًا لتسقط على الأرض، متألمة. ومع ذلك، لم تستسلم. هاجمت مجددًا، وصرخت بكل قوتها، والدموع تتدفق من عينيها: "لن أستسلم! جئت لأحمي العالم، ولن أدعك تهزمينني هذه المرة!"

اندفعت روكي بسرعة، ممسكة بسيفها بحزم، ولكن الوحش الأم فتحت فمها وأطلقت نيرانًا متجمدة نحوها. تمكنت روكي من التملص جانبا، وصنعت درعًا سحريًا ليحميها من الإصابة. بألمٍ وحزم، بدأت بتجميع قوتها، وأطلقت كرة لهب باتجاه الوحش، لكنها لم تكن كافية لإيقافها.

في لحظة من اليأس، قفزت روكي على ظهر الوحش الأم، وتشبثت به بقوة. كانت تعرف أن أي خطأ قد يعني الموت. شعرت أن قوتها تستنزف، لكنها قررت أن تبذل كل ما لديها الآن، لأنها تعلم أنها في كلتا الحالتين قد تموت.

تمسكت بروكي بالبروز العظمية للوحش، بينما تحاول الوحش الالتواء والارتعاش لإبعادها. ومع تصاعد الألم، غرست روكي سيفها في رقبة الوحش، في نقطة ضعفها، فصرخت الوحش صرخة اهتز لها الهواء، واحمرت عيناها بشكل مخيف. كانت تحاول الاندفاع للأعلى، لكنها لم تستطع التخلص من قبضة روكي.

أخرجت روكي قارورة وضعتها عند الجرح، ليتدفق فيها الدم الأزرق الحارق ببطء شديد. كانت تلك اللحظات تمر كدهر، وروكي تقاوم الألم والتعب، ولكنها استمرت بإصرار. بعد أن امتلأت القارورة، كانت الوحش الأم ملقاة على الأرض، تتوجع، فسقطت روكي منها واندفعت بعيدًا بآخر قواها، تتدحرج على الأرض لتقف من جديد.