الجزء العاشر: الزهور الجميلة قد تخفي أشواكًا حادة

15 5 2
                                    

بدأ الأمان... السكينة... التعاون... البشر يحاولون التعايش مع الوحوش، والوحوش تحاول الثقة في البشر. لا أحد منهم قد نسي ما حل به من ظلم وما عاناه كلاهما، ولكن يجب عليهم التعايش لكي يعيشوا براحة.

تحاول الوحوش مساعدة البشر في حياتهم، يقومون بمساعدة المزارعين في النقل وكل ما يمكنهم فعله لهم. في المقابل، يسعى البشر للتكاثر بشدة لتعويض الخسائر التي بلغت بالمليارات، وكأن العالم بدأ يتشكل من جديد. حسنًا، هذا ليس صعبًا على أي حال، فقد بدأ الخلق بآدم وحواء، لذا يستطيع مليون إنسان متبقٍ التكاثر بسرعة.

الوحوش اتخذت قرارًا بعدم التكاثر، لأن تكاثرهم قد يُلحق ضررًا بالبشر كونهم عمالقة والبشر كائنات صغيرة الحجم.

***

"رعد، أظن أنني اتخذت القرار السليم. انظر كيف يتعاونون، يحبون بعضهم ويساعدون بعضهم. الوحوش، التي من الظلم تسميتها وحوشًا، هي من تساعد بكثرة وتتعامل بحب وطيبة. لم أتوقع ذلك... شكرًا لك على إظهار الحقيقة لي." 

قالت روكي بحب، وهي تحدث رفيقها رعد، بينما كانت تجلس على قمة جبل يتيح لها رؤية المنطقة بأكملها. كان رعد يستمع لها بمحبة، وحاوطها بجناحيه كتعبير عن الحب والأمان.

***

"حسنًا، أظن أن لحظة الفراق قد حانت... سعدت جدًا بلقائك، ولن أنسى تلك اللحظات التي قضيناها معًا. روبين، أنت الآن صديق مقرب بالنسبة لي، وإن شاء القدر والتقينا مرة أخرى، سأكون سعيدة." 

قالت ماسة بحرارة بينما كانت تخاطب روبين، وهما واقفان بجانب وحشيهما اللذين سيعيدانهما إلى ديارهما.

"سوف أزورك بالطبع، لا أعتقد أن هناك وسيلة تواصل أخرى غير الزيارات في الوقت الحالي." 

رد روبين وهو يحتضن ماسة آخر حضن... أو ربما.. لا نعلم إن كان الأخير حقًا.

امتطى كلاهما وحشيهما وطارا بعيدًا في الأفق، ليذهب كل منهما إلى وطنه ويقابل أحبته وأقاربه... إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة. أمامهم مصير مجهول عليهم اكتشافه الآن، فهل ستكون النهاية لصالحهم أم أن النهاية السعيدة يجب أن ترافقها خسائر مدمرة؟

***

تسمعان صوت دقات على باب القبو المصفح، فتقترب سولجي بترقب وتفتح الباب بحذر وتنظر من فتحة صغيرة جدًا، لتصرخ بقوة وتنهار على الأرض باكية. تأتي لونا، أختها، لترى ما يحدث وتصرخ معها. تقترب منهما الشخصية الواقفة عند الباب، وهي تبكي وتحتضنهما.

"اشتقت إليكما كثيرًا... سامحاني، لم أقصد الغياب الطويل، ولكن الآن يمكننا العيش بأمان." 

قالت ماسة وهي تحتضن طفلتيها بقوة من شدة اشتياقها لهما، وكل أطرافها ترتجف من الفرح والحنين. شعرت أخيرًا بالراحة الحقيقية والنهاية السعيدة، وهي تحتضن أطفالهما بأمان.

هيمنة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن