الجزء السابع:حينما تنكسر الأرواح في متاهات الفقد والندم

19 4 0
                                    



هل هم بخير؟ هل ماتوا؟ هل التهمتهم تلك الوحوش اللعينة؟"

صوت ماسة يتخلله البكاء وهي تهمس لنفسها.

"لا أريد أن أخسر كل شيء. أعيش لأجلهم... فقط لأجلهم. مهما كنت قاسية عليهم، فقد كان ذلك لتقويتهم... أشتاق لهم."

نظرت ماسة حولها بعينين زائغتين، مليئتين بالدموع. "

هل يستطيعون العثور على الطعام؟ أم ماتوا جوعًا؟ لماذا يحدث هذا لي؟ لما أنا من بين الجميع؟! أريد أطفالي معي... أريدهم الآن."

صرخت وهي منهارة، تبكي في أحضان ذلك الشخص الغريب الذي بالكاد تعرفه. التقت به مرة واحدة فقط، لكنها لم تعد تحتمل، كانت تحتاج إلى إخراج ما في قلبها.

روبين وقف أمامها صامتًا، ينظر إليها بعيون ثقيلة مليئة بالحزن، لكنه لم يكن قادرًا على الكلام. كأن الكلمات تجمدت في حلقه، والهواء من حوله أصبح ثقيلًا، بالكاد يستطيع التنفس. لم يكن يعرف إن كان بمقدوره أن يحكي ما في قلبه هو أيضًا، لكنه شعر بالحاجة إلى ذلك.

"كانت حياتي روتينية، مملة دائمًا، لكن عندما رأيتها لأول مرة، شعرت وكأن الحياة منحتني لمحة من الجنة. ضحكتها كانت كأنغام رقيقة تخترق ظلام روحي، وجمالها ينسج حولي خيوطًا من الأمل. لكن تلك اللحظات كانت وهمًا... سرابًا. سرقتني الحياة فجأة، اختطفتني من أحضان السعادة لتنزل بي إلى أعماق الألم والانكسار."

كانت كلماته مملوءة بالمرارة. "الفرح كان مجرد حلم، والنهايات لا تنتظر حتى تكتمل البدايات. بل تأتي بلا رحمة، تترك القلب مكسورًا، والروح تائهة في ظلام الفقد."

صوته ارتعش بحزن، وكان يتحدث كمن يغرق في دموعه. كل جملة تحمل معها وجعًا، كل حرف يتقطع بأنين مكتوم.

ماسة، وهي تحاول أن تهدئه، همست: "أرى أننا خسرنا جميعًا أشخاصًا نحبهم... لكن كل ذلك بسبب تلك الفتاة الصغيرة. أردت أن أقول ليتها تموت، لكنها صغيرة... ولديها أهل يحبونها، تمامًا مثل أطفالي."

صوتها كان مبحوحًا، مشوبًا بالحزن.

أجاب روبين، متنهدا: "لا أعتقد أنها السبب. هي مثلنا، فتاة عادية، فقدت عائلتها وتنتظر مساعدتنا. أعتقد أنها ماتت على أي حال. رأيت الوحش يلتهمها أمام عيني، لذا لا فائدة من إلقاء اللوم عليها. علينا الآن أن نجد طريقة للخروج من هذا المأزق."

نظر إلى الأفق بعينين ملؤهما فقدان الأمل.

**في مكان آخر**

هيمنة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن