السيدة: "ابنيييي! احذرر!
كان الصوت يتردد في الأرجاء، مُحاطًا بجو من الرعب والهلع. سقط الفتى بين تشققات الأرض، تتمايل أطرافه الرفيعة كأنه غصن شجرة تتقاذفه الرياح. وسط صرخات عائلته الذين ركضوا نحوه بسرعة، ولكن الأوان كان قد فات؛ لقد اختفى في قاع حفرة عميقة كأنها ابتلعت كل شيء حولها.
تحت سماء ملبدة بالغيوم الداكنة، كانت الأجواء يضج بالبكاء والصراخ، وانهيارات نفسية تعصف بالقلوب. الجميع يفقد أحباءهم في كل لحظة، وكأن الأرض تحت أقدامهم لم تعد مكانًا آمنًا. بدأت الوحوش بالتحرك نحو أماكن أخرى، تجوب جميع أنحاء الكوكب، ناشرة الفوضى والرعب، وكأن العالم قد تحول إلى كابوس لا ينتهي.
علي:
"بابا، بابا! شوف في خبر غريب على التلفزيون!"
أبو علي:
"إيه اللي بتقوله؟ خليني أشوف."
جلس أبو علي وسط العائلة، والكل ينظر بشغف إلى الشاشة، حيث كانت الأخبار تتوالى بسرعة، وكأن كل كلمة تقال تشدهم نحو الفزع.
المذيع:
"خبر عاجل! كائنات غريبة تظهر في السماء من الناحية الغربية، وقد بدأت الأخبار تنقطع عن بعض الدول التي وصلتها هذه الكائنات. نرجو منكم البقاء في منازلكم وعدم الخروج لأي سبب، فهذه الكائنات التي لم يتم تحديد هويتها تجوب العالم وتهاجم المدن."
أبو علي (ساخرًا):
"إيه ده؟ وحوش؟ وحوش! هههه، عاوزنا نصدق ده! اقفل التلفزيون يا علي، الناس دي مجنونة!"
ليلى (بانهيار):
"بابا، بابا! صاحبتي تشاو لي من الصين بتقول إن فيه وحوش زي التنانين في بلدهم، وإن الناس بتموت هناك. ما صدقتهاش، لكن... لكنها ماتت وإحنا بنتكلم في مكالمة فيديو!"
عينا ليلى كانت تمتلئ بالدموع، تتلألأ تحت ضوء الشاشة المتلألئة. أمسك والدها الهاتف ونظر إلى المكالمة المسجلة. لم يكن هو وحده من صُدم؛ كل من حوله تجمد في مكانه عند رؤية الوحش وهو يقتل صديقة ابنته، وكأن الوقت توقف.
***
في مكان آخر، كانت ماسة تجاهد، ترتعش وهي تدفع باب القبو المحصن لتدخل ابنتها الصغيرة، سولجي.
ماسة (بخوف):
"إوعي تتحركي من هنا. أنا هرجع بسرعة، ولو ما رجعتش... ما تخرجيش أبدًا!"
أغلقت الباب خلف ابنتها وركضت بحثًا عن بقية عائلتها، ودموعها تذرف بلا توقف. صرخاتها المتقطعة كانت تضيع وسط الفوضى، كأنها صدى صوت يختفي في زحمة العواصف.
بينما كانت تندفع بين الأنقاض، تعثرت بجسد كبير. نظرت لأسفل، وتوقفت في مكانها، عيناها متسعتان من الصدمة. أمامها كان زوجها... جسده هامد بلا رأس، بينما كان يحتضن طفليهما، اللذين كانا ما زالا على قيد الحياة.

أنت تقرأ
هيمنة الظلام
Fantasíaروايةٌ مروِّعةٌ تسردُ نهايةَ العالمِ كما لم تُروَ من قبل. الأرضُ تغرقُ في بحرٍ من الدماءِ والخراب، والوحوشُ تجتاحُ كلَّ شيءٍ بلا رحمة. وسطَ هذا الدمارِ الرهيب، تقفُ روكي مع روبين وماسة، محاربينَ بأرواحٍ تشتعلُ بالانتقامِ والكراهيةِ. قوى شيطانيةٌ ووح...