Bara 12

29 2 0
                                    

ه ساعات و ۳۳ دقيقة من الانطلاق بالسرعة القصوى هذا هو الوقت الذي استغرقه - شاهين ثمانية - لمغادرة الأرض وولوج عتمة الفضاء المهيبة.

أطل هاشم برأسه من خلال نافذة القمرة

كان منظر الأرض مذهلًا من هناك: لؤلؤة زرقاء جميلة ملقاة في جوف محيط أسود صامت مخيف يطوي بداخله الكثير من القصص والأسرار الخافية. ندت عنه ابتسامة طفيفة ميز صوت صديقه البروفيسور عادل

قام مركز القيادة بتوجيه - شاهين ثمانية - آلياً نحو إحداثيات الظاهرة الكونية ... استجابت المركبة المعدنية للأمر وراحت تعوم مباشرة نحو هدفها.

عبر جهاز المراسلة المدمج في خوذة رأسه سمع هاشم صوتاً مازحًا يقول:

ألوح لك بيدي هل تراني من عندك يا هاشم؟؟

قال مجيباً بصوت هادئ واثق

يدك لا أراها، ولكني أستطيع بوضوح أن أرى أنفك الكبير من هنا. سمع هاشم أصوات ضحكات فريق المركز، فأحس بمسحة من
الاطمئنان تملأ قلبه. ولكنها ليست إلا لحظات يسيرة حتى اختفى ذلك الشعور بالاطمئنان
وحل مكانه إحساس بالرهبة والجزع وذلك عندما أصبحت الظاهرة الكونية تستوي أمام مجال رؤيته

- يا إلهي - قال جزعاً - ما هذا الشيء

المخيف ؟

كانت الظاهرة الكونية عبارة عن
دائرة واسعة القطر كأنها شمس تتوشح السواد، يُحيط بها هالة من الغبار الكوني شديد الكثافة.

****

بأمر من قيادة المركز توقف الطيار الآلي عن التقدم، خوفًا من أن تواصل المركبة تقدمها فتتأثر بمجال جاذبية الظاهرة الكونية

....

كان العلماء يراقبون ذلك المنظر باهتمام شديد من خلال شاشة كبيرة أمامهم تعكس ما ترصده كاميرا مثبتة على مقدمة المكوك 

قالت المديرة تعطي تعليماتها

- ابدأ الإجراء يا سعادة العقيد، وكن حذرًا.

اتجه العقيد هاشم نحو جزء في المكوك يدعى غرفة معادلة الضغط وهو المكان الذي يستطيع رائد الفضاء من خلاله مغادرة المركبة والعودة إليها لاحقاً.

ربط هاشم نفسه بما يسمى حبال السلامة حتى يضمن عدم انجرافه بعيداً في الفضاء عند حدوث ما هو غير متوقع، ثم فتح باب غرفة معادلة الضغط وقفز إلى الفراغ الأسود.

اتخذ العقيد هاشم عبد العزيز لنفسه الزاوية المناسبة التي سوف تسمح لكاميرا

- المجال الكهرومغناطيسي - المثبتة على خوذته بأن تلتقط الصور المطلوبة.

كانت هناك العديد من الأميال التي تفصله عن الظاهرة الكونية ورغم ذلك إلا أنه كان حذرًا في تحركاته لأنه يدرك أن الخطأ سوف يكلف كثيراً.

رواية أرسس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن