bara 15

23 1 0
                                    

سيدة في نحو السادسة والعشرين من عمرها ..

تقيم في عمارة سكنية ذات طوابق متعددة، شقتها صغيرة المساحة مكونة من غرفتين ومطبخ مفتوح على الصالة.

جلست السيدة فوق أحد مقاعد طاولة الطعام وحيدة أمامها كيكة بنكهة الفانيلا مكتوب عليها " كل عام وأنت بخير "

إنها الذكرى السنوية الخامسة لعيد میلاد ابنها المفقود وبالرغم من اختفائه منذ شهور طويلة إلا أنها ظلت تهتم بأدق تفاصيله

وكأنه ما زال يعيش معها فكانت ترتب غرفته كل يوم وتنفض الغبار عن ألعابه، وتغسل ملابسه وتكويها وتبتاع لأجله أصناف الحلوى التي كان يحب الحصول عليها.

وعندما تتراكم في غرفته الحلويات كانت تجمعها في كيس كبير وتفرقها على أطفال الحارة وتدعو الله سرًا أن يحفظ طفلها أين ما كان ويعيده إليها....

أغمضت عينيها وجعلت تستعيد في ذاكرتها ملامح وجه ابنها المضيء؛ كانت تفعل ذلك كلما اشتد عليها الحنين إذ إنها لم تكن تملك لتسكين وجع قلبها غير ذلك السبيل

وحين مر بعض الوقت وأنت اللحظة فتحت السيدة عينيها لتشعل الشموع وتقطع جزئاً من الكيكة لها وجزئاً آخر لطيف ابنها المفقود ولكنها حين فتحت عينيها رأت أمامها رجلاً غريباً يجلس مقابلاً لها على طاولة الطعام، ويُمسك

بیده . مسدساً يوجهه نحوها.

قالت بحلق جاف

من أنت وكيف دخلت دون أن أشعر !!بك ؟

اسمي هاشم وقد جئت من المستقبل ... وفي ذلك المستقبل كانت تجمعنا علاقة صداقة متينة ولأجل هذه الصداقة أحتاج إلى مساعدتك اليوم يا راما

ظلت راما تحدق بذعر في المسدس المصوب نحوها، قبل أن تقول بحذر أبعد عني هذا الشيء اللعين.

سأبعده ولكنك في المقابل سوف تلتزمين بالهدوء..

أومأت برأسها موافقة وهي تحدق في ملامحها التي كانت تراها لأول مرة.

ما أن أبعد هاشم المسدس عنها حتى صاحت بصوتها كله ولم تتوقف حتى عاد يوجه مسدسه نحوها

ألم تسمعي ما قلته ؟! .. أم أنك تسمعين من مكان آخر ؟!!

- يا لك من لص وقح قليل الأدب.

- أنا لست الصَّا، إنما جئت أطلب المساعدة.

تقتحم بيتي ثم تهددني بالسلاح .. يا لها من طريقة مهذبة ومبتكرة لطلب المساعدة !!

كان يعلم أنه يمر بقصة صعبة التصديق؛ كل الذي يريده منها فقط هو أن تستمع إليه:

- أنا لا أستطيع أن أثق بأحد غيرك يا رام

قاطعته قبل أن يكمل كلامه

ولكنك لا تعرفني كيف تضع ثقتك في شخص لا تعرفه ؟!

صاح عليها وهو يلغي فاعلية زر أمان المسدس في إشارة واضحة إلي استعداده للإطلاق

رواية أرسس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن