bara 19 Son olarak

26 0 0
                                    

ـ لست ممن يتركون اصدقاءهم المستقبليين عند منتصف الطريق

رغم توتر الموقف إلا أنها استطاعت أن تجعله يبتسم، وقالت تعبر له عن قلقها:

هناك شيء لا يبعث على الاطمئنان قلبي يخبرني أن هناك شيئاً فظيع سيحدث في قادم الوقت ..

إنه يتحدث عن منظمة خطيرة قد تهاجمنا في أي لحظة لتقتله وتقتل الحقيقة معه؛ لذلك يجب أن نتحرك بسرعة ودون تأخير.

هذا ما سيحدث، ولكن قبل ذلك علي أن أصعد إلى غرفتي لأصطحب معي بعض الأوراق الثبوتية التي سوف تجعلنا نتحرك بطريقة أسهل في أروقة مركز  الأمن....

وربما أهاتف بعض الجهات التي سوف توفر لنا الحماية ضد أي هجوم قد تتعرض له في الطريق.

وبلقيس ؟

ماذا عنها ؟

- هل ستدعها هنا، أم أنك سوف تصحبها معنا ؟!

في الحالات الطبيعية لم أكن لأفكر بأن أشركها في أمر مشابه، ولكن في هذه الحالة أعتقد أنني لن أطمئن عليها إلا إن كانت قريبة مني؛ فأستطيع حمايتها عند الخطر.

سوف أنتظرك هنا ريثما تحضر الأوراق وتعود معها إذاً. انتظريني في المخزن؛ فهذا القناص خطير ولا أريده أن يغيب عن عينيك لحظة.

قالت راما تحذره

ولكنني سأوسعه ضربًا إذا جاءتني منه كلمة قبيحة واحدة.

ستدخلين من الباب الخلفي للمخزن ولن ينتبه لوجودك.

دخلت راما دون أن ينتبه عليها القناص
لم يكن السبب - سبب عدم انتباهه إليها

يعود إلى حركتها الهادئة وهي تدخل من الباب الخلفي للمخزن فقط بل يعود أيضا إلى الوضع العام الذي كان عليه الأمر فالمخزن كان ممتلئا بالكراكيب وكانت له إضاءة خافتة،  والقناص كان منشغلا بالجروح التي ملأت جسده وجعلته منصرفًا لأوجاعه أكثر من مراقبته لما يحدث حوله.

**

جلست راما في أقصى الزاوية

تماماً خلف لوح من الخشب العتيق الذي بدا أنه كان مسنودًا على زاوية المخزن منذ مدة طويلة

واتخذت من مكانها ذاك مرصداً خفيًا تراقب القناص من خلفه.

**
المخزن

كانت راما ما تزال تختلس النظر على القناص من خلف لوح الخشب مثل لبؤة تراقب فريستها من وراء الحشائش بصمت وصبر وحكمة.

مرت عشر دقائق وهي على ذلك الوضع مما جعلها تتساءل بشأن تأخر هاشم؛

لقد استغرق داخل المنزل وقتاً أطول مما ينبغي له في هذه الحالة الحرجة.

وبينما كانت تتساءل عن أسباب تأخره ذاك إذ التقطت أذناها أصوات حفيف أقدام تقترب من المخزن

رواية أرسس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن