تخطو الصّغيرة خلف الأميرة آيا ، عيناها تتراقصان بين غرائب و عجائب هذه المملكة التي خرقت قوانين الفيزياء ، يلفهما هواء عليل محمل بعبير الزهور ، لاداعي لذكر أنّها رائحة جميلة مختلفة عن غيرها تجعل من يشمّها يشعر بالارتياح و الاسترخاء ، تمشي الأميرة بخطوات وئيدة ، وكأنها تحلق فوق الأرض. تتوقف عند شجرة عملاقة ، أوراقها من الفضة ، و تحمل بين وريقاتها كلّ الثّمار .. جميع الفواكه معلّقة عليها كما لو تمّ دمج جميع بذور الفواكه معا-آيا بينما تقطف ثمرة تفّاح- " هذه المملكة تحمل بين طيّاتها العديد من الأساطير التي ستعجبك دون شكّ .. نحن نعتزّ بها "
قدّمتها لآيفا فتمسكها الأخرى بين كفّيها الصّغيرتين ، كانت الثّمرة كبيرة الحجم و ربّما حجمها يساوي حجم رأس بشري و رغم ذلك فقد كانت خفيفة كالرّيش
" تذوّقيها .. !! " ألحّت آيا بإصرار
تردّدت آيفا قليلا بينما تنظر للثّمرة ، لكنّها اتّخذت قرارها بسرعة و قضمت القليل منها ، فجأة .. اتّسعت عيناها .. ابتسامة صغيرة رُسمت على محياها .. أحسّت بلذّة لم تشعر بها قط .. كانت الفاكهة حلوة كالعسل ، بل حتى كانت كفيلة بجعل من يتذوّقها يرغب بقوّة بأن يقضي ما تبقّي من حياته يأكل تلك الثّمرات
همست بلطف و سعادة بينما توشك على قضم المزيد "~~لذيـــذه!!~~"
فرحت آيا هي الأخرى و قالت بفخر شديد "يبدو أنّها أعجبتك ، تقول الأسطورة أنّ عمالقة زرعوا هذه الشّجرة و لكن بدل البذور زرعوا قلوبهم الصّافية من السّواد "
تقلّصت بؤبؤتا عيناها و اختفت الابتسامة من وجنتيها ، شدّت قبضتها على الثّمرة و رفعت رأسها بدهشة لـ آيا " قـ .. قلوب عمالقة ؟! "
قالت آخر كلمة بنبرة صارخة ، رمت الفاكهة من يديها و بدى على وجهها القرف الشّديد ، صرحت آيا مواسية لها بينما تدفعها لوجهة أخرى : " لا عليك يبدو أنّها لم تعجبك .. رغم أنّها من أفضل الأطعمة لدينا ، ما رأيك أن أريك أشياء أخرى .. لكن هذه المرّة سأخبرك بأسطورتها قبل أن تجرّبيها "
مشيتا معا بين الأسواق ، هناك من كان يطير بعرّبة مزيّنة و يحطّ كلّ ثانية بموقع ، و من كان يعرض الملابس واقفة و تستعرض ذاتها كما لو كان هناك شخص خفي يرتديها ، و من كان يجعلها تذهب و تلتسق بالنّاس لتجعلهم يأخذوها رغم أنّهم في كلّ مرّة يحدث ذلك يضحكون كما لو كان موقفا طريفا
وقفت آيا أمام عربة صغيرة جدا و ألوانها زاهية ، تملك نوافذ صغيرة للغاية ، بدت طبيعيّة بعض الشّيء .. دخلت آيا و خلفها آيفا
فور دلوفهما صعقت آيفا بحق ، من الدّاخل كانت تبدو أكبر حتى من قصر و في كلّ شبر العديد من الملابس ، بل لم يكن محل ملابس فحسب بل أيضا أطعمة و مختلف المستلزمات اليوميّة
أنت تقرأ
" ×مَـوْطِـن الـرَّهْـبَـة× "
Horrorفي ظلمات ليلٍ بلا قمر، حيث يختفي النور وتتسلل الأشباح، تتجول مخاوفنا كوحوش جائعة، تفتش عن زوايا ضعفتنا لتنهشها .. صوت خشخشة الأوراق في الريح يتحول إلى همسات شريرة، وصوت قطرات المطر على النافذة يصبح نداءات يائسة من عالم آخر .. قشعريرة تجتاح جسد...