٠٤

11 7 44
                                    


تخطو الصّغيرة خلف الأميرة آيا ، عيناها تتراقصان بين غرائب و عجائب هذه المملكة التي خرقت قوانين الفيزياء ، يلفهما هواء عليل محمل بعبير الزهور ، لاداعي لذكر أنّها رائحة جميلة مختلفة عن غيرها تجعل من يشمّها يشعر بالارتياح و الاسترخاء ، تمشي الأميرة بخطوات وئيدة ، وكأنها تحلق فوق الأرض. تتوقف عند شجرة عملاقة ، أوراقها من الفضة ، و تحمل بين وريقاتها كلّ الثّمار .. جميع الفواكه معلّقة عليها كما لو تمّ دمج جميع بذور الفواكه معا

-آيا بينما تقطف ثمرة تفّاح- " هذه المملكة تحمل بين طيّاتها العديد من الأساطير التي ستعجبك دون شكّ .. نحن نعتزّ بها  "

قدّمتها لآيفا فتمسكها الأخرى بين كفّيها الصّغيرتين ، كانت الثّمرة كبيرة الحجم و ربّما حجمها يساوي حجم رأس بشري و رغم ذلك فقد كانت خفيفة كالرّيش

" تذوّقيها .. !! " ألحّت آيا بإصرار

تردّدت آيفا قليلا بينما تنظر للثّمرة ، لكنّها اتّخذت قرارها بسرعة و قضمت القليل منها ، فجأة .. اتّسعت عيناها .. ابتسامة صغيرة رُسمت على محياها .. أحسّت بلذّة لم تشعر بها قط .. كانت الفاكهة حلوة كالعسل ، بل حتى كانت كفيلة بجعل من يتذوّقها يرغب بقوّة بأن يقضي ما تبقّي من حياته يأكل تلك الثّمرات

همست بلطف و سعادة بينما توشك على قضم المزيد "~~لذيـــذه!!~~"

فرحت آيا هي الأخرى و قالت بفخر شديد "يبدو أنّها أعجبتك ، تقول الأسطورة أنّ عمالقة زرعوا هذه الشّجرة و لكن بدل البذور زرعوا قلوبهم الصّافية من السّواد "

تقلّصت بؤبؤتا عيناها و اختفت الابتسامة من وجنتيها ، شدّت قبضتها على الثّمرة و رفعت رأسها بدهشة لـ آيا " قـ .. قلوب عمالقة ؟! "

قالت آخر كلمة بنبرة صارخة ، رمت الفاكهة من يديها و بدى على وجهها القرف الشّديد ، صرحت آيا مواسية لها بينما تدفعها لوجهة أخرى : " لا عليك يبدو أنّها لم تعجبك .. رغم أنّها من أفضل الأطعمة لدينا ، ما رأيك أن أريك أشياء أخرى .. لكن هذه المرّة سأخبرك بأسطورتها قبل أن تجرّبيها "

مشيتا معا بين الأسواق ، هناك من كان يطير بعرّبة مزيّنة و يحطّ كلّ ثانية بموقع ، و من كان يعرض الملابس واقفة و تستعرض ذاتها كما لو كان هناك شخص خفي يرتديها ، و من كان يجعلها تذهب و تلتسق بالنّاس لتجعلهم يأخذوها رغم أنّهم في كلّ مرّة يحدث ذلك يضحكون كما لو كان موقفا طريفا

وقفت آيا أمام عربة صغيرة جدا و ألوانها زاهية ، تملك نوافذ صغيرة للغاية ، بدت طبيعيّة بعض الشّيء .. دخلت آيا و خلفها آيفا

فور دلوفهما صعقت آيفا بحق ، من الدّاخل كانت تبدو أكبر حتى من قصر و في كلّ شبر العديد من الملابس ، بل لم يكن محل ملابس فحسب بل أيضا أطعمة و مختلف المستلزمات اليوميّة

" ×مَـوْطِـن الـرَّهْـبَـة× "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن