٠٨

7 3 12
                                    


احسّت بتلك النّغزة القلبيّة عندما يتخلّل الخوف كلّ شبر من تفكيرك ، عندما تريد الهروب لكنّ قديميك متصمّرتين بمكانهما

كانت تقف آيفا مشلولة كما لو ترى مصيرها المحتوم أمامها

رأت أوريليا عمودين أسودين قاتمين ، نظرت لآيفا المتصمّرة بمكانها بعدم فهم

رفعت آيفا رأسها ببطئ ، زاد خوفها و أحسّت بقلبها يكاد يتوقّف عن ضخّ الدّم و عقلها يكاد يتوقّف عن طرح الأسئلو و تصوّر أشياء تثير الرّعب .. و عن كلّ شيء 

رفعت أوريليا هي الأخرى رأسها ببطئ لتشهق برهبة كما لو أنّ روحها خرجت

كان هناك رجل و ذلك العمودان عبارة عن ساقين طويلتين للغاية ، كان يرتدي ملابس كلاسيكيّة سوداء و قبّعة صغيرة

كلّ ذلك لم يكن مرعبا أمام شكل وجهه ، لم يكن يحمل ولو ملمحاً واحدا ، كان وجهه عبارة عن طبقة من الجلد النّاعم مع فتحتة صغيرة في منطقة الفم

أمسكت أوريليا بكفّ آيفا المصدومة و جريتا بأقصى ما لديهما أحسّتا أنّهما ينفثان أنفاسهما الأخيرة

في كلّ مرّة تتعب ساقيهما و تفكّران بالرّاحة تسحبان هذه الفكرة بسرعة طغية للخوف

التفّت آيفا ورائها و قد كان الرّجل يتبعهما بكل سهولة عن طريق ساقيه بحيث يمدّهما ببساطة فيصل إلى مبتغاه بخطوة واحدة

و أحيانا يحاول دعسهما ، الأمل بدأ يتلاشى .. تريان الموت أمام أعينهما ما عادت هناك سبل للنجاة .. انّها النّهاية !!

رأيتا أمامهما المملكة ، فسارعا إليها غير آبهين بأنّهم يأخذون بأيدي بعضهم إلى الهلاك

لم يعد يفصلهما إلّا المنحدر !! تزحلقتا بعنف فيه و حين حطّت آيفا قدمها على أرض المملكة ..
التفتت ورائها ... و لم تجد أوريليا

شعرت أوريلها بشيء مطّاطي يُلفّ حول خصرها ، أحسّت بجسما يتصلّب و عرفت أنّها قد استنزفت جلّ طاقتها

بدأ ذلك الشّيء المطاطي بسحبها بسرعة فائقة تسارعب أنفاسها بينما يضارب الهواء وجهها بقوّة

رفعت آيفا رأسها لتبحث بعينيها فوق المنحدر شهقت حين رأت يد الرّجل قد تمدّدت و أمسكت بصديقتها

لاحظت ملامح صديقتها المصدومة و اليائسة ، نظرت آيفا لـ أوريليا فلمحت تلك اللّآلئ تتدفّق من عينيها لا إراديّا

امتدّت تلك الفتحة في وجه الرّجل التي تمثّل الفم على مصرعيها بطريقة مرعبة حتّى صارت ضخمة و برزت أسنان حادّة و قويّة منها

و فجاءة أدخل رأس أوريليا في فاهه ليقضمه بقوّة ، بدأ الدّماء بالتّدفّق منه كأمطار غزيرة تمثّل دموع اليأس و الاستسلام

سمعت صوت تكسير عظام و شعرت بصديقتها تطحن و تفرم مودّعة الحياة بطريقة بشعة ، اقشعرّ بدنها و بلعت ريقها بصعوبة

" ×مَـوْطِـن الـرَّهْـبَـة× "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن