٠٦

7 4 1
                                    


EORILYA POV :

هذه المملڪة .. ليست ڪأي مملڪة .. لا أقصد بذلڪ عجائب و غـرائب تطوّرها و ما شابه ، الأمر مختلف تماما

إنّها تنفصل عن عالم البشر .. و هناك ممر واحد يقود إليها و هو ذاته تلك الغابة ! أي أنّ من يعبر تلك الغابة يعني أنّه عبر حدود عالم البشر إلى حدود العالم الموازي

نعم .. عالم موازي ، أو هذا ما يمكننا إطلاقه عليه لبعض الوقت ، هذه المملكة ليست متكوّنة من بشر .. ليس بإمكاننا إطلاق عليهم اسم البشر ، فهم يختلفون عنهم في كلّ شيء ما عدى الشّكل

هذه المملكة لا تظهر الا بيوم واحد .. أي أنّها تختفي في باقي الأيام .. إنها تظهر في اليوم الموافق لأطول ليلة حيث يكون بها القمر كاملا و بارزا و نسمّيها بـ "ليلة ايلمو العظمى"

في هذا اليوم تظهر هذه المملكة و يكونوا على استعداد للاستمتاع حتى طلوع الفجر حيث ينتظرون زائرهم من الإنس

يزيّنون و يقدّمون و يهلّلون ، يبرزون كلّ إيجابيّات هذه المملكة غاضّين البصر عن السّلبيّات ليجذبوا البشر

و بالطّبع لديهم أطماع اتّجاه البشر ؛ هناك أسطورة تقول أنّ على البشري أن يقبل بالعيش مدى حياته على هذه الأرض بنيّة صادقة و طاهرة

في ذلك الحين لن تختفي المملكة و تبقى موجودة على مدار السّنة ، لكن إن لم يقبل البشري فسيلجؤون لطرق أخرى

أذكر قبل زمن بعيد .. أتيت إلى هنا .. لا أذكر كيف أو لما .. لا أذكر ما حصل بعد قدومي .. لدي ذكريات ضبابيّة و عشوائيّة للغاية

لا أذكر الطّريقة البديلة و لا ما حصل معي ، كلّ هذه المعلومات التي ذكرتها كانت من خلال مذكّرات مفقودة للأشخاص الذين جاؤوا إلى هذه المملكة و لكنّها غير مكتملة

كلّ ما استنتجته أنّي صرت جزئا منهم او ما شابه ، هذه المكتبة آمنة تماما منهم ، لذلك أنا بأمان و مادمتي معي أنت أيضا كذلك

منذ زمن طويل للغاية و أنا هنا بين هذه الكتب أخشى لسبب ما الخروج من هذا الفراغ الذي أنا به ...

لا يفترض بأحد تصديقهم ! يلعبون بعقول البشر و يقنعونهم بالبقاء

بعد أن يقبل البشري بالبقاء معهم ، لا أحد يعلم ما قد يفعلونه به .. ربما يجعلونه بينهم ، ربما يقتلونه ، أيّا كان ما سيفعلونه ما دام معهم راغبا في ذلك حتى طلوع الفجر فستبقى المملكة تعمّ بالحيويّة

قبل سنوات عديدة للغاية .. كلّ ما أذكره منها أنّي كنت أركض .. أهرب من شيء ما .. دخلت إلى هذا المكان و اغلقت الباب بإحكام

لم اعد اتذكّر شيئا .. لا اسمي .. و لا سبب قدومي .. و لا ماضيّ .. كنت مشوّشة للغاية ..
كلّ ما فعلته هو اطلاق اسم علي و قرائة كتب هذه المكتبة اللّانهائيّة

و عند دخول هذه المملكة إن لم تخرج قبل طلوع الفجر فستبقى هنا عالقا حتى الظّاهرة نفسها في السنة الموالية

و منذ أن دخلت هذه المكتبة لم أرى شخصا ، لم أرى القمر .. لم أرى أيّ شيء .. فقط كنت كعصفور مسجون في قفص صغير يخشى الخروج فيموت من أوّل خطوة له

~~~

" ×مَـوْطِـن الـرَّهْـبَـة× "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن