بَـصمتُك علـَى قَلْبـِي | 21

330 23 16
                                    

أريكة طرية ناعمة..بطانية دافئة ملتفة حولهما..جو هادئ وأنوار مطفأة.. صوت الأمطار و الرياح بالإضافة لصوت التلفاز الذي يكسر الصمت بالغرفة يبث حلقة من حلقات بودكاست دينية بعنوان التوبة..

كانت سلام تستمع بتمعن وإذعان لضيوف هذه الحلقة بمشاعر جياشة أبت التوقف عن إظهار ردودها بتقاسيم وجهها..

بينما كوثر تربت على ظهر رفيقتها وتستمع أيضا للحصة تستذكر شعور التوبة بعد كل ذنب اقترفته، كان الأمر جميلا، محزنا وغريبا جدا.. مشاعر عديدة عجزت عن فهمها أو الافصاح عنها..

أجواء مسالمة تستحق أن تُقام كل ليلة من ليالي شهر ديسمبر الأخيرة، ولكن ما إن انتهت الحلقة بسلام وطريقة إبداعيّة جميلة رنّ هاتف كوثر يقطع جمال الهدوء الذي كان مقيما بينهما..

عدلت سلام جلستها تسمح لكوثر بأخذ هاتفها من فوق المائدة الصغيرة الزجاجية مربعة الشكل، وما إن فرقت شفتيها بُغية الحديث أتاها صوت تنهيدة صدرت من كوثر قائلة:

" يا إلـٰهي إنها لَيَال ستجلطني هذه الليلة حتما.."

" لَيَال؟!.."

نبست سلام ببعض من الاستغراب لتلتفت لها كوثر مجيبة:

" إنها ابنة خالتي، أصغر مني بقرابة الثلاث سنوات.."

" أوه.. هكذا إذا.. "

ظهرت على وجه سلام تعبير متفهم لتردف ببعض التساؤل و الاستغراب..

" ولما ستجلطك؟!.."

لتجلس كوثر بجانب سَلَام تعيد الاتصال بعدما توقف هاتفها عن الرنين بينما تجيب على سؤال سَلَام..

" إنها عكس شخصيتي تماما، تحب المرح وفعل ما يحلو لها دون أن تفكر مرتين.. في الكثير من الأحيان"

قالت جملتها الأخيرة بصوت شبه ساخر بينما تلف عينيها بضجر لتقترب من سَلَام تهمس بأذنها مع ابتسامة لعوبة بعدما أجابت لَيَال على الاتصال..

" ولكنها تظل شخصا محبوبا وواثقة بأنك ستحبينها كما ستفعل هي أيضا.."

ابتسمت سلام بخفة تتخيل شكل المزعومة لَيَال وشخصيتها بينما كانت كوثر قد وضعت الهاتف على مكبر الصوت تتحدث معها بالفعل..

" السلام عليكم لَيَال.."

" وعليكم السلام.. اشتقنا لك يا فتاة.."

ضحكت بخفة على كلام ابنة خالتها بينما سلام تحلل شخصية لَيَال من نبرة صوتها الصادرة من الهاتف..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بَـصمتُك علـَى قَلْبـِي || Your Mark On My Heartحيث تعيش القصص. اكتشف الآن