شعر أسود مجعد وطويل، عيون زرقاء كزرقة السماء الصافية وبشرة سمراء ساحرة كانت تخص سَلَام الجالسة وسط غرفتها الصغيرة التي لا تلبي متطلبات أي أحد..
جدران متشققة وسقف متهالك بالإضافة لنافذة مكسورة مغطاة بقطعة من الخشب، فراش رديء ولكنه نظيف ، خزانة صغيرة جدا مكسورة إحدى أبوابها، طاولة صغيرة بها بعض معدات الطبخ وكرسي مهترء وحمام صغير وبالرغم من فظاعة المكان إلَّا أنها لم تسمح للجراثيم والأوساخ أن تدخل جحرها..
كانت مستلقية على سريرها ترتدي ملابس قديمة دافئة ولكنها لم تستشعر دفئها بسبب برودة غرفتها التي هي أيضا قست عليها..
تريد العودة للوراء والعيش مع أهلها وأحبائها ، الركض وسط شوارع الرباط عاصمة مسقط رأسها..
أغمضت عينيها لتهرب دمعة منهما راغبة في التحرر من قفصها ، لقد تدمرت حياتها بما فيه الكفاية ، حُرمت من حقها في البقاء بين أحضان والدتها ما الذي عليها فعله..
" يا رب يسر لي أمري.."
نبست ولا تزال مغلقة جفونها لتتبادر بذهنها ذكرى كوثر وهي بالمستشفى حين وجدتها هي وتاليا نائمة على الأرض وأخبرتهما بأنها نامت بعد صلاتها وقرائتها لبعض القرآن..
تسائلت في نفسها و علامات تعجب تدور حولها ، متى كانت آخر صلاة أدتها ، متى كانت آخر مرة سمعت فيها القرآن أو قرأت وترا منه..
شعرت بالحرج من نفسها بالفعل ، أليس كلاهما من أصل عربي وخير أمة أخرجت للناس أمة محمد عليه الصلاة و السلام ، فلما كوثر قريبة من الله وهي لا..
لطالما أخبرتها أمها بأن الله الغفور الرحيم الجبار يجبر خاطر كل ضعيف محتاج ، يحتاج رحمة الله وسكينته ، ولكنها لم ترى شيئا سوى العذاب هذا ما وسوس لها الشيطان به في ذهنها..
نفضت أفكارها تقف من سريرها المهترء متقدمة نحو خزانتها تبحث عن ثياب دافئة تقيها من البرد..
سروال جينز أزرق ،قميص صوفي باللون الأبيض ذو عنق طويل غطى رقبتها ودفئها، حذاء شتوي أسود ومعطف بنفس اللون بالإضافة لحقيبة ظهر صغيرة بها مستلزماتها..
خرجت من شقتها المهترئة والتي استأجرتها من أحد الجيران لتخطوا خطوات قليلة خارج البناية تتصل بكوثر تريد تغيير حياتها للأفضل ، اللجوء لله وترك الحياة التافهة الفانية لأصحابها..
" السلام عليكم أختي.."
نبست كوثر من على الهاتف لتبتسم سَلَام ولكم إشتاقت لهذه التسليمة تحية الإسلام التي لطالما بثت الروح فيها والسلام كاِسمها..
أنت تقرأ
بَـصمتُك علـَى قَلْبـِي || Your Mark On My Heart
Romansaكوثر آل فرح بنت جزائرية تسافر لألمانيا من أجل منحتها الجامعية فتلتقي بشاب تساعده على الدخول للإسلام من دون أن تعلم بأنه من زعماء المافيا.. أما هو بالنسبة له هي دعوة كان يتلوها كل ليلة على شرفة غرفته يرجوا إن كان هنالك رب في هذه الدنيا ليبعث له إشارة...