الفصل الواحد والعشرين

119 11 10
                                    

الفصل الواحد والعشرين
افتتاح
التفتت لتنظر له وأحمد الصغير يتحرك تجاهه بخطى متعثرة فضحك وهو يمد يداه له ويحمله ويقبله وهو يقول "رائع أنت تسير الآن؟ اسبوع أغيب عنك لأجدك تتحرك على أقدامك"
تحرك تجاهها وهو يحمله وهو يهتف بكلمات غير مكتملة "داد.. يوفس "يوسف"
ضحك مرة أخرى وهو يقبلها ويقول "اسمي ضاع معك أيها الفتى، اشتقت لك حبيبتي"
قالت بسعادة "كاذب حبيبي، لو اشتقت لي ما غبت عني اسبوع"
قبل أحمد الذي انطلق لربطة العنق المفضلة له بينما قال هو "تعلمين أن الافتتاح اقترب ملاك ولم يمكنني ترك الأمور هناك بالسخنة دون منحهم الخطوط العريضة وأنتِ لم تفضلي البقاء بالقاهرة وحدك فأتيتِ هنا، هل هناك أي طعام؟ لم أتناول أي شيء منذ الأمس"
تحركت وقالت باهتمام "طبعا حبيبي أنت تعلم أم سعد، سأجهز لك المائدة"
عادت بالطعام وحملت أحمد بدلا منه فقال "أين مروة؟"
قالت وهي تجلس أمامه "تأكل بالمطبخ، متى الافتتاح؟"
تناول الطعام وقال "آخر الشهر، محمود يريد التراجع عن شراكة مول الاسكندرية، يريد أن يبيع نصيبه لمن يدفع"
تبدلت ملامحها وقالت "لم تعود علاقتكم كما كانت؟"
نظر لها وقال "بالتأكيد لا، ليس بعد ما اكتشفه ملاك، الخيانة مؤلمة"
هزت رأسها ولم ترد فعاد وقال "رغم أن علاقتهم كانت تقوم على الحب لم أفهم هدير أبدا"
نهضت وقالت "ولماذا تفهمها؟ لماذا تهتم بها أصلا؟ مروة"
لم ينظر لها بينما أسرعت مروة لها لتأخذ أحمد فقالت "يحتاج لتبديل ملابسه قبل أن ينام"
قالت مروة "حاضر مدام"
التفتت لتراه يشعل سيجارة وينظر لها من بين دخانه وقال "لابد أن نعود، لدي عمل كثير ملاك"
هزت رأسها وقالت "كما تشاء، ألن تصعد لترتاح تبدو متعب"
نهض وتحرك تجاهها وقال "هل أرى غضب بعيون سندريلا؟"
لم تنظر له وقالت "لا"
رفع وجهها له ونظر بعيونها وقال "تعلمين أني لا أهتم بهدير فقط بصديقي الذي خسرته بسببها حتى مصالحي تضررت منها فهل لديكِ شك أني أهتم لحظة بها؟"
قالت "لا ولكن كلماتك تعني الاهتمام"
ابتسم وقال "بل الدهشة حبيبيتي، هل الحب يذهب هكذا؟ أنا شهدت علاقتهم منذ بدأت، هل يمكن أن يخبو الحب فجأة ويتحول لألم بقلوب الأحبة؟ هل سيتوقف قلبك عن حبي بيوم ما ملاك؟"
تراجعت وقالت "ماذا؟ الحب يسكن القلوب حتى تتوقف عن الدق يوسف وحبك سيظل نبض قلبي حتى يتوقف عن الدق، هدير لم تحب محمود بأي يوم لأنها لو أحبته ما أحبت سواه وما رأت رجلا آخر غيره"
ابتسم وقال "أعشقك عندما تتحدثين عن حبك لي حبيبتي فنادرا ما تفعلين"
ابتسمت وقالت "هل أفعل؟ ربما أريد أن أسمعك أولا أيها المشغول الأبدي"
ضحك وقال "لن أتخلص منك، هيا أريد أن أنام"
أحاطها بذراعه وتحرك للأعلى ودخلا غرفتهم وقال "ألا نفكر بأخ أو أخت لأحمد؟ الطبيب قال أنك بخير"
تحرك للحمام بينما أعدت له ملابس النوم وانتظرته عندما خرج فتحرك تجاهها وتناولهم منها فقالت "ألن تتذمر من حالتي وقتها؟ أنت تعلم ما يصيبني من الحمل"
ارتدى بنطلونه وتحرك تجاهها وقال "لم أفعل ولن أفعل، أنتظر الخمسة الباقين"
ضحكت ولفت ذراعيها حول عنقه وقالت "ولد أم بنت؟"
داعب شعرها وهو يطلق سراحه على أكتافها وقال "لا فارق عندي"
قبل وجنتها فقالت "ربما أحقق أمنيتك"
نظر لها وقال "حقا؟ ومتى ستفعلين؟"
مررت يداها على صدره وقالت "الآن"
حدق بعيونها المبتسمة ثم قال "الآن ماذا؟"
ضحكت وقالت "الآن أحقق أمنيتك، أنا حامل"
تراجع لا يصدق وقال "لم تخبريني من قبل"
قالت "أجريت التحليل صباح اليوم وانتظرتك كي أخبرك، لم أفضل الهاتف ظننت أن الأمر قد يضايقك فقد بدأت الأعراض وهي ما جعلتني أجري التحليل"
ظل صامتا لحظة فقالت "ماذا بك؟ ظننتك تريد ذلك منذ قليل قلت"
قاطعها بهدوء "بالتأكيد أريده ملاك فقط شعرت أنكِ أخفيت الأمر"
لم تطاوعه بالغضب الجامد الذي بدا على ملامحه ورفعت يدها لوجهه وقالت "ولماذا أفعل حبيبي؟ أنا أيضا أريد الخمسة وأحمد أصبح بعمر جيد ليكون له أخ وأنا قلبي أفضل ويتحمل حمل وولادة وأنت تريد أولادنا فلماذا أخفي الأمر؟ فقط انتظرت حتى مرت عدة أيام على موعد دورتي الشهرية ثم أجريت التحليل لأتأكد قبل أن أخبرك فلماذا الغضب أميري الوسيم؟ ألن تبارك لي على حملي الجديد؟"
هدأ غضبه الذي لا سبب له فضمها له وقال "بالتأكيد حبيبتي، عندما نعود لابد من متابعة طبيبتك وطبيب القلب"
****
بالصباح نزل ليبحث عنها فأخبرته أم سعد بمكانها وعندما وصل لخلف البيت تفاجأ مما رأى وهو يقول "من فعل ذلك؟ ومتي؟"
ابتعدت عن البيت الكبير وأحمد يقف بجوارها بسعادة وابتسمت له وقالت "هل أعجبك؟"
اقترب وقال "رائع لم أفكر أن يبدو هكذا، كل هذا بأسبوع؟"
أمسك أحمد ببنطلونه الرياضي فانحنى وحمله وهو يقول "والآن أنت أيها الشقي هل شاركت مامي فيما فعلت؟ إنه جميل حبيبتي البيت يبدو وكأنه حقيقي وتصميمه متقن حقا حتى الحديقة الصغيرة تبدو طبيعية"
كانت سعيدة بكلماته وهي تشرح له كل شيء ومضى اليوم بهما وبعد الغداء عادوا للقاهرة وحاولت ألا تستسلم لأعراض الحمل الجديد ولكنها فشلت وانتصر القيء عليها من تأثير الطريق وهي تعلم أن ذلك مجرد بداية
مرت الأيام التالية متعبة لها بالطبع وانشغل هو بعمله وافتتاح الفندق الذي اقترب موعده جدا
رحب بها صلاح بابتسامة صادقة وهو ينهض عندما دخلت مكتبه وقالت "صباح الخير صلاح كيف حالك؟"
قال بنبرة محببة "صباح النور مدام، بخير، سعيد برؤيتك"
قالت "هل يوسف مشغول؟"
تحرك للباب وقال "سأخبره بوجودك مدام فلديه اجتماع منذ الصباح ولم ينته"
دق الباب ودخل وسرعان ما خرج وقال "تفضلي مدام"
ما أن دخلت حتى رأته يتحرك تجاهها ليرحب بها وهو يقول "أهلا حبيبتي لم تخبريني بحضورك"
رأت المدراء ينهضون وهم يمنحونها التحية باحترام ثم ينصرفون فالتفتت له وقالت "هاتفك مغلق وأنت لم تعد البيت حبيبي واليوم موعد الطبيبة"
تراجع قبل أن يأخذ قبلته منها وقال "نعم لقد انشغلت، هل تأخرنا؟"
تحرك وأخذ جاكته وارتداه وقالت هي "ليس بعد، متى سنرحل للسخنة؟"
أخذ هاتفه وباقي أشياؤه وتحرك تجاهها وقال "غدا صباحا، فقط تسمح لكِ الطبيبة بالسفر"
تحركت معه للخارج وقالت "ستفعل لأني لن أقبل بعدم وجودي"
قبل أن يخرجا من المكتب تفاجأ الاثنان بمحمود يقف أمامهما وهو يقول "صباح الخير، أنتما راحلان؟"
توقف الاثنان بينما قال يوسف "لدينا موعد بعد نصف ساعة، تعالى لم تخبرني بأنك بالقاهرة"
تراجع الاثنان لداخل المكتب وتبعهم محمود الذي قال "نعم هل فكرت بموضوع المول"
جلس الثلاثة وقال يوسف "بالتأكيد ولكن لم أظن أنك جاد بالأمر"
قال محمود بضيق واضح "كنت جاد يوسف، أريد أنهاء الأمر بأسرع وقت"
نظرت لوجه زوجها الذي أخذ الجمود مرة أخرى قبل أن يقول "حسنا محمود كما تشاء، حدد السعر الذي تريده لن أمانع بأي شيء"
نهض محمود واقفا مبتعدا من أمامهم وقال "ولن تفعل يوسف، يكفي ما حدث"
تابعه يوسف بهدوء وهو يقول "لم يحدث مني شيء محمود أنت من يريد"
التفت له محمود بغضب وقال "لابد أن أفعل، لابد أن تنتهي علاقتنا يوسف فكلما وجدت ما يربطنا أتذكر أنك السبب بذهابها وحرمان ابنتي من أمها"
نهض يوسف وواجه محمود وهو يقول "أنت مخطئ محمود، لست السبب بشيء وأنت تعلم ذلك جيدا، أنت تعلم أني لم أحب سوى زوجتي ولم أشك يوما بمشاعر زوجتك فلا تحاسبني على شيء ليس لي دخل به"
لم يتراجع محمود وهو يقول "هل تظن أني أصدق إخلاصك لي ولزوجتك؟ كنت تصادق زينة ومعها العديد من النساء فما الذي تغير!؟"
ظلت صامتة بينما تسرب الغضب ليوسف وقال "ما تغير هو أني أنهيت علاقتي بزينة ثم تزوجت محمود وأصبح لي بيت وأسرة أردتها ولم أفكر يوما بخيانة زوجتي لا مع زوجة صديقي الوحيد ولا مع أي امرأة سواها وأنت أكثر الناس معرفة بي وتعلم جيدا أني توقفت عن ذلك ولو عرفت كل نساء الدنيا لن أنظر لزوجة صديقي الوحيد، أنت فقط تريد تصديق أن هدير امرأة مظلومة وأني أنا من دفعها لطريقي وخيانتك ولا تريد أن ترى حقيقة أنها هي من باعتك لأنها لم تحبك بأي يوم كفاك كذبا على نفسك وافتح عيونك وشاهد الحقيقة حقيقة زوجتك ال"
نهضت هي وهتفت "يوسف، كفى"
توقف هو عن الحديث ولكن ظل كلاهم ينظر للآخر بنظرات غاضبة وقوية حتى ابتعد محمود وقال "لا تظن أن كلماتك تغير أي شيء هي أخبرتني عن اتصالاتك بها وأنك من دفعها لطريقها، المحامي سيمر غدا على محاميك لإنهاء الأمر سأترك لك تحديد السعر"
ثم خرج دافعا الباب خلفه وابتعد يوسف وهو يشعل سيجارة فتحركت تجاهه وقالت "كنت قاسي معه"
لم ينظر لها وهو يقول "لابد أن يعيد له أحد صوابه الذي فقده بسبب تلك المرأة، أنا لم أهاتف هدير بأي يوم تلك الكاذبة فرقت بيننا"
وقفت أمامه وهو ينفث الدخان بعيدا وقالت "أعلم ولكن لا تنسى أنه كان يحبها لذا ألمه هو الذي يحركه، ألم فقدان من أحب وإيجاد الأسباب والاعذار لها كما أنه يرى ابنته التي أصبحت بلا أم، عليك أن ترفق به ولا تقسو عليه"
ظل ينظر لها للحظة ثم قال والغضب يتملكه وك-ن ذكريات أمه ترتد له "هل نذهب؟ لقد تأخرنا"
انتهوا من الطبيبة وظل صامتا طوال الطريق فنظرت له وقالت "هل ستعود معي؟"
عاد من صمته وقال "لا، لدي مواعيد عديدة اليوم"
قالت بجدية "إذن دع سيارتي تأخذني أريد شراء بعض الأشياء"
كانت ملامحه جامدة عندما التفتت لها وقال "ملاك لتعودي للمنزل أنتِ ما زلت ببداية الحمل وعليك بالراحة، إذا أردت شيء أخبريني وسأرسل من يحضره لك"
كان عصبي ومع ذلك قالت "لا تقلق أنا بخير أحمد بحاجة لأشياء كثيرة أريد أن أختارها أنا و"
قاطعها بحزم "ملاك أنت تسمعين لأي كلمة مما قلت؟ هل رحل عقلك أم أنكِ لا تريدين ذلك الطفل؟ لم تعودي طفلة صغيرة حتى أصحح لك تصرفاتك لن أترك عملي وأتولى رعايتك"
حدقت به بدون أي رد واختنقت الكلمات داخل حلقها وقاومت الدموع وهي تسحب بعض الكلمات بصعوبة لتقول "لا، لست بحاجة لتفعل، لقد استعدت عقلي"
وأبعدت وجهها عندما عم الصمت بينهما حتى وصلت السيارة البيت فنزلت دون أن تتحدث وهو أغمض عيونه ونفخ بقوة وهو يدرك أنه فقد أعصابه نتيجة غضبه من محمود وما كان منه والذكريات..
استسلمت للبكاء فترة ولكنها استعادت نفسها والتمست له العذر لأنه كان غاضب بسبب محمود وكلماته مما بث بها بعض الهدوء وجعلها تكمل يومها دون بكاء وإن شغلتها أعراض الحمل بعض الشيء
لم تتحرك للنافذة كعادتها عندما سمعت صوت سيارته تدخل مبكرا للفيلا بل ظلت جالسة بالفراش والهاتف بين يديها ولكن قلبها وعقلها كان معه هو وما سيكون بينهم
فزعت عندما فتح الباب فرفعت وجهها لتراه يدخل وهو يلتقي بعيونها وقد بدا الإرهاق على ملامحه، تحركت لتنهض وهو يقول "مساء الخير، ظننتك نائمة"
وقفت وقالت "لا، هل تناولت عشاءك؟"
وقف أمامها وكم تبدو قصيرة عندما يقترب منها هكذا، لم تنظر له وهو يقول "لا، لا أحب هذه النظرات"
أبعدت عيونها ولم ترد فرفع وجهها له ولم ترد أيضا فمرر يده على وجنتها وقال "تعلمين أني كنت غاضب"
ابتعدت من أمامه وقالت "سأجهز لك العشاء"
لم يوقفها وهي تخرج من الغرفة وتحاول إيقاف الدموع، أغمض عيونه وفك ربطة عنقه وهتف بضيق "كل ما عليك فعله أن تقول لها أنا آسف"
تحرك للحمام وظل قليلا تحت المياه وما زال ذهنه مشغول بصديق عمره الذي فقده بسبب امرأة غشاشة وخائنة مثل هدير، هل يمكن أن تتحول مشاعر المرأة هكذا بين ليلة وضحاها ولا فارق معها أن تفقد زوجها وتترك ابنتها دون أدني مشاعر؟ ولماذا يندهش وأمه فعلتها من قبل لذا الأمر يثير غضبه أكثر
أغلق الماء وارتدى روبه وخرج ليراها واقفة أمام النافذة وقد وضعت الطعام ولكنه أبعد المنشفة عن رأسه وتحرك تجاهها حتى وقف خلفها وقال "تقريبا كل ما أفعله معك أني أشعرك بالألم ثم أنطق بكلمة الأسف التافهة والتي لا تداوي أي ألم ولكني لا أملك سواها"
أبعدت وجهها وقالت "لا تفعل يوسف لست بحاجة لاعتذارك لقد انتهى الأمر"
تنفس بعمق ثم اقترب أكثر حتى كان عبيرها يتصاعد لأنفه وقال "ألا يمكن أن تتحملي غضبي؟"
عادت لترفع وجهها له وقالت "أنا أفعل لذا لا أريد اعتذارك"
لمس وجنتها بيده وقال "لكن نظراتك لا تخبرني بذلك"
أبعدت عيونها وقالت "ربما غضبت قليلا ولكن أعلم أن موضوع محمود يغضبك لذا"
ولم تكمل وقد تسربت الدموع لها غصبا ويده تتسرب لعنقها وهو يقول "يغضبني ويؤلمني ملاك، محمود كان صديقي الوحيد ولم أفكر يوما أن يبيعني من أجل امرأة خائنة"
نظرت له فبدت عيونه مظلمة فأكمل "الجنون يتملكني عندما أفكر لحظة أنكِ يمكن أن تهجريني بيوم ما وينتهي حبك لي، لا أتحمل تلك الفكرة ملاك تثير غضب الدنيا داخلي"
هزت رأسها بالنفي والدموع تهبط وقالت "الحب الحقيقي ليس له نهاية يوسف، كيف تفكر هكذا وأنت تعلم أني امتلكت فرص كثيرة لأرحل ولكني لم أفعل لأني لا أستطيع أن أعيش بدونك لحظة واحدة، أنا أحبك يوسف لم ولن أحب سواك ولو كنت أفكر بتركك لم أكن لأنجب أولاد أخرى وأربط حياتي بك أكثر من ذلك أنا لا أريد سواك العالم كله لا شيء بالنسبة لي طالما أنت معي"
جذبها له بقوة واحتضنها وقد هدأ قلبه القلق وربما نسى غضبه من صديق عمره أو التمس له العذر، همس "وأنا معكِ حبيبتي لآخر العمر فقط أحتاج لأن أسمع تلك الكلمات كي تمنحني القوة على مواجهة كل الصعوبات التي تواجهني"
أبعدها وأحاط وجهها براحتيه وقال "أحبك ملاك، أحبك بجنون ولا أتحمل أن أرى الحزن بعيونك بأي وقت خاصة لو كان بسببي"
وضعت يداها على يديه وقالت "أنت لم ولن تكون سبب حزني حبيبي فأنت السعادة والحب والحنان والأمان"
ابتسم وجذب وجهها ليقبلها بقوة وسعادة وهو يستعيد هدوء قلبه وسكينته لعودة السعادة لعيونها وذهاب الحزن منها
****
انبهرت بالفندق الجديد بالسخنة وبدا كقرية متكاملة وشعرت بالفخر بزوجها وهو يتحرك وسط رجاله ليشاهد كل شيء قبل الافتتاح وهي بجواره عندما أشار لها وقال "هذا للغطس ملاك بعد ولادتك سأحضرك كي نقوم به سويا"
ضحكت وقالت "وهل تظن أني أملك الجرأة على أن أفعل"
ابتسم وقال "ستفعلين معي، سمير هل وصل القائمين على الحفل؟"
أجاب سمير "نعم يا فندم، بالأمس وهم يجرون استعداداتهم بالجانب الغربي"
قال بهدوء "سأمر عليهم بعد الغداء، أريد رؤية المطاعم"
ساعدها على العودة وقالت "المكان رائع حبيبي"
ابتسم وقال "أفكارك تمنحني طرق جديدة"
تناولا الطعام بالمطعم وحدهم بالطبع وتحرك سمير له وقال "هل أعجبك الطعام سيد يوسف؟"
قال "ليس سيء، هل بدأ الضيوف بالوصول؟"
أجاب الرجل "ليس بعد، مواعيد الوصول تبدأ من بعد السادسة وسيكون الجميع بانتظارهم ومن التاسعة موعد أول فوج وسنفتح الحجز العادي"
هز رأسه وهو يشعل سيجارة وقال "تمام، شكرا سمير"
انحنى الرجل واستأذن بالانصراف فنظرت له وقالت "بسببك لم أنتقي فستان جديد"
لمعت عيونه من وراء الدخان وقال "لستِ بحاجة له سندريلا، بالتأكيد لن تفوتني مناسبة كهذه دون أن تكوني مليكتي"
ابتسمت وقالت "حقا؟"
ابتسم وقال "هل لديك شك؟"
قالت بحب "ولا ذرة واحدة حبيبي"
الفستان الأبيض الطويل كان رائع حقا لمع مع لون عيونها الزيتونية وبه ورود فضية تلمع وانساب الذيل خلفها متعرجا برقة جعلتها فاتنة حقا، وقد تولى المختص أمر شعرها القاتل ولم تكثر من الماكياج فبدت جميلة جمال هادئ وتدلى عقده الماسي على صدرها
عندما دخل التفتت له وقالت "تأخرت يوسف أين كنت؟"
نظر لها وهو يتقدم تجاهها وانحنى ليطبع قبلة على وجنتها وقال "كنت أستقبل بعض الشخصيات المعروفة، تبدين فاتنة كالعادة ملاك"
نظرت له وقالت "لماذا أبيض يوسف؟ أحب الأخضر"
وقف أمامها وقال "لأني لم أمنحه لكِ بيوم زواجنا ولم أمنحك أيضا حفل زفاف وتمنيت أن أراكِ به حبيبتي"
تراجعت وعيونها توقفت على عيونه وقالت "تعلم أني لا أريد أي شيء، يكفيني وجودك معي وأولادنا بيننا لا أريد أن أعود للخلف فقط مستقبلك ونجاحك واسمك هو ما أريده"
جذبها له واحتضنها وهو يقول "وأنا أريدك أنتِ فقط ملاك، أريد قلبك وحنانك"
هتفت "وأنا لك حبيبي"
أبعدها وقبلها برقة ثم تحرك لدولاب ملابسه وأخرج علبة ثم عاد لها وفتحها وهو يقول "فقط ينقص شيء واحد حبيبتي"
كانت الإسورة الماسية بالأقراط المشابهة تتألق أمامها وهو يخرج الإسورة ويضعها بيدها وهي تقول "هذا كثير يوسف"
قال وهو يمنحها الأقراط لتضعها وقال "نعم كثير، وجودك بحياتي كثير"
التفتت له وقالت "وجودي بحياتك هو أفضل شيء بحياتي أيها الأمير هيا لقد أعددت لك ملابسك أتمنى أن يعجبك ذوقي"
التفت للفراش وقال "هل فعلتِ؟ متى؟"
ضحكت وقالت "أخبرتك أنه سر"
ساعدته بارتداء الجاكيت والتفت لها وهو يغلقه وقال "ألم أخبرك أن وجودك بحياتي كثير علي"
كانت تضبط له ربطة عنقه وقالت "أحبك يوسف وأحمد الله على أنه اختارك لي"
ابتسم وأمسك يدها وقبلها وقال "وأنتِ أجمل هدية منحها الله لي"
****
كان الافتتاح رائع والحفل ضم الكثير من الشخصيات الهامة والمعروفة والفقرات كانت على أعلى مستوى كما كان البوفيه والجميع يتناول الطعام والتحلية والمشروبات وانضم النزلاء للحفل من الأجانب من كل الجنسيات..
تألقت بدور المضيفة بجواره وابتسامتها الرقيقة تعلو وجهها والكاميرات تحيطهم من كل مكان
بعد البوفيه عم الصمت عندما وقف بمنتصف قاعة الاحتفال وقال "شكرا لكل من ساهم معي لإنجاح هذا المشروع ليظهر بهذا الشكل المشرف، شكرا لكل الموجودين لوجودهم هنا الليلة واسمحوا لي أن أهدي شكر خاص لمن كانت معي بكل ما مررت به مؤخرا وكانت سببا في استعادتي لحريتي وكانت سندا لي بكل نجاح، زوجتي وملاكي الحارس"
دموع لمعت بعيونها وهي تمنحه نظرات الحب وهو يمد يده لها وتصفيق من الحاضرين فتحركت تجاهه ليأخذ بيدها ويقبلها ويكمل "شكرا حبيبتي لوجودك بحياتي"
أحاطها بذراعه وتوالت التهنئة وعادت فقرات الحفل حتى بدأ الجميع بالانصراف وقد تأخر الوقت، نظر سمير له وقال "هل تأمر بشيء سيد يوسف؟"
قال "لا سمير لا تنسى منح الجميع نصف شهر مكافأة لهذا الحفل"
ابتسم سمير وهي أيضا ثم قال سمير "بالتأكيد يا فندم، شكرا لك اسمح لي"
أحاطها بذراعه وقال "والآن كلي لك أميرتي ماذا تأمرين؟"
وضعت يدها حول خصره وقالت بسعادة "أريد رؤية الشروق يوسف لقد اقترب الوقت"
قبل جبينها وتحرك بها للشاطئ وخلعا الأحذية لتلمس الرمال أقدامهم وهتفت بسعادة وهي تتحرك لمياه البحر "المياه رائعة يوسف"
ابتسم لجنونها وهي لا تهتم بفستانها الذي ابتل من المياه وقال "حبيبتي ملابسك ستبتل"
أخذت تدفع المياه بقدمها وهي تهتف "لا أستطيع التوقف يوسف، أنا سعيدة جدا يوسف هيا تعالى و"
ولم تكمل وهي تشعر بألم كبير بصدرها جعلها تتوقف وهي تشعر بحريق يشتعل بجلدها وترنحت لتسمعه يهتف باسمها ويسرع ليتلقاها بين ذراعيه وهي تسقط بين المياه وهو يضمها له ويهتف
“ملاك، ملاك ماذا حدث؟"
انتبه للدماء التي طفت أمامه بين زبد البحر وأدرك ما كان عندما سمع ضحكات تتردد حوله وصوت وحيد يقول "هكذا تكتمل السعادة، كان لابد أن تدفعي ثمن ما فعلته بي أيتها اللعينة"
كان وحيد قد اقترب منهم والمسدس الذي أطلق منه الرصاصة ما زال بيده عندما ثار غضب يوسف فترك جسد زوجته التي كانت تقاوم الدوار الذي أصابها والألم الذي يحرق جسدها وانقض يوسف على وحيد الذي تفاجأ وهو يطلق رصاصة أخرى بينما سقط جسده تحت ثقل يوسف وسقط الاثنان على الرمال ولكمه يوسف بقوة بوجهه لكمة وراء الأخرى ولكن وحيد لكمه هو الآخر بقوة فتراجع جسد يوسف ولكمه وحيد مرة أخرى ولكن يوسف تفادى اللكمة وعاد يلكمه مرة أخرى ولكن وحيد دفع يوسف بعيدا ونهض الاثنان بسرعة ولم يمهل يوسف وحيد فرصة ليستعمل المسدس وهو يندفع تجاهه ويمسك يده بقوة وهو يهتف
“أيها القاتل الجبان، أنت من عليه أن يدفع الثمن، موت أختي وما فعلته بي وبزوجتي"
تمكن يوسف من أن يلوى يده ثم ذراعه فتألم وحيد وسقط المسدس من يده على الرمال وقد كان القمر بدر يضيء كل ما حولهم وأنوار الحفل ما زالت مضاءة والجسدان ملتحمان بقوة حتى ارتد يوسف من لكمة قوية من وحيد ارتد فيها يوسف للخلف ثم اعتدل وهجم مرة أخرى على وحيد وهو يحيطه بذراعه ليمنع عنه الهواء بقوة حاول وحيد أن يفلت ولكن قبضة يوسف كانت قوية ولم ينتبه يوسف ليد وحيد التي تسربت لجيبه ولا لتلك المطواة التي أخرجها وفتحها ثم دفعها بجانب يوسف الذي فلتت ذراعه من حول عنق وحيد الذي ترنح وهو يسعل ليستنشق الهواء وتراجع يوسف متألما من جرح جانبه وانحنى واضعا يده على الجرح ليرى الدماء تسيل منه عندما هتف وحيد
“هل ظننت أنك ستتمكن مني؟ أنا من لابد أن يقتلك أنت وهي كما دمرتم حياتي"
وتقدم مرة أخرى ولكن يوسف تحامل على نفسه وأمسك معصم وحيد الذي به المطواة ثم لكمه بيده الأخرى ببطنه لينحني وحيد دون أن يترك المطواة وعاد يوسف يلكمه بقوة بوجهه مرة وراء الأخرى حتى سقط وحيد جاذب يوسف فوقه وما زال السلاح بيده وتدحرج الاثنان على الرمال ووحيد يحاول تخليص نفسه من يوسف بينما يوسف يحاول نزع السكين من يده ولكن وحيد ظل متمسكا بها حتى استغل فرصة سائغة ودفع يده بجرح يوسف بقوة فصرخ الأخير متألما وتراجع من الألم وقد فلتت يد وحيد منه فلكمه بقوة ليتراجع يوسف على الرمال واعتدل وحيد ليرفع السكين ويهتف بقوة وغضب
“لتمت وتنتهي من حياتي"
ورفع يده بالمطواة وانهال بها على جسد يوسف المتألم من جرحه العميق
يتبع..

بريئة    بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن