الفصل الرابع

9.8K 236 2
                                    

الفصل الرابع
وتمنت لو كانت صبيا! لكانت حطمت وجه هذا الدخيل! أضافت وهي ترتجف.
"أنا أمنعك من بيع المنزل له! سنجد شار آخر..". خرق شعاع من الشفقة
عيني نيل الفولاذية لكنه إستعاد شخصيته الحقيقية وقال.
"بإمكاني الإنسحاب إذا كنتما ترغبان بالنقاش". ‏"إجلس أرجوك" إعترضت الوالدة.
"أما أنت، يا عزيزتي، فاهدأي، أرجوك".جلست الفتاة وحبست دموعها، يبدو أن والدتها
فكرت جيدا بقرارها أثناء وجودها لوحدها. جلس نيل على كنبة، فأسرع بوبي يتمدد تحت
قدميه، فقال نيل وهو يداعب رأس الكلب. "لنتكلم عن مسكنكم الجديد. لقد كلمتني عن
منزل يقع في آخر البستان". ‏"هذا صحيح، سنفتح له بابا من جهة الطريق".
أجابته السيدة ماكاي. "كما تشائين، سيدتي، لكن لا أمانع من استعمالكم البستان،
كما أني أصر على متابعتك عملك في المشغل".‏
"أنت.. لطيف جدا" أجابته الوالدة بدهشة.‏"هل أنت متأكد من..".
‏"بالتأكيد، بإمكاننا أيضا أن نفتح بابا لمرسمك من الشرفة كي لا يزعجك نزلاء الفندق".
‏"أكون ممتأنة لك جدا. للحقيقة، لن يكون لدي مكان لرسم في منزلنا الجديد.."
‏"بالمناسبة سيدتي، متى يمكنني أن رؤية الجزيرة؟". ‏"ماذا، أمي! تريدين أن تبيعه
الجزيرة أيضا". سألتها الفتاة بذهول. "إنها تابعة للقصر, وأنت تعلمين ذلك جيدا على
كل حال ماذا سنفعل بها؟". "أنا أذهب إليها دائما. كما وأنك تحبين أن ترسمي هناك..".
"لن يعترض السيد ماكبان بالتأكيد على ذهابنا إليها. يا عزيزتي".
"طبعا, سيدتي" قال نيل مبتسما. "ربما أستطيع إصلاح المنزل الصغير الموجود فيها..".
أضاف وهو ينظر إلى اليزون بسخرية. "أن اؤجره لأزواج يقضون شهر العسل..".
فكرة رائعة! ستصحبك ابنتي بعد الظهر". "إنه يعرف الطريق, أليس كذلك, أيها السيد؟".
سألته اليزون بجفاف مع أنها تعلم أن هذا قلة تهذيب من ناحيتها.
"أفضل أن ترافقيني" أجابها بهدوء "لا أريد أن أفسد مركبك".
"حسنا. سأرافقك" قبلت الفتاة أما نظرات اللوم في عيني والدتها.
"والآن اعذرني" أسرعت إلى المطبخ لتشكوهما لجسي. يبدو أنه والدتها تقف إلى جانب عدوها!.
بعد الظهر, جلست اليزون في مقدمة المركب الصغير تنظر إلى منزل العائلة يختفي تدريجيا
في البعيد. وكان نيل ماكبان قد عاد بعد الغداء وقد إعترفت بأنه أجمل رجل عرفته لأنه
بالفعل كان وسيما وجذابا. بعد قليل من الوقت, وصلا إلى الجزيرة الصغيرة في مساحتها
والمغطاة, بالأشجار والأعشاب قطعت اليزون المحرك ونزلت إلى الأرض. فساعدها نيل بربط
حبل المركب. لم يكن يسمع في هذا المكان سوى زقزقة العصافير.
"يا له من مكان رائع!" قال نيل بإعجاب. "ماذا ترغب أن ترى أولا؟".
"المنزل الصغير". "حسنا كما تشاء". "أيمكنني مساعدتك في تسلق الصخور؟".
"أنا كبيرة, ولست بحاجة لمساعدتك" أجابته دون أن تحاول إخفاء حقدها.
"اسمعي, لا تعتقدي أن تصرفك الطفولي هذا ستجعلينني أعود عن قراري بشراء روشبرين بل
على العكس, كلما كنت فظة معي, كلما ازدت إصرارا".
"لأنك أتخذت قرارك منذ عدة سنوات. للحقيقة, بشرائك روشبرين أنت لا تبحث إلا سوى
عن الانتقام!".
"عما تتكلمين؟"
. "لا تتظاهر بالبرءة. ذاكرتي جيدة".
"أوضحي أكثر,أرجوك". ذكرته الفتاة بكلماته الأخيرة التي قالها في الغابة
قبل تسعة أعوام. "أتعتقدين أن بعض الكلمات التي تلفظت بها بساعة غضب تدفعني لتغيير
مجرى حياتي؟ يبدو أنك أكثر غباء مما كنت أعتقد!".
زاد غضب اليزون وتابعت تسلق الصخور.
هذا الرجل الذي كان متعجرفا واثقا جدا من نفسه, أصبح أنيقا وثريا..
نجح في كسب اعجاب والدتها و.. بوبي أيضا. وقد كسب محبة جسي أيضا.. يبقى امامها "ميغ"
صديقتها الحميمة التي تقيم في انفرنيس, لكنها هل ستفهم مشاعرها نحو نيل والنزاع الذي
فرق العائلتين؟ لا أحد يفهم يفهم مشاعرها إلا شقيقها أليك. لكنه يعيش في كندا مع زوجته
وأولاده الثلاثة ولا يستطيع مساعدتها الآن..
بينما هي تحاول البحث عن فجوة تضع قدمها فيها, تحرك حجر تحتها. فالتفت على الفور
لتحذر رفيقها, لكن كان قد فات الآوان, وقد وقع حجر على يده وسال منها الدم.
عندما وصلت إلى الأعلى, مدت يدها لتساعده على تسلق الأمتار الأخيرة, لكنه رفض مساعدتها
ووصل إلى مستواها وهناك تناول منديله وربط الجرح. "أنا آسفة, لم أفعل ذلك عمدا".
"أقسم أنك تعمدت ذلك" ثم ودون أن يضيف أية كلمة. تبعته اليزون وهي آسفة جدا لأنها جرحته
دون قصد. "كان ذلك حادثا, اؤكد لك, كيف يمكنك أن تتصور أنني..".
"أنت تتسلقين هذه الصخور منذ طفولتك" قاطعها بحدة. "وتعلمين بأن هذه الجحارة تتحرك
في أماكنها بسهولة ولكنك تجاهلت الحذر الضروري وتسلقت بسرعة كالطفلة في الخامسة فقط".
"بما أنك ذكي لهذه الدرجة, لماذا لم تنتظر حتى أصل إلى القمة قبل أن تتسلق بدورك؟".
"برؤيتك بهذا الطيش, خشيت ان تقعي. ولهذا فضلت اللحاق بك عن قرب".
"ألم تكون لتفرح لو سقطت انا في الفراغ" سالته بسخرية.
"لا أنوي الحاق الأذى بك,
لكنني أريد فقط شراء منزلكم" أجابها بهدوء يثير القلق, وشحب وجهه فجاة أهذا بسبب الألام
أم الغضب؟."أتفضل أن تؤجل زيارتك للجزيرة للغد؟". "لا ضرورة لذلك" وإتجه نحو المنزل
الحجري دار حوله ببطء قبل أن يدخله.

روايات عبير : قد تحدث معجزهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن