" هَاوِية الوَاقِع "

347 15 13
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

برحيل " ماجد " عاد الهدوء لحياتي واستعدت روتيني اليومي المعتاد بين زيارات " عواد " الصباحية التي يجلب فيها ولائمه المتنوعة من البيض وليالي العزلة والخلوة بين قراءة وكتابة في تلك الفترة عدت لإكمال مذكراتي وتدوين ما استجد من فصول حياتي....

لا لغرض محدد لكني وجدت حاجة لترك إرث من نوع آخر....

إرث مخطوط على الورق.

ربما السكينة التي كنت أعيشها تلك الفترة حفزتني على العودة للتدوين الذي هجرته منذ سنوات عديدة بسبب ريشة " عمار " الثقيلة.

علاقتي بالعالم الآخر في تلك الفترة حُصرت بالجن فقط وبشكل محدود جدًّا.

سخرتهم لأغراض بسيطة مثل جلب الأحجار اللازمة لصنع خواتم جديدة أو تدريب المزيد من " المندسين " بمراقبتي طيلة اليوم حتى يكونوا أكثر إقناعًا وواقعية في تشكلهم ليتمكنوا مثلًا من زيارة أمي وكذلك نشر عدد منهم حول أركان المنزل الخارجية كمستطلعين فأنا كنت وما زلت هدفًا مغريًا للكثير من السحرة والدجالين خاصة الجدد منهم والذين يريدون إثبات أنفسهم في مهنتهم الجديدة بالتعرض " للمعالج الأكبر " كما أطلق عليّ وقتها من باب التندر.

أمر آخر كان يحدث وبشكل متكرر على مدى شهر منذ رحيل " ماجد " وهو أني تلقيت عدة اتصالات من " هاجر " على أوقات متفرقة خلال اليوم....

تجاهلتها جميعًا بالرغم من أنها تُلحقها بعدد من الرسائل النصية والصوتية التي لم أفتح أيًّا منها.

كان بإمكاني أن أقوم بحظر رقمها والتخلص من إزعاجها المتكرر....

لكني لم أفعل.

وفي الحقيقية لم أعرف السبب لعدم قيامي بذلك.

نزلت صباح أحد الأيام للطابق السفلي متوجهًا لـ " مجلس الدروس " لأجد " عواد " قد سبقني إليه باستخدام مفتاحه الخاص الذي أعطيته إياه بعد خلو المنزل من قاطنيه لاستخدامه في حالات الطوارئ.

دخلت عليه لأجده قد افترش الأرض ومندمجًا في ترتيب مائدة إفطار صغيرة فقلت له:

ما الأمر يا " عواد "؟....

هل هناك شيء؟

" عواد " وهو مستمر في توزيع الأطباق على السفرة البلاستيكية:

لا أبدًا أتيت لنتناول الإفطار معًا.

ولمَ لم تتصل بي كالعادة لأفتح لك الباب وتُعلمني بقدومك؟

" عواد ":

خوف 3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن