" رُضَابُ العَقرَبة "

461 18 8
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

بعد استيقاظي من نومي العميق خلعت خاتميّ وأعدتهما لمكانهما واستحممت وبدلت ملابسي وأعددت لنفسي قهوة سوداء وسحبت كتابًا من الرف المستقر فوق فراشي الأرضي وبقيت أقرأ حتى قاربت الساعة التاسعة مساءً فأغلقت الكتاب وأعدته لمكانه ونزلت للطابق الأرضي وتوجهت مباشرة لـ " مجلس الدروس " لأجد " ماجد " يجلس وبجانبه فتاة لم تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها تلبس الكثير من الحلي واستغربت في بادئ الأمر من صغر سنها والتفاوت العمري بينهما لكني لم أناقش ذلك معهما وجلست في المكان المخصص لي في صدر المجلس أراقبهما بصمت.

نظرات الفتاة كانت حادة وثاقبة ولم يبدُ عليها التوتر أو الخجل فقد كانت واثقة من نفسها لدرجة فاقت الحاجة استغللت فترة الصمت تلك في تفحص هالتها والتي كانت فوق المتوسطة لكن مدمرة بالكامل وهذا أول عائق سيقف أمامها لتصبح أحد تلاميذي لكن ومع ذلك لم أتسرع بالحكم عليها فالهالة المدمرة يمكن ترميمها لكن ما أثار فضولي وقتها هو سبب وصولها لتلك الحالة.

بعد برهة من الهدوء تحدث " ماجد " وقال:

هذه " هاجر " يا معلمي....

التي حدثتك عنها....

انزعي حليك....

نزعت الفتاة أقراطها وخواتمها وسلسالًا تدلى من عنقها بعد ما أمعنت فيها لثوانٍ قلت:

حسنًا....

سنقبلها.

استغرب " ماجد " من موافقتي السريعة وقال بوجه بوجه متفاجئ:

ألا تريد توجيه بعض الأسئلة لها قبلها؟

ألا ترى أنت أنها مناسبة؟

" ماجد ":

بلى لكن....

إذًا سوف نثق باختيارك ونبدأ المرحلة المتقدمة منذ اليوم....

" هاجر ":

أنا لدي بعض الأسئلة....

" ماجد " بنبرة مكبوتة خالطها بعض السخط:

المعلم هو فقط من يسأل ونحن من نجيب!

"هاجر ":

ولمَ لا يحق لي السؤال؟....

كيف سنتعلم إذًا؟

" ماجد ":

كل شيء وله وقته!....

خوف 3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن