6

36 10 3
                                    

البارت السادس من رحلة "عهد الغياهب" ✨

*لم يتم التدقيق
______

بعد أن غادر آران قاعة الطعام، سار بخطوات سريعة تتخللها حالة من الفوضى، عيونه تائهة بين الممرات التي تبدو وكأنها تمتد بلا نهاية. كان يحاول جاهداً أن يتذكر طريقه إلى غرفته، لكن الغضب والاضطراب الذي كان يشعر به جعله يفقد تركيزه. الجدران من حوله بدت متشابهة، والممرات كلها متماثلة، فكان من المستحيل تقريباً تحديد الاتجاه الصحيح.

مع مرور الوقت وزيادة شعوره بالتيه، تباطأت خطواته تدريجياً حتى توقف تماماً. شعر بالإرهاق الجسدي والنفسي يزحف عليه بثقل. كان كل عضلة في جسده مرهقة، وكل نفس يأخذه يبدو وكأنه يحمل معه المزيد من الضعف. بدون أن يشعر، وجد نفسه جالساً على إحدى السلالم الباردة، منخفضٍ برأسه بين يديه، محاولاً استجماع شتات نفسه.

نظر حوله بإرهاق، لكنه لم يستطع أن يتبين أي علامات تدله على مكانه. كانت الممرات صامتة تماماً، وخالية من أي حركة، وكأنها تعكس حالته الداخلية... متاهة لا مخرج منها.

كانت المشاعر تضرب بقوة داخله، وكأنها أمواج عاتية تتصارع في صدره، ثقيلة لا تستطيع قدماه الضعيفتان حملها. جسده الذي لم يعد يحتمل، كان يرتجف بقوة، ارتعاشاته تفضح ما في داخله من انهيار داخلي. إنكمش على نفسه، خافضاً رأسه واضع يديه بين ركبتيه بتعب شديد، وكأن هذا الوضع البسيط هو كل ما بقي له ليتمسك ببعض الثبات.

 إنكمش على نفسه، خافضاً رأسه واضع يديه بين ركبتيه بتعب شديد، وكأن هذا الوضع البسيط هو كل ما بقي له ليتمسك ببعض الثبات

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أنفاسه كانت مضطربة وثقيلة، كل زفير وكأنه يعبر عن عبء جديد يضاف إلى كتفيه المنحنية. مع كل نبضة قلب كان يشعر بأنها تُسمع بوضوح في صمت الممرات الممتدة أمامه، وكأن الصدى يرددها في الأجواء الهادئة المحيطة به. كانت تلك النبضات تعكس توتره وقلقه المتزايد، تتسارع وتخفق مع كل لحظة تمر وهو مستغرق في هذا الهدوء العميق والمخيف الذي يحيط به من كل جانب.

المكان حوله كان شاسعاً وفارغاً، لكنه يشعر بثقل الصمت الذي يضغط عليه، وكأنه تجلى بشموخ، يحاصر آران في قلب دوامة من الوحدة والضياع.

عهد الغياهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن