سمعت مرة أن الناس يتغيرون مع مرور الوقت. ربما يُقال ذلك كثيرًا ليعطي الأمل لمن يحاولون الهروب من ذواتهم القديمة. لكني أقولها بكل صراحة: إنها كذبة.
الحقيقة أننا لا نتغير. نحن فقط نحاول إقناع أنفسنا بأننا فعلنا، ولكن يبقى هناك شتات من ماضينا لا يختفي. دائمًا ما تلاحقنا تلك الأجزاء المفقودة، النقص الذي نحمله في داخلنا مهما حاولنا الهروب منه.
حتى عندما نقول لأنفسنا أننا أصبحنا أشخاصًا جددًا، نبدأ صفحة جديدة، نعود في النهاية إلى النقطة التي بدأنا منها. هل هو أمر جيد؟ لا أستطيع أن أقول ذلك، لكن مجرد التفكير في هذا يُتعبني. الطريقة التي أحاول بها أن أبدو شخصًا جيدًا، رغم أنني أعلم بداخلي أنني لست كذلك. الطريقة التي أستمر بها في المحاولة، بينما الجميع يقول لي أنني بخير، وأنني سأكون كذلك.
ولكن عندما أكون وحدي... لا أشعر بذلك أبدًا.
هل المشكلة فيّ؟ ربما.
الجميع يُخطئ، صحيح؟ ربما.
تنهدت، بينما أرجعت رأسي للخلف وأحسست بألم يسري في ظهري. كل جزء مني يصرخ لأعود إلى سريري وأستسلم للنوم، لكنني، كعادتي، أعاند. ارتديت سترة قطنية ثقيلة لأن البرد كان شديدًا. الشتاء حلّ سريعًا هذا العام، ومع كل شتاء، أزداد يقينًا بأنني شخص صيفي.
لا أقول أنني أكره الشتاء، لكنه ليس مفضلي. الصيف يناسبني أكثر، البحر، الرطوبة، تلك اللحظات التي قضيتها مع الرفاق على الشاطئ لعشر سنوات. الآن، بعدما تفرق كل منا في طريقه، أجد صعوبة في التأقلم مع الوحدة.
اخترت شقة بعيدة عن وسط المدينة، ربما تبعد حوالي ربع ساعة بالدراجة النارية، عندما لا تكون هناك زحمة سير بالطبع. أردت أن أبتعد، أن أجد مكانًا هادئًا لأعيد اكتشاف نفسي. لكن في كل مرة أجدني أعود إلى نفس المجمع الذي عشت فيه مع أكسيل والفريق القديم.
اشتقت لأكسيل، لطريقته الحازمة في إعطاء الأوامر، واشتقت لتشان، كيف كانت تمزح حول أن جسدي يشبه لوحة فنية تنتظر أن تزينها بوشم جديد. اشتقت لمشاجرات غايتو وتشان التي تبدأ على أشياء تافهة، ولنيكولا وكيف كانت ترد علينا بردود حادة كالنار.
أنت تقرأ
BIKER.
Historia Cortaجي هون، هاكر انسلخ عن عالم الفساد، لم يعرف في حياته سوى صخب المحركات.. دراجته النارية كانت ملاذه الوحيد من ماضٍ يطارده. على الجانب الآخر، إيلاي، الفتاة البَكماء التي يحمل صمتها عاصفة، تختبئ خلف قناع الشابة البريئة لتعيش حياة سرية في ظلام سباقات الد...