بين إغواء المجهول وثقل القرار

876 28 12
                                    

***

أهلاً بك مجدداً..

نمضي بالحياة دون علم بالمستقبل, وربما في بعض الأحيان نقوم بالتخطيط للمستقبل لكن الكون يكون لهُ رأي آخر!.
فهو بدوره لا يكف عن وضع الإختبارات أمامك, مُختبراً بذالك نسبة رغبتك بالعيش والإستمرارية, هنالك من يتفاعل مع صوادفُ الكون وهنالك من لا يتفاعل معها.

في الحالة الأولى تكونُ هنالك رغّبةً للعيش والإستمرارية. فطالما تفاعلت مع ما يُحدث  أمامك تُصنف بذلك أنك على قيّد الحياة. لكن على أي مستوى أو تقدير؟ هذه النتيجه يضّعها لك الكون بناءً على ما يراهُ مناسباً لمستوى تفاعلك!.
وفي  الحالة الثانية. وإن لم يّكُن هنالك تفاعل تجاه ما يضعه الكون أمامك, تُصنف من فئة الأموات السائرون فوق هذه الأرض! أي انك على قيد الحياه لكن جسدياً فقط! اما من ناحية المشاعر والرغبه والإقبال على الحياة تُعتبر ميتاً!
هذا هو "الإكتئاب" تتعدد أسبابه وكذلك ما أدى لإصابتِك به.. لكن بنهاية المطاف أنت مُصاب وأنت لست على "قيد الحياه".
فترفض التفاعل مع جميع صوادف الكون وتُفضل أن تبقى مُشاهداً دون حِراك جسدي او مشاعري وفي بعض الحالات لا تُكلف على نفسك حتى عناء التفكير!
في هذه الحاله تُعتبر حالتك هي "إكتئاب حاد"! فنسبة تفاعلك وتأثرك وحركتك هي "صفر".
فأنتَ ترى فقط! لا يؤثر ما يحدث من الكون أمامك بشخصيتك أو نفسيتك!

ما يؤثر عليك هو شيءً واحداً فقط! سبب إكتئابك!
فتجدك تتأثر بطريقة شديدة شعورياً وتتحرك من مكانك وتتفاعل مع الموقف أمامك جسدياً..
لكن ليس اي موقف! بل الموقف الذي يكون به "سبب إصابتك بهذا الإكتئاب اولاً"!!.
شَخصاُ كان او موقف او حتى مكان! تتأثر بشدة وتنفعل.
هنا تعود للحياة مُجدداً وما ان تتفاعل تُصبح بقائمة الكون ضّمن الأحياء.

ذلك الموقف أو الشخص الذي استطاع التأثير بك حين إصابتك بالإكتئاب هو بالغالب سبب شِفائك إنّ كُنت تبحث عن علاج. وهو ليس بالغالب بل بالتأكيد!
إجلس جلسةً هادئة مع نفسك وتفَكر.. ما هو آخر شيء تفاعلت معه وشعرت بتأثيره عليك؟
نعم هو هذا.. هذا الأمر الذي تحتاج على العمل عليه. تحتاج للتشافي من هذه النقطة ايَ كانت. موقف, شخص, مكان.
يُقال دائماُ "لن تُشفى بنفس البيئة التي أمرضتك".
وهذا صحيح! فأنت لن تُشفى بذات المكان الذي كان سبب شقائك! لكن سُتشفى بإستحضار هذا المكان ذهنياً بخيالك والبدء بالتشافي أيً كانت الطريقة.. يلجأ البعض للتأمل ثم إستحضار الموقف ذهنياً ثم تغيير مُجريات الأحداث بخيالك للطريقة التي تُرضيك.. مره تلو الأخرى, يوماً بعد يوم إلى أن تُشفى تماماً.
ربما تراها طريقة بدائية أو لا تُجدي نفعاً لكن بالحقيقة هي الأكثر فعالية. ومع مرور الوقت وبالتكرار تجد الكون يتفاعل معك بتغيير الأحداث "لصالحك!!".
هل تتذكر حين تحدثتُ سابقاً بأحد فصول هذه الرواية عن الأفكار وأنك أنت المُتحكم الوحيد بهذا الكون "بعقلك" ومدى تأثيرهُ على واقعك؟

أذكُرنّي لامعاً.. حين كُنّا معاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن