كسر الروح2: مغامرة تحت الأضواء

660 20 90
                                    

كسر الروح.. دعنا نقول أنهُ اول ما يُشكل الحواجز التي توضع بين الطرفين.
‎فالخلافات رُبما تعودُ بعدها المياه لمجاريها. والإنفصال كذلك, أمراً وارد أن تحدث بعده عوده.

‎بخلاف كسر الروح.. فهي هبة الخالق في جسد معدم.
‎يُقال في ثقافات وديانات أخرى, ان الروح لا تفنى وانها تعيشُ حياوات مُختلفة وتتناقل في أجساد أخرى بحياة مُختلفه عند موت صاحبها.
فما أن يُكسر او يجرح بها شيء. يستمر تأثير هذا الكسر والجرح للحياة الأخرى, والتي تليها.
مهما كانت البيئة والأحداث والقدر للجسد الجديد والحياة الجديدة. إلا ان تأثير الكسر يبقى مُستمراً.

شيء غير مؤكد!!.فلا دليل قطعي على حدوث هذه النظرية فعلاً. لكن تبقى مُقنعة وامراً وارد.
الكثير من الظواهر تحدث بحياتنا تجعلنا نتفكر بإحتمالية الصحة لهذه النظرية, كالديجافو مثلا!. او الفوبيا غير المبررة!. او حتى إكتساب المهارات تلقائياً!!. كذلك الشعور بالإنتماء لمكان مُعين او ثقافة معينة مُختلفة تماماً عن ما وّلدت فيه!. او حتى ذكريات حياة سابقة بتفاصيل دقيقة رُبما يُثرثرُ بها الشخص بتفاصيل ودقة لا مُتناهية (يفعل هذا, الأطفال غالباً)!.

أما من الناحية الدينية وبعيداً عن الظواهر الكونية, حديث الرسول: "الأرواح جنودٌ مُجنَّدةٌ.", فهو يُخبرنا بأن "ما تعارف منها ائتلف"!. اين تعارفت الأرواح.!؟

على كل حال..
تخيل أن يقوم أحدهم بكسر روحك للحد الذي تتأثر به بطريقة أبدية!!. شيءٌ شنيع!.

‎يجلس ياسر مع والده ووالدته بعد العودة من عمله, يشكرُ والدته على الطعام الشهي الذي قامت بإعداده ويُثني عليها.

-عقبال ما تآكل من يد مرتك يا ولدي.
يضحك ياسر على ما قالته ليُجيبها قائلاً "إن شاء الله". فتُتابع حديثها قائلةً:
-ما ودك اشوف لك بنت الحلال؟..
امورك صارت زينة ومستقرة ومو قاصرك شيء.
-بدري يمّه..
‎خلني اتهنى براتبي..
‎القروض ملحوق عليها.

‎تدخل نجلاء بعد ان عادت من عملها اخيراً. تتحدث
بتذّمر عن نصاب الحصص الذي كُلفت به بجدولها الإسبوعي طيلة هذه السنة. وتتناقش مع ياسر عن امور العمل.

- "إيش قاعد تسوي."؟.
رسالة نصية يتلاقها المعلم ياسر. يراها فيبتسم.

يرد عليها قائلاً:
‎- "قاعد مع أهلي, نسولف وكذا."
ثم يتبعها برسالة أخرى:
‎- "لو تشوف الإبتسامة اللي ابتسمتها أول ما قرأت رسالتك!.".

‎اقرأ ما كتبهُ مُبتسماً.. لأرد عليهِ قائلاً:
‎- "آسف, حسبتك فاضي.. نتكلم بوقت ثاني تكون فاضي فيه.".

‎يرنّ هاتفي بعدها مُباشرةً.
‎-مرحبا.
‎-يا هلا.
‎-كيفك.
‎-تمام الحمدلله انت كيفك.
‎-الحمدلله تمام..
‎آسف والله ما دريت إنك مع اهلك..
‎حتى تويّ كنت أرسل لك الكلام ذا برسالة.
‎-لا عادي, وش دعوة!!..

أذكُرنّي لامعاً.. حين كُنّا معاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن