توأم الروح: وعد تحت ضوء القمر ١

277 23 119
                                    

***

هل صادف وان أّوجد الكون بطريقك شخص تشعر كما لو كان تم تفصيلهُ تماماً على ما تألفهُ روحك؟
اقصد بذلك، شخص تراه فتشعر معهُ بالألفة وتستأنس بوجوده دون أي حواجز كما لو كنت أمام مرآتك.
أو دعنا نقول، شخص تراهُ نفسك.
نسختك التي تتمنى أن تكون عليها! نسختك التي سعيّت حالماً بأن تصلّ لها.

حسناً، إن حصل ذلك لك فأنت محظوظ. محظوظاً جداً.
وإن لم تُصادف هذا الشخص، تأكد أن الكون سوف يسوقهُ لك عاجلاً أم آجل.

بالمناسبة، هذا الشخص يُسمى "تؤام الروح".

بعد مساءٍ جميل أمضيناهُ سويةً، دون سابق إصرار أو تخطيط. على شاطئ البحر وأمام "أبراج سارة" تماماً.
باحَ كلاً منا بشعورهِ.
وبين جدٍ ومَزِح، مضى الوقتُ دون أن نشعر، حتى أن موعدَ العودة للمنزل قد فات!

لِمَ لا! فالمكانُ هادئً جداً. لا يوجد على الشاطئ سوى عدد بسيط من السيارات المتباعدة.
كذلك الجُّلاس على الشاطئ، يُعدُ جميعهم على أصابِع اليدِّ الواحدة. فَلِمَ لا! طالما أن الحديثُ شيّق ولا تشعر بالكفاية منه!

بعد أن قام ياسر بتعديل طريقة جلوسهِ مُتكئاً على المسند ذاته، يُقربُ رأسهُ بجانب رأسي. فأقول:
-يلا... كويس كل واحد قال اللي بخاطره.

مضى على وقت عودتي للمنزل، أكثر من النصف ساعة! فيقول وهو ينظرُّ لي:
-مشينا؟
-مشينا.

ما أن أُديرَ وجهي. وبلحظةٍ كما لو كانت حُلماً يُمسكُ ذقني بيده!
أسفلَ شفتيّ تماماً، ثُم يُوجهُ رأسي نحوهُ مُجدداً.
ينظّر لي مُتأملاً ثم يقتربُ منيّ بكُل هدوء. يَميلُ برأسهُ مُقترباً بشفتيّهِ من شَفتايّ.
وها هي الشفتين الآن، تنجذبُ أخيراً لتلامس بعضهم.

لكن وكالعادة يرنُّ هاتفه فجأة!
وما هو الآن وعلى غير العادة!
تتلمسُ يدهُ بجيبه، مستمراً بتقبيلي. يُمسك بهاتفه أخيراً رافضاً المكالمة التي وردته. مُكملاً ما بدأه.
-الآن مو وقت جوال.

دون شعوراً مني أُبادلهُ القُبل. تبتلُ شفتينا مُلتصقةً ببعضها البعض. وبعدَ مُدّةٍ من التقبيل; يتجرأ أخيراً بعد أن فتحتُ فمي لالتقاط أنفاسي. يُغلقُ شفتيه على شفاهي السفلية ويبدأُ بتذوقها بكُل هدوء.
أنفاسناً أشتمها كما لو كانت رائحةُ فُلٍ، تطغى عليها حرارةً من شدة التّوقِ واللهفة.

يتحسس بيده ذقني بينما نُقبلُ بعضنا، إلى أن يُغمضَ عينيه. فأُغمضُ عيني كذلك.
كان الشعور طاغياً دون الحاجةِ للمشاهدة والنظر.
يده خلف رأسي يُدخلها بشعري وأخيراً ينزلُ بشفتيه نحو عُنقي.

وبحنان تام ينظر لكلتا الشامتين بعُنقي، أنفاسهُ أشعر بحرارتها من شدة قُربهِ منه. وبشفتيه المبتلة يبدأ بتقبيل كُلُ شامةٍ على حدى. يجوبُ بأنفهِ في عُنقي.
وعلى حيّنِ غَفلةً! وعندما أغمّضتُ عيني، ها أنا أتجرأُ أخيراً!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 5 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أذكُرنّي لامعاً.. حين كُنّا معاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن