ما وراء الكهف...؟

الخاتمة

ولقد رأيتُكَ في منامي ليلةً
فنسيتُ ما قد كان من أحزانِ
وحسبتُ نومي في حضورك يقظةً
حتى أفقتُ على فراقٍ ثانٍ
لو كنت أعلم أن الحلم يجمعُنا
لأغمضتُ طول الدهر أجفاني.

________________

بعد مرور ثلاثة أشهر، و بعد ان رفضت عرض الزواج من الملك، و قررت الابتعاد عن اصدقائها في لحظة غضب، ها هي الآن واقفة أمام المرآة تنظر الى نفسها برضى و انبهار بفستان زفافها الذي كان أبيض اللون طويلا يلامس الأرض، يعكس الذوق الملكي الراقي، كان مصنوعا من القماش الفاخر و هو الحرير يزينه تطريز معقد من الخيوط الذهبية و الفضية، كان الفستان يتميز بتصميم ذو طابع أنيق لكن مبهر، مع ياقة مرتفعة و أكمام طويلة.

كما كانت ترتدي تاجا فاخرا يزينه الأحجار الكريمة من الماس و الياقوت، و شعرها كان يجمع بشكل أنيق من خيوط اللؤلؤ

و جانبها كل من أنابيل و آدا التي هتفت بحماس:

-" جميلة للغاية، الملك سينبهر بك "

وافقتها أنابيل بقولها بنبرة سعيدة:

-" مذهلة حقا، تستحقين لقب الملكة، آرثر محظوظ
  بك "

اقتربت منهما بعيون تلتمع بالدموع:

-" انا حقا محظوظة بكما،شكرا لأنكما في حياتي لم
  تتركماني "

خرجا من احضانها و مسحت أنابيل عيونها بإبهامها و قالت بصدق:

-" شكرا لك أنتِ لأنك سامحتنا و لم تتركينا، نحن حقا
  سعيدين و انتِ معنا "

ابتسمت لها و رجعت بتفكيرها يوم كانت في الحديقة

" لا أعلم حقا مالذي أريده، احيانا افكر في العودة و الرجوع لأهلي، لكن اخاف من الخسارة، لو رجعت سأربح أهلي و اخسركم جميعا، لا انكر غضبي منهم لكني اعلم انهم يحبوني و لم يخبروني لمصلحتي، لكني شعرت بعدم ثقتهم بقدرتي على تجاوز كل شيء، انا غاضبة اكثر من آرثر فعلته حطمتني كان أناني و لم يفكر بي او بعائلتي لكني أعلم بحبه لي احساسي لا يخيبني و نظرات عينيه دوما ما تخبرني بحبه لي، لا أعلم حقا لو بقيت هنا هنالك فرصة للقائي بأمي و ابي و اخوتي و مجيئهم الى هنا، انا حقا مشوشة "

كانت كل من صديقتيها يستمعان لها بهدوء يعلمون بحيرتها لكنهما تركاها تفضفض بما يثقل صدرها و حتى يستمع لها الواقف وراءهن بعدما شعرن بوجوده، لاحظت صمتهم الذي طال كما شعرت برائحة تعرفها جيدا تحوم حولها و ما أكدها وقوف كل من صديقتيها و تركِها بدون حديث، ابتسمت بسخرية و تحدثت دون ان تلتفت وراءها:

-" ما الذي جاء بك؟ هل تريد أن تضيف المزيد من الكذب؟ "

جلس بجانبها ينظر لها بنظرات عبرت عن اشتياقه لها و حزنه من بعدها لكنها لم تهتم و تجاهلت نظراته، ضحك بسخرية على ما آلت اليه الأمور ثم قام بسرد الحقيقة عليها: