الفصل الأول: بداية الحكاية

2 0 0
                                    


في قرية "نوران"، حيث الأشجار الشاهقة تتمايل مع نسمات الصباح العذبة، عاش شاب يدعى "كامل". كان الشاب معروفًا بحبه للمغامرة والتجول في الغابات المحيطة بالقرية. قضى معظم وقته يحلم بالسفر واكتشاف المجهول، إذ كان يشعر دائمًا أن قدره يكمن خارج حدود القرية الهادئة.

وذات ليلة، بينما كان يسير على ضفاف النهر، لفت انتباهه ضوء أزرق باهت ينبعث من بين الأشجار الكثيفة. بدافع الفضول، اقترب أكثر ليتبين مصدر الضوء، ليجد صندوقًا خشبيًا صغيرًا متوهجًا. فتح كامل الصندوق بحذر، ليكتشف داخله رسالة قديمة ذات حروف مذهبة وكلمات تبدو كأنها من عالم آخر.

كانت الرسالة مكتوبة بلغة غريبة، لكن عيني كامل وقعتا على جملة واضحة باللغة التي يعرفها: "إلى من يجد هذه الرسالة، أنت المختار. الطريق إلى الأراضي السبع يبدأ هنا. اتبع الخريطة وكن حذرًا، فالخطر يحيط بك من كل جانب." في أسفل الرسالة، كان هناك توقيع باسم "الحارس الأعظم".

شعر كامل بقشعريرة تسري في جسده، وأحس بأن قدرًا عظيمًا ينتظره. كانت هناك خريطة مطوية مع الرسالة، تظهر مواقع غريبة ورسومات لأبواب متناثرة في العوالم، وكل باب محاط برموز وأرقام غير مفهومة. شعر أنه أمام لغز عميق يستحق أن يُحل، وأخذ الخريطة معه، وعاد إلى منزله في القرية ليبدأ البحث عن أسرارها.

في اليوم التالي، قصّ كامل على صديقته المقربة "ليلى" كل ما حدث. كانت ليلى فتاة ذكية وجريئة، تشاركه نفس الحلم في اكتشاف المجهول. عندما رأت الخريطة، عرفت فورًا أن هذه ليست مجرد خريطة عادية، بل هي مفتاح لأسرار أكبر بكثير من أن يتخيلها أي شخص.

قالت ليلى: "أعتقد أن هذه الخريطة تقودنا إلى بوابات أخرى، ربما إلى عوالم لم تُكتشف بعد." اقترحت ليلى أن يبدأوا بتحديد المواقع الموجودة على الخريطة واحدة تلو الأخرى، في محاولة لفهم معاني الرموز والأرقام.

في تلك الليلة، بدأت الأحداث الغريبة تتوالى. سمع كامل أصواتًا غريبة تأتي من الغابة القريبة، أصواتاً أشبه بالهمسات، وأحيانًا كان يرى ظلالاً تتحرك في الأرجاء. بدا أن الرسالة والخريطة قد فتحت أبوابًا لم يكن يجب أن تُفتح. شعر بالخوف، لكنه كان متحمسًا أيضًا لما قد يكتشفه.

بدأ كامل وليلى رحلتهما نحو الموقع الأول الذي تشير إليه الخريطة، والذي يقع في منطقة نائية داخل غابة "الضباب". عندما وصلا إلى هناك، اكتشفا بوابة حجرية عملاقة مغطاة بالكتابات القديمة. كانت هناك سبعة رموز مختلفة محفورة على البوابة، تشبه تلك الموجودة على الخريطة. أحسّا بأنهما على وشك الدخول في عالم جديد تمامًا.

قالت ليلى: "أعتقد أن هذه الرموز هي المفاتيح التي تفتح البوابة، لكن علينا أن نعرف الترتيب الصحيح." بعد محاولات عديدة وتجريب تركيبات مختلفة للرموز، نجحا أخيرًا في فتح البوابة. انفتح الباب بصوت أشبه بالهمهمة، وكأنه يرحب بهم للدخول إلى المجهول.

خطا الاثنان داخل البوابة ليجدوا أنفسهم في عالم آخر، عالم ليس له مثيل. كانت السماء تميل إلى اللون الفيروزي، وأشجار ذات أوراق فضية تنمو في كل مكان، كما كان الهواء يحمل رائحة الزهور الغريبة التي لم يعرفاها من قبل.

همست ليلى: "أعتقد أننا في الأراضي السبع، هنا تبدأ رحلتنا الحقيقية."

الأراضـــ🌍ــــي الســـبــعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن