الأراضـــ🌍ــــي الســـبــع

الفصل الثامن: عالم الليل الأبدي

🌍
🔥
🌍

بعد أن نجح الأبطال في الحصول على الحجر الأحمر، توجهوا نحو البوابة التالية التي ستنقلهم إلى "عالم الليل الأبدي"، وهو عالم غامض تغطيه سماء دائمة الظلام، مضاءة فقط بضوء القمر الفضي. يُقال إن هذا العالم يحكمه مستذئبون ومصاصو دماء قديمون، وتنتشر فيه الأساطير عن صراعات أزلية بين هذين الجنسين، بالإضافة إلى مخلوقات أخرى غريبة تعيش في الخفاء.

ما إن عبروا البوابة، حتى وجدوا أنفسهم في غابة كثيفة، كانت أشجارها ملتوية بشكل غريب، وتصدر أوراقها أزيزًا كأنها تهمس بأسرار قديمة. كانوا يشعرون بشيء غريب في الهواء، وكأن العالم بأكمله يراقبهم.

قالت ليلى وهي تتفحص المكان: "يبدو هذا العالم مختلفًا تمامًا. حتى الهواء هنا مشبع بقوة غامضة، كأن شيئًا قديمًا يحاول التواصل معنا."

فجأة، سمعوا صوت عواء عميق يهز الغابة، تلاه حفيف أوراق وأصوات حوافر تتقدم بسرعة. ظهر أمامهم مجموعة من المستذئبين، بملامحهم المتوحشة وأجسادهم المكسوة بالفراء، وهم ينظرون إلى الأبطال بعيون متوهجة.

تقدم أحد المستذئبين، وكان يبدو عليه أنه القائد، وقال بصوت خشن: "من أنتم، ولماذا تتجرؤون على دخول أراضينا؟ هذا العالم ليس للغرباء."

قال كامل بشجاعة: "نحن في مهمة لجمع الأحجار السحرية التي تحمل أسرار الأراضي السبع. لسنا هنا لإثارة المشاكل، بل نبحث عن الحقيقة."

تردد القائد قليلاً قبل أن يرد: "هذا العالم ليس كما كان من قبل. هناك صراع دائم بيننا وبين مصاصي الدماء، ولا أحد يدخل هذه الأرض إلا إذا كان جزءًا من تلك الحرب."

بينما كانوا يتحدثون، ظهر مصاص دماء أنيق يرتدي رداءً أسود طويل، وشعره الداكن ينسدل على كتفيه. كانت عيناه حادتين ووجهه شاحبًا كالقمر. قال بنبرة هادئة لكن مشوبة بالسخرية: "أرى أن المستذئبين قد سبقوني في استقبال الزوار. اسمحوا لي بأن أرحب بكم في عالم الليل الأبدي. اسمي دريك، وأنا من العائلة الحاكمة لمصاصي الدماء."

سادت لحظة توتر بين الطرفين، وكان واضحًا أن هناك عداوة قديمة بينهما. قال دريك مخاطبًا الأبطال: "إذا كنتم تبحثون عن الأحجار السحرية، فاعلموا أن واحدًا منها موجود هنا. لكنه محمي في قصر مصاصي الدماء القديم، ولن يكون الوصول إليه سهلاً."

تقدمت ميلا وقالت: "وهل يمكن أن تساعدونا في الحصول عليه؟ يبدو أننا سنحتاج إلى حلفاء في هذا العالم الغامض."

ضحك دريك وقال: "المساعدة ليست مجانًا. هناك أمر يتوجب عليكم فعله أولاً. يوجد كائن يدعى "الوحش الكاسر"، وهو مستذئب متمرد يسبب لنا جميعًا المشاكل. إذا تمكنتم من إيقافه، سأفكر في مساعدتكم."

بدأ الأبطال رحلتهم مع دريك والمستذئبين، حيث انطلقوا في البحث عن الوحش الكاسر. كانوا يعلمون أن هذه المهمة لن تكون سهلة، فالوصف الذي قدمه دريك كان مرعبًا؛ فقد قال إن الوحش الكاسر يتميز بقوة هائلة ويتغذى على الطاقة المظلمة التي تملأ هذا العالم.

خلال الرحلة، بدأت تظهر ملامح من قصص الأساطير التي سمعوا عنها من قبل. تحدث المستذئبون عن لعنة قديمة أصابت عائلتهم، بينما أوضح دريك أن مصاصي الدماء يسعون دائمًا للحفاظ على توازن القوى مع المستذئبين، وأن أي انحراف قد يؤدي إلى كارثة كبرى.

وأثناء تقدمهم في البحث عن الوحش، كان الأبطال يكتشفون أن الأمور ليست كما تبدو؛ فقد لاحظوا أن هناك من يتلاعب بالأحداث ويستغل الصراع القديم بين مصاصي الدماء والمستذئبين لتحقيق أهدافه الخفية.