ظل الغياب

11

...

يجلس خلف المقود وجهه يعكس غضبه. تجاعيد افقيه تعبر جبهته، شفتاه مضغوطة بإحكام، مما يبرز توتر الفكه، انت أصابعه تُمسك بالمقود بقوة... يعطي نظرة حادة للجالس بجانبه لينفجر بلهجه شديدة
"هل يمكنك ان تشرح لي مالذي حدث"

انكمش في المقعد، محاولاً تجنب والده
"... فقط قلت له اريد الحمام ...وعند رجوعي لصف طردني "

"حصه كامله في الحمام ؟!...يوسف، ما الذي حدث لك؟ لم أتوقع هذا منك! شكاوى المعلمين تتزايد الا تشعر ،كنت في الحجز!،
ولا يمكنني تصديق أنك تفعل كل هذا!"

يحدق بالنافذة و يحاول الرد متهربًا
"لكنني لم ..."

قاطعه صوت ابه الصارم
"عذرًا؟ ،لا تقاطعني يافتى ...عدم حل الواجبات، الشجارات مع زملائك، عدم احترام المعلمين ، كلها علامات
على عدم النضج. هل تعتقد أنني أقبل هذا؟"

يبدا بفرك يديه بعد رؤية طريقة إمساك أبيه للمقود كانت كل عضلات يديه مشدودة و عروقه
بارزة كأنه سيعتصره ...يبدا بالتلعثم
"...لكن ...حاولت اناا"

يردف بغضب
"ليس هذا فحسب، بل تهربت من حصص أخرى أيضا...وكنت تكذب حول مكانك، مما يجعل الأمر
أسوأ. كيف تتوقع أن يحترمك أحد إذا كنت تتصرف بهذه الطريقة؟"
يكمل دون ان يعطي الاصغر فرصة
"اذا كنت تريد أن تُعامل كطالب ناضج، يجب أن تُظهر ذلك في تصرفاتك"

يحاول الدفاع
"كنت اريد الراحة، وهو يضغط علينا."

"لا أريد سماع حججًا واهية!"
أوقف السيارة عند الإشارة، والتفت نحو يوسف ليكمل
"هذا لا يبرر سلوكك ابداً. كانت لديك دائمًا إمكانيات أكبر من أن تُهدر بهذه الطريقة، يجب أن تدرك أن سلوكك ينعكس عليك. هذا ليس مجرد مرحلة، بل هو جزء من شخصيتك. يجب أن تأخذ الأمور بجدية أكبر."