prt 5

24 4 4
                                    


#في كل قتال، لا يوجد فائز دائم. أحيانًا، قد يكون الخسارة هي الطريق الوحيد لاكتشاف الذات. ماذا لو كنت بحاجة للخسارة لأتعلم كيف أكون أقوى؟#

ــــــــــــــــــــــــــــــــــEnjoyــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت اسير بجانب في منتصف القاعة بينما الجميع في الزاوية لللاخرى ، الأطفال مثلي يبتعدون عني قدر الإمكان، كأني طاعون سيحل عليهم ، أذهب ليتم جلدي، جلد الشيطان.

منذ سنة ونصف وأنا أعاني من مفس الشيء، كل أسبوعين يجب أن يتم جلدي ثم غطسي في مياه بما دماء لا أدري من أين تأتي حتى أختنق وتعاد الكرة تلاث مرات..

بعدها تعلو الهتافات والتصفيقات وكأنهم يعتقدون أنهم يطردون الشيطان من جسدي بينمها هم يكونون وينمون فيه ..

هذا ما سيحصل اليوم أيضا. أسير بردائي الأبيض الخفيف وأقدامي الحافية ، من كثرة البكاء عيناي كانت محمرة بالكامل ، وكأن دمعي قد اختار أن يبقى عالقا في عيني بدلا من أن يسقط على وجهي.

وقفت أمام القس الذي كان يتظاهر بالحسم ، وكأن الخوف الذي يسكن قلبي لا يعنيه. كما يجب علي القيام به للتقليل من عقوبتي، جلست على ركبتي، نظرت للسوط المخيف بين يديه، سلاحهم لإخضاع الشياطين، لم أتعود عليه أبدا، مؤلم في كل مرة.

كنت أشعر بشدة أنفاسي، قلبي ينبض بشكل متسارع وكأني أسمع دقات الساعة تدق كلما اقترب السوط من جسدي الصغير. لكن ماذا عن روحي؟ من يجلدها؟ لم أعد أعرف بدأت أقتنع أني لست انسانا ، بدأت أقتنع أني حقا شيطان شيطان يعيش في جحيم من العذاب ..

عندما يحاط بي الصمت يدور في ذهني صوتهم "أنت الشيطانة!" ، "نحن هنا لطردك!". لم يكن أمامي إلا أن أستعد، إذ لم يعد لدي خيار ، أغمضت عيني وسمعت الصوت يتردد بعد صوت للسوط على ظهري
"يا رب، حررنا من هذا الشر!".

ثم يأتي الألم ، يتوغل في جسدي كالنار. الصرخات تتداخل في اذني مع كل ضربة، يتردد صدى السوك في داخلي أكثر مما يتردد في الفضاء ، كل ضربة تجعلني أشعر بأني أغرق في بحار الظلام، أشعر بأجزاء من روحي تتلاشى..

الهتافات حولي التي تتصاعد في كل مرة جعلتني أشعر بالإنفصال عن نفسي ، وكأني ألقى بعيدا عن جسدي . أريد أن أصرخ، لكن صوتي محبوس في حنجرتي . أريد أن أركض لكن قدمي مقيدة بسلاسل من الخوف . هذه الطقوس ، هذه الضربات ، كل ذلك لا يخرج مني إلا شبحا خائفا، لا يستطيع أن يجد في طريقة للظلام. هل سأظل عالقة في هذه الدائرة اللابدية؟ الشيطانة التي لا تنتهي معاناتها ..

....

استيقظت بفعل كابوس طويل، وقد غطاني العرق البارد وكأنني كنت أركض لأهرب من شيء لا يمكن الهروب منه. أنفاسي متسارعة وقلبي ينبض بعنف في صدري، وكأن تلك اللحظات القديمة تعيش في داخلي من جديد.

CRIMSON حيث تعيش القصص. اكتشف الآن